مفتي مرسيليا: حضرت إلى الجزائر لأفضح الادعاءات الفقهية للأصوليين

TT

قال مفتي مرسيليا صهيب بن الشيخ إنه حضر إلى الجزائر للمشاركة في أشغال الملتقى الدولي حول الإرهاب وفضح الحجج والادعاءات الفقهية التي يحملها الأصوليون المتشددون لإقناع العالم بجدوى ما يسمونه «الجهاد» ضد الكفر والكافرين. واتهم، في حوار قصير مع «الشرق الأوسط»، حكومة ليونيل جوسبان الفرنسية بالوقوف وراء الفتنة القائمة بين جمعيات الجالية الإسلامية في فرنسا وبتشجيع التيار الديني المتعصب ضد المعتدلين.

* ماذا سيكون تدخلك في هذا الملتقى؟

ـ سأحاول أن أفضح الادعاءات الفقهية التي يحاول المجرمون تبرير أعمالهم عن طريقها. فهم يدعون تطبيق الشرع بحذافيره ويتلون علينا صباح مساء نصوصا وأحكاما فقهية وهي باطلة، وسأحاول إظهار بطلانها. كذلك أريد أن أهيب بالجزائر لأنها تريد تصدير تجربتها الخاصة في مكافحة الإرهاب حيث كانت تحاربه وحدها بمعزل عن الضمائر العالمية، أما بعد 11 سبتمبر (ايلول) 2001، انتفض ضمير العالم بكامله ليحارب شرا مرضا يسمى التعصب والتنطع الإسلامي.

* حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من الخلط بين الأعمال الإرهابية والإسلام. من يتحمل في رأيكم مسؤولية تفشي هذا الخلط في العالم الغربي؟

ـ على المسلمين الأكثر فهما واطلاعا وانغماسا في العلوم الإسلامية المبادرة، قبل غيرهم، وإدانة هذا الإرهاب وإظهار براءة الإسلام منه. وعلى الفقهاء العاملين والعالمين أن يفندوا الحجج الفقهية والنصية التي يقدمها لنا هؤلاء المجرمون، إذ يبنون إجرامهم البشع استنادا على آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

* وهل يوجد هذا الخلط في المفاهيم بفرنسا أيضا؟

ـ نحن نأسف شديد الأسف عندما يرتكب أحد الأدعياء على الإسلام إجرامه. لا يكفي فقط أن نندد، بل نحاول أن نبرر أن الإسلام بريء من هذه التصرفات. نحن نخشى الإرهاب كما يخشاه أي إنسان مسلم أو غير مسلم، لكن زيادة على ذلك لنا مهمة أخرى هي الإجابة عن تساؤلات المجتمع الفرنسي.

* ما هو موقف الجالية الإسلامية في فرنسا من مشروع وزير الداخلية الفرنسي الأخير المتعلق بالأمن الإقليمي؟

ـ حكومة اليمين الحالية، بخلاف الحكومة اليسارية السابقة، هي أكثر تفهما للإسلام، وتحارب هذا الخلط بين الإسلام وما يُقترف باسمه، وهي تحاول أن تسكت الأصوات التي تحاول تأطير المسلمين تحت مظلة سياسية أو متعصبة. لذلك فإننا نوافق مشروع الحكومة مع الحذر.

* بماذا تفسرون تأخر اعتراف الحكومة الفرنسية، إلى اليوم، بتنظيم قانوني رسمي للجالية الإسلامية في فرنسا؟

ـ عرض علينا وزير الداخلية والأديان (نيكولا) ساركوزي يوم الاثنين الفارط مشروعه، وسندرسه بجد واجتهاد ونقدم له رأينا قبل نهاية العام الجاري.

* ألا تعتقدون أن التناحر والصراع بين الجمعيات الإسلامية المختلفة في فرنسا هما السبب في تهميش هذه الجالية؟

ـ نعم، وأضيف أن الحكومة اليسارية السابقة هي التي حاولت أن تعطي تمثيل الإسلام والمسلمين إلى جهة واحدة متشددة متعصبة، اعتقادا منها أن هذا هو الإسلام وهو لا يكون إلا متشددا ومتعصبا.

* من هي هذه الجهة؟

ـ اتحاد المنظمات الإسلامية الذي هو امتداد لتنظيم الإخوان المسلمين. فهو سياسيا تابع للإخوان المسلمين وإيديولوجيا يحمل أفكار الأصولية الجديدة.