الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية توصي بمواصلة العمليات الحربية ضد الفلسطينيين

TT

على عكس موقف وزيري الخارجية شيمعون بيريس والدفاع بنيامين بن اليعزر، خرجت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بتوصية واضحة للحكومة بأن تواصل عملياتها الحربية ضد الفلسطينيين وتكرس جهودها على ضمان إدارة هذه الحرب بشكل ناجح وذلك بحجة أنه لا يوجد لإسرائيل حاليا قائد فلسطيني مستعد ليكون شريكا في عملية السلام.

وجاءت هذه التوصية في إطار التقرير السنوي الذي أعدته شعبة الاستخبارات العسكرية بقيادة الجنرال أهرون زئيفي فركش، وعرضته على وزير الدفاع، بن اليعزر، وعلى رئيس الوزراء ارييل شارون، ولجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس وأول من أمس.

وقالت شعبة الاستخبارات، المعروفة بموقفها التشكيكي من القيادة الفلسطينية منذ توقيع اتفاقية أوسلو، إنها لا ترى أفقا للخروج من الصدام الإسرائيلي ـ الفلسطيني في السنة المقبلة. كما لا ترى شريكا لإسرائيل في عملية السلام لا في الرئيس ياسر عرفات ولا في أي قائد فلسطيني سيتولى زمام الأمور خلال هذه السنة. وأضافت: «ليس معروفا إذا كان عرفات مستعدا للنزول من على المسرح القيادي في القريب. وحتى لو كان هناك وريث له فمن غير المعروف إذا كان سيوافق للعمل من أجل اتفاق مع إسرائيل. لهذا، فإن على إسرائيل أن تكرس جهودها الآن في استمرار المواجهة وإدارتها بشكل ناجح من جهة وأن تضمن عدم التدهور إلى صدام مع دول عربية أخرى.

وتوقعت الاستخبارات العسكرية أن تطول الحرب الأميركية على العراق وتشغل بال العالم طيلة السنة المقبلة. ولهذا كان موضوع الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني سيوضع جانبا.

وأيد رئيس أركان الجيش، الجنرال موشيه يعلون، هذا التقرير. ورأي فيه برهانا على صحة موقفه ودعما لسياسته بضرورة استمرار الضغط العسكري على الفلسطينيين حتى تستسلم قيادتهم و«تتخلى عن تشجيع الإرهاب»، كما يقول، «وتتوصل إلى قناعة تامة بأن العنف لن يحقق له أية مكاسب».

إلا أن وزير الدفاع، بن اليعزر، قال إنه يختلف مع هذه التقديرات ويرى أنها متشائمة للغاية. وقال «يجب علينا أن نطرح أمام الفلسطينيين أفقا سياسيا واضحا، فهذا يخدم مصلحتنا الاستراتيجية. ونحن علينا أن نكرس جهودنا ليس فقط لإدارة الحرب بنجاح بل أيضا للخروج من دوامتها».

وأكد بن اليعزر «إذا عرضنا على الفلسطينيين بدائل جدية جيدة، فإن إمكانية نشوء شريك لنا في عملية السلام واردة جدا. وأنا أعتقد أن الإجراءات العسكرية التي قمنا بها في المناطق الفلسطينية قد استنفدت نفسها». وأضاف: «صحيح أن علينا مواصلة العمل في الضفة الغربية من أجل ردع الإرهاب والانتحاريين، إلا أنني لا أعتقد أن زيادة الضغط سيكسر الفلسطينيين، بل ربما العكس».

وتطرق بن اليعزر إلى موضوع الحرب الأميركية على العراق، فقال إنه يعتقد أنها ستنتهي بآثار إيجابية على الشرق الأوسط، إذ أنها ستشكل تحذيرا لسورية وإيران لكي تتخليا عن طريق العنف. إذ أن الضربة للعراق ستكون بمثابة تهديد لهما أيضا.