الصليب الأحمر الدولي يسعى لايجاد حل لمشكلة الأسرى واللاجئين الصحراويين

TT

تسعى منظمة الصليب الاحمر الدولية الى تنظيم عملية أشبه ما تكون «بالاستفتاء» وسط آلاف اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر) للوقوف على ما اذا كانوا يرغبون بالبقاء حيث هم او العودة الى مناطقهم الاصلية في الصحراء.

وتقول جبهة البوليساريو إن هؤلاء اللاجئين فروا خلال سنوات الحرب في الصحراء الغربية الى تندوف ويعيشون حالياً في مخيمات لللاجئين ويرفضون العودة حتى لا يتعرضوا للمساءلة أو القمع من طرف السلطات المغربية ، لكن المغرب يرد على ذلك بالقول ان البوليساريو تحتجز هؤلاء اللاجئين عنوة للحصول على مساعدات انسانية من منظمات اغاثة ودول اوروبية على وجه الخصوص، وان الذين تتاح لهم الفرصة للهرب والعودة الى المغرب يقومون بذلك دون ابطاء أو تردد ولم يحدث ان تعرض «العائدون» الى الأذى بل منهم من يتولى حالياً مناصب سامية في الادارة المغربية.

وتهدف منظمة الصليب الاحمر بالتنسيق مع الهلال الاحمر المغربي الى تنظيم «استشارة» بالتعاون مع المندوبية السامية للاجئين وتحت مراقبة الامم المتحدة وسط هؤلاء اللاجئين لاختيار واحد من خيارين إما البقاء في تندوف أو العودة الى مناطقهم الأصلية في الصحراء. ويبدو ان المغرب يشجع هذه المبادرة بيد ان الجزائر والبوليساريو تعارضانها.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفداً من منظمة الصليب الاحمر برئاسة ستيفان جاكي رئيس الاتصالات الخارجية فيها، وهو سويسري، زار الرباط الاسبوع الماضي والتقى مسؤولين في الهلال الاحمر المغربي الذي ترأسه الاميرة مليكة، شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني، وبحث معهم الموضوع كما التقى الوفد عائلات أسرى عسكريين مغاربة وحمل منهم رسائل الى هؤلاء الأسرى في تندوف.

ويوجد حالياً 1062 أسيراً مغربياً لدى البوليساريو ويبذل الصليب الاحمر مساعي حثيثة للافراج عنهم لكن جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب على الصحراء لا ترغب في التخلي نهائياً عن هذه الورقة لذلك عمدت في السابق الى اطلاق سراح مجموعات صغيرة في كل مرة، وكانت آخر مرة قامت فيها باطلاق أسرى في يناير (كانون الثاني) الماضي حيث أفرجت عن 115 أسيراً بمناسبة انتهاء شهر رمضان ليصل بذلك عدد الأسرى المغاربة الذين تم الافراج عنهم منذ بدء النزاع عام 1975 إلى 900 أسير. وقالت البوليساريو آنذاك «إن الافراج عن أولئك الأسرى جاء بناء على طلب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه ماريا أثنار. ونقل الأسرى وقتئذ إلى المغرب بالتعاون مع الصليب الأحمر الإسباني واللجنة الدولية للصليب الأحمر. يشار الى ان الأمم المتحدة سعت منذ عام 1991 الى تنظيم استفتاء في المنطقة، غير أن هذه العملية وصلت الى طريق مسدود بسبب خلافات متواصلة بين الرباط والبوليساريو حول معايير تحديد من يحق له الاشتراك في الاستفتاء، مما جعل الامم المتحدة تفكر في «خيار ثالث»، و اقترحت في هذا السياق مشروع اتفاق اطار حول الصحراء يترك جانبا عملية الاستفتاء، داعيا إلى حكم ذاتي واسع في ظل السيادة المغربية، غير أن البوليساريو رفضت المشروع مدعومة بالجزائر، وهو ما حدا بمنظمة الصليب الاحمر للبحث عن مخرج لايجاد تسوية إنسانية لمسألة اللاجئين أو الأسرى العالقين في تندوف، حيث أفادت التقارير أن الأوضاع آخذة في التردي.