اتهامات في صنعاء للاستخبارات المصرية باعتقال مسؤول يمني للحصول على معلومات عن الأفغان العرب

القاهرة تنفي وتؤكد مغادرته إلى أذربيجان ومعلومات عن اسم مشابه طلبت أميركا اعتقاله

TT

طلب اليمن من السلطات المصرية الكشف عن مصير مسؤول في الحزب الحاكم في اليمن اتهمت عائلته الاستخبارات المصرية باستدراجه ونصب كمين له واختطافه للحصول منه على معلومات عن الافغان العرب في اليمن، الا ان مصادر مصرية مسؤولة اكدت لـ «الشرق الأوسط» ان السلطات المصرية لا تملك اية معلومات حول المواطن اليمني، وهو رجل اعمال، سوى انه دخل الاراضي المصرية بتأشيرة دخول سياحية وغادر الى اذربيجان، مشيرة الى ان لا مصلحة لمصر في اختفائه او احتجازه على الاطلاق.

وامتنعت مصادر السفارة اليمنية في القاهرة عن التعليق على هذه المعلومات كما انها تجاهلت بالمقابل الاتهامات التي وجهتها عائلة رجل الاعمال المختفي للسلطات المصرية في هذا الشأن.

ونفت وزارة الخارجية المصرية ما وصفته بالمزاعم الكاذبة التي رددتها امس عائلة عضو اللجنة المركزية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن بشأن تورط السفير المصري في صنعاء في عملية اختطافه او احتجازه.

وقالت مصادر مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» ان هذه الاتهامات لا تستحق الرد عليها كونها تحتوي على مغالطات كبيرة واتهامات لا يمكن لعاقل ان يصدقها.

ولكن مصدراً في الحكومة اليمنية قال انها تبحث مع الحكومة المصرية قضية اختفاء عبد السلام علي عبد الرحمن الحيلة عضو اللجنة المركزية في المؤتمر الشعبي الحاكم الذي غادر الى القاهرة في فبراير (شباط) الماضي، لكن شقيقه عبد الوهاب علي عبد الرحمن قال انه وصل القاهرة يوم 20 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وفي هذا السياق بحثت الحكومة اليمنية في اجتماعها الاسبوعي اول من امس قضية المسؤول اليمني فأكدت ان اتصالات جرت بين وزيري الخارجية والداخلية اليمنيين مع نظيريهما المصريين للافراج عنه بعد طلب من عائلة عبد السلام علي عبد الرحمن بيد ان السلطات المصرية اكدت انه غادر القاهرة على متن طائرة خاصة الى باكو عاصمة اذربيجان. لكن وكالة الانباء اليمنية (سبأ) اكدت انه محتجز لدى السلطات المصرية. واشارت المصادر الرسمية الى ان مجلس الوزراء ناط بالجهات المعنية في وزارتي الخارجية متابعة هذا الامر مع الجهات المختصة المصرية لمعرفة مصير المواطن اليمني والافراج عنه، والتأكيد على العمل من قبل هذه الجهات في اطار الاتفاقيات القضائية الموقعة بين البلدين بهدف تفويت الفرصة على اية جهة تحاول استغلال هذه الحادثة للاساءة والحاق الضرر بعلاقات البلدين.

واكدت السفارة اليمنية في القاهرة انه لم يتوفر لديها معلومات تؤكد مغادرة عبد السلام علي عبد الرحمن الاراضي المصرية وانه لا يوجد ما يفيد بأنه غادر القاهرة الى باكو وانه لا توجد خطوط طيران الى العاصمة الاذرية بينما قالت مصادر مصرية انه غادر على طائرة خاصة، واشارت المصادر في الخارجية اليمنية الى ان كافة المؤشرات تؤكد ان عبد الرحمن لا يزال في القاهرة. واكدت ان التواصل مستمر بين الجهات المصرية واليمنية بهدف التوصل الى معرفة المكان الذي يوجد فيه المواطن اليمني. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية اتهم عبد الوهاب علي عبد الرحمن شقيق عبد السلام علي عبد الرحمن رجل الاعمال اليمني وعضو اللجنة المركزية للمؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن سفير مصر في صنعاء خالد الكومي بأنه قام «باستدراج شقيقه الى فخ نصبته الاستخبارات المصرية».

