كوشنر يزور مخيما لأكراد رحلتهم بغداد من كركوك ويدعو الشعب الكردي للحذر في التعامل مع مستقبل العراق

TT

قال دكتور برنارد كوشنر وزير الصحة الفرنسي السابق ان الحكومة التي تشرد مواطنيها وتقتلعهم من ديارهم، هي حكومة غير جديرة بحكم البلاد. جاء ذلك في حديث له مع عدد من افراد العوائل الكردية التي ابعدتها السلطات العراقية من مدينة كركوك والذين يعيشون الان في مخيم مؤقت بمنطقة بازيان القريبة من مدينة السليمانية والذي اقيم لايوائهم بصورة مؤقتة. واعرب كوشنر عن حزنه للمشاهد التي رآها اثناء زيارته للمخيم والحالة المزرية للعوائل التي تعيش هناك منذ اربع سنوات.

لكن مشاعر الحزن تجاه المشردين لم تمنع الوزير الفرنسي السابق من المشاركة بفرحة عروسين صادف موكبهما اثناء عودته الى مدينة السليمانية التي يزورها حاليا للاطلاع على اوضاعها بعد استقرار