وصف طالب سوداني ادلى بشهادته امام محكمة ألمانية امس محمد عطا، المتهم بأنه كان قائد خاطفي الطائرات التي نفذت بها هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في اميركا، بأنه كان شخصا «جافا» لم يضحك مطلقا. واضاف احمد مقلد في شهادته ان عطا وآخرين ضمن خلية شبكة «القاعدة» في هامبورغ تحدثوا عن «جهاد» ضد اسرائيل. ويعتبر الطالب السوداني الاول من مجموع 160 شاهدا يتوقع ان يدلوا بإفاداتهم في محاكمة المغربي منير المتصدق، الذي يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن المؤبد اذا أدانته المحكمة بتهمة الانتماء الى منظمة إرهابية والمشاركة في قتل ما يزيد على 3000 شخص في الهجومين على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى «البنتاغون» في واشنطن. وكان المتصدق قد اعترف منذ بداية محاكمته الاسبوع الماضي بأنه كان يعرف اعضاء في خلية «القاعدة»، لكنه نفى اية معرفة بتخطيطهم لتنفيذ هجمات على الولايات المتحدة. وأفاد مقلد، الذي كان يدرس تصميم الطائرات بجامعة العلوم التطبيقية بهامبورغ ويقيم حاليا في برلين، انه كان يعرف عدة اعضاء في خلية «القاعدة» خلال فترة نهاية التسعينات، بمن في ذلك مروان الشحي وهو طيار انتحاري آخر سكن ودرس بمدينة هامبورغ الالمانية. وقال مقلد، 28 عاما، امام المحكمة انه لا يعرف شيئا عن خطط هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وانه شاهد صورة عطا والشحي ولم يصدق ما حدث لأنه «لم يكن هناك ما يشير الى ان عطا والآخرين سيضعون انفسهم في هذا الموقف». واضاف ايضا ان المجموعة التي كانت حول عطا تحدثت حول «الجهاد ضد اسرائيل» دون الحديث حول أي خطط محددة بل كانوا، حسب شهادته، يتحدثون حول امكانية توحيد الدول العربية قوتها لحرب ضد اسرائيل. وقال انهم «لم يتحدثوا عن الانضمام الى جماعة محددة والانخراط في الجهاد، لكنه اشار الى ان المجموعة «كانت تعتقد في بعض الاحيان ان الحرب تعتبر حلا». وردا على سؤال حول ما اذا قد ورد اسم الولايات المتحدة في مناقشات افراد المجموعة، اجاب مقلد «الولايات المتحدة او اسرائيل». وابتسم مقلد لدى دخول المتصدق قاعة المحكمة، وأفاد في وقت لاحق بانه التقى المتهم لأول مرة عندما كان يبحث عن شقة سكنية وانه لم يعد جارا له منذ ان ترك السكن بمدينة هامبورغ. وحول لقائه مع عطا، أفاد مقلد بانه التقاه عام 1996 وانه كثيرا ما كان يذهب معه للصلاة في المسجد. وقال عن عطا انه «لا يستطيع الضحك» ووصفه بأنه شخص «جاف». وأضاف انه «انتهج اكثر خط متشدد في المجموعة». وتذكر مقلد كيف أن عطا وبخه ذات مرة لتصرفه بشكل مرح حينما دخل الاثنان أحد الحوانيت وقال له آنذاك «أنت تعيش هنا كأنك في الجنة بينما هناك آخرون يموتون». وتذكر ما قاله عطا له أيضا «القلب يموت من المزاح». وأضاف مقلد «كان في رأسه الكثير من العقد التي تجعله حزينا... كان يرتدي دائما نفس السترة ونفس السروال ويحافظ على لحيته بنفس الطول».
ويزعم الادعاء أن المتصدق وفر الدعم اللوجستي للطيارين المشاركين في هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، إذ استخدم صلاحياته كوكيل عن حساب الشحي المصرفي لإرسال النقود منه إلى المختطفين أثناء دراستهم في مدارس الطيران الأميركية. وقال المتصدق إنه حوّل في أغسطس (آب) 2000 مبلغا إلى أحد أعضاء الخلية فقام الآخر بإيصال المبلغ المالي إلى الشحي، الذي يعتقد أنه كان في أفغانستان. وقال الادعاء من جانبه إن عطا والشحي كانا في الولايات المتحدة من شهر يوليو (تموز) 2000 وحتى يناير (كانون الثاني) 2001، والنقود استخدمت لدعمهم هناك. واول من امس أخبر مقلد المحكمة بأنه عاد إلى هامبورغ في زيارة أثناء سنة 2000 والتقى المتصدق وصديقاً آخر في مسجد المدينة. وقال مقلد إن أحدهما أخبره بأن «عطا كان في الولايات المتحدة بحثا عن عمل وهذا ما أثار الدهشة في نفسي». وقال مقلد إن الشحي كان في الإمارات العربية المتحدة آنذاك.