كبار الأدباء الإسرائيليين اليهود يتضامنون مع الفلسطينيين ضد اعتداءات المستوطنين

TT

شهدت قريتا عقربة ويانون قرب نابلس في الضفة الغربية مظاهرة تضامن غير عادية مع نضالهما من اجل البقاء، وذلك حين داهمهما، امس وفد من اربعين شخصية ثقافية بارزة جاءوا يستنكرون الاعتداءات الاجرامية للمستوطنين وجنود الاحتلال الاسرائيليين واختاروا ان يطلقوا من هناك نداء الى الرأي العام الاسرائيلي وقوى السلام بان «تعالوا نفيق من سباتنا ونطلق صرختنا ونكسر حاجز اللامبالاة ونناضل من اجل اسقاط حكومة الحرب الحالية»، كما قال الاديب المعروف، الف بيت يهوشوع.

وشارك في الوفد الى جانب يهوشوع عدد من الادباء الذين اصبحت لهم سمعة عالمية مثل عاموس عوزر وديفيد غروسمن ومئير شليف واحد كبار علماء الدين اليه ودي، البروفسور ارييل سيمان، ورجل الدين اليهودي المعتدل، مناحم فرومن (وهو يسكن في احدى المستوطنات المقامة على ارض قرب رام الله ومعروف بموقف يقول ان مستقبل المستوطنات يحدده الفلسطينيون «فاذا ارادوا، نعيش معهم. وان رفضوا، نرحل ونتركها لهم»، والاديب يوفال شمعوني وغيرهم.

ووصل المتعاطفون اليهود الى عقربة ويانون الواقعتين جنوبي مدينة نابلس وتتعرضان الى حملة ارهاب واعتداءات فظة من المستوطنين تلقى تشجيعا خفيا من قوات الاحتلال التي لا تتدخل تقريبا.

يذكر ان سكان يانون هجروها تماما قبل شهرين، خوفا من هذه الاعتداءات. لكن مجموعة من انصار السلام اليهود تضم 200 شخص ومعهم بضع عشرات من المتطوعين الاجانب اعادوهم الى القرية ونظموا لهم «حراسة يهودية دائمة».

واغاظ هذا النشاط المستوطنين في حينه، فاعتدوا على اليهود ايضا واصابوا احدهم برصاصة حية في بطنه.

ونظم الفلسطينيون جولة للادباء والمثقفين في القريتين واطلعوهم على آثار الاعتداءات الاجرامية من المستوطنين وكشفوا لهم ان عددا من المستوطنين غسلوا كلابهم في بئر الماء الرئيسية في عقربة وبذلك منعوا اهلها من شرب الماء وفرضوا عليهم البحث عن مصادر اخرى. وشكوا من سرقة محاصيلهم من الزيتون، ومن اعتداءات بالضرب البشع وتحطيم الزجاج والسيارات.

واستنكر الوفد بشدة هذه الاعتداءات. وقال الاديب ديفيد غروسمن، انه يخجل من انتمائه الى هؤلاء المستوطنين. واضاف: «امثال هؤلاء مكانهم في السجن».

وسئل الف بيت يهوشوع عن سبب هذه الزيارة وامتناعه عن زيارة مستوطنة حرميش القريبة، التي تعرضت الليلة قبل الماضية لهجوم فدائي وقتلت فيها امرأة مسنة وفتاتان. فأجاب: «انا لا احتاج لان اتضامن مع نفسي. فاليهود الذين يقتلون هم ابناء شعبي. وانا القتيل. لكن ان اتحول انا الى قاتل فهو امر لا يحتمل. فما نفعله في المناطق الفلسطينية لا يمكن قبوله. لا يمكن تحمله. ويجب ان نقف بكل قوتنا لوقفه».

من جهة اخرى بادرت مجموعة من الشباب اليهودي والعربي في اسرائيل الى القيام بمسيرة شعبية ذات اهداف سلمية تدعى «السبيل الذهبي» وانطلقوا من مدينة برديس حنا الواقعة قرب مفترق طرق دام على شارع وادي، عارة الذي شهد خلال هذه السنة 8 عمليات تفجيرية، وستستمر اسبوعا لتنتهي في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهدفها الدعوة الى السلام والحوار. ولوحظ حضور الشاب ايتاي غورف فيها، وهو الذي فقد قبل شهرين شقيقا في عملية تفجيرية في صفد. وقد فسر مشاركته بالقول: «شقيقي كان مؤمنا بالسلام. ولا بد من اكمال طريقه، حتى نوقف القتل من الطرفين».

وقال الشاب العربي محمود سلامة عن بلدة قلنسوة، وهو احد منظمي المسيرة، انها ترمز الى «رسالة السلام، التي يؤمن بها الشعبان، لكن القيادة تمنع خروجها الى النور».