واشار عبد الوهاب علي عبد الرحمن وهو ايضا رجل اعمال يتركز نشاطه في المقاوات الى ان شقيقه «محتجز لدى الاستخبارات المصرية التي ربما تهدف من وراء احتجازه الى البحث او الحصول عن معلومات حول الافغان العرب في اليمن».

وقال مصدر قريب من الحكومة اليمنية ان الرجل «كان قد عمل على مساعدة السلطات اليمنية خلال السنوات الماضية على ترحيل مئات الافغان العرب الى خارج اليمن ومن ضمنهم مئات المصريين».

واكد عبد الوهاب، 28 عاما، ان شقيقه الاكبر عبد السلام، 34 سنة، متزوج واب لـ 4 اطفال قد سافر الى القاهرة من صنعاء في 20 سبتمبر (ايلول) الماضي بناء على دعوة من شركة المقاولون العرب باعتباره شريكا في فرع الشركة باليمن.

واضاف انه التقى السفير المصري والقنصل المصري بصنعاء عدة مرات بحثا عن شقيقه الذي اختفى منذ وصوله القاهرة يوم 20 سبتمبر الماضي لكنهم اكتفوا بنقل مزاعم باسم السلطات المصرية ان شقيقه عبد السلام غادر القاهرة بعد اربعة ايام من وصوله اليها متوجها الى باكو، على حد قوله.

وتابع عبد الوهاب انه «تقدم بطلب الى النائب العام بعدم السماح لمسؤولي وموظفي شركة المقاولون العرب المصرية فرع اليمن وجميعهم من المصريين بالسفر حتى يتم معرفة مصير شقيقه عبد السلام».

واشار شقيق رجل الاعمال اليمني الى انه «تم دفع عبد السلام وتشجيعه من قبل السفير المصري بصنعاء على السفر الى القاهرة رغم انه كان قد تلقى نصائح من عدد من اصدقائه وزملائه بما في ذلك وزير الداخلية اليمني بعدم السفر الى مصر» لاسباب لم يحددها.

وكانت مصادر قد اشارت الى ان عبد السلام علي عبد الرحمن الحيلة قد سافر الى القاهرة في زيارة عمل بعد ان تلقى وعوداً بتسهيل اعماله التجارية مع المصريين الا ان هذه الامور كانت مجرد استدراج لاعتقاله.

وكان اسم عبد السلام عبد الرحمن قد تردد في يونيو (حزيران) الماضي عندما تسلمت الحكومة اليمنية طلبا اميركيا بشأن توفير معلومات عن شخص اسمه عبد السلام علي عبد الرحمن الذي تسعى الجهات الاستخبارية الاميركية والاوروبية للقبض عليه بتهمة علاقته بتنظيم «القاعدة» وعلمه المسبق بهجمات 11 سبتمبر وان هذا الرجل يتم تعقبه في ثلاث قارات في اوروبا واسيا وافريقيا. وان هذا المواطن رجل اعمال حاصل على جواز سفر دبلوماسي وكان قد غادر اليمن قبل 11 سبتمبر وان السلطات اليمنية لا تعلم مكان وجوده.

وذهبت التسريبات الاستخبارية الاميركية الى التأكيد على ان السلطات الايطالية سجلت له قبل 13 شهر من هجمات سبتمبر مكالمات هاتفية يعتقد انها تشير الى مخطط لاختطاف الطائرات التي نفذت بواسطتها الهجمات على نيويورك وواشنطن.

وعلى الرغم من هذه الاجواء حرصت مصادر يمنية ومصرية مسؤولة هاتفتها «الشرق الأوسط» امس على التأكيد على الحرص المتبادل على اهمية العلاقات الثنائية والمتميزة بين القاهرة وصنعاء والاشادة بما قطعه التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات وخاصة الامنية والسياسية منها.