قمة بروكسل تتجاهل تركيا وتعطي الضوء الأخضر لانضمام 10 دول للاتحاد الأوروبي

TT

نجحت الجهود التي بذلتها الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوربي في انقاذ قمة بروكسل من الفشل، اذ شهدت الساعات الاخيرة قبيل اعلان البيان الختامي مشاورات مكثفة قام بها رئيس وزراء الدانمارك اندرس فوخ راسميوسن، وخاصة بعد توزيع مسودة البيان الختامي للاجتماعات، وتعالت الاصوات داخل القاعة، وابدت بعض الدول تحفظها العلني على ما جاء في المسودة وخاصة من جانب فرنسا وهولندا.

ونجح رئيس وزراء الدنمارك في تقريب وجهات النظر بين القادة وخرج في المؤتمر الصحافي عقب انهاء الاجتماعات التي استمرت يومين في العاصمة البلجيكية بروكسل، لكي يعلن امام الصحافيين ان القمة كانت من انجح القمم التي عقدها قادة دول الاتحاد الاوروبي، واضاف ان قادة دول الاتحاد توصلوا الى اتفاق تاريخي يمهد الطريق لاجراء مفاوضات نهائية مع 10 دول اغلبها من شرق اوروبا، للانضمام للاتحاد في عام 2004، واشار الى ان القرار تاريخي بشأن توسيع الاتحاد وسيتخذ في قمة كوبنهاجن في 12 ديسمبر (كانون الاول) القادمة.

واضاف راسميوسن: «ان الزعماء اقروا رسميا ان دول المجر، التشيك، بولندا، وسلوفاكيا وليتوانيا وسلوفينيا واستونيا ولاتفيا وقبرص ومالطا اصبحت جاهزة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي».

واعرب القادة الاوروبيون في بيانهم الختامي عن املهم في ان تكون كل من بلغاريا ورومانيا قد انهتا استعداداتهما للانضمام الى الاتحاد في عام 2007، ووعدوا بتقديم «المساندة والدعم» اللازم للسير بخطوات ثابتة لتحقيق ذلك.

وبالرغم من اشادة القمة بالخطوات التي اتخذتها تركيا على المسار الاقتصادي والسياسي، وفي مجال حقوق الانسان، وذلك للوصول الى معايير عضوية الاتحاد، الا ان القادة رفضوا تحديد اي موعد لبدء مفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها.

ورغم ما يردده القادة عن نجاح القمة الا ان دبلوماسية اشارت الى قضايا كثيرة فشل القادة الاوروبيون في حسمها، وتركوها للفترة القادمة لاتخاذ قرار بشأنها قبيل قمة كوبنهاجن.

ونجحت القمة في التوصل الى اتفاق، يرجع الفضل فيه الى التسوية التي تمت بين فرنسا والمانيا بشأن التمويل الزراعي، والتي يتم بمقتضاها تجميد انفاق الاتحاد الاوروبي في مجال الزراعة ابتداء من عام 2007، كما تم الاتفاق على ان معدل نمو النفقات الزراعية سيبلغ واحدا في المائة سنويا في الفترة ما بين عامي 2007 و2013.

الا ان المصادر القريبة من الاجتماعات اكدت لـ«الشرق الأوسط» ان القادة لم يستطيعوا حسم بعض القضايا المالية المتعلقة بتمويل عملية التوسيع، وهي قضايا لم تحسم بشكل نهائي، وخاصة في ظل وصف تلك المصادر للمناقشات الخاصة بميزانية الاتحاد الاوروبي، بانها كانت الاصعب بعد ان اعترضت بعض دول الاتحاد على الميزانية ورفضها المساهمة بأموال اكثر فيها.

وظهرت تكتلات جانبية تمثلت في تضامن هولندا مع بريطانيا من جانب وايطاليا والبرتغال من جانب اخر، واستقر الامر في النهاية الى تأجيل البت في الامر الى موعد اخر، على ان يتم ذلك قبيل قمة كوبنهاجن وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ختام الاجتماعات والبيان الذي تضمن نتائج الاجتماعات نجد اموراً لم يتم التعرض لها بالتفصيل، وخاصة موضوع كاليننجراد، ومكافحة الارهاب واكتفوا بالقول ان هناك اتفاقا بين الزعماء حول عدد من القضايا واهمها موضوع كاليننجراد ومكافحة الارهاب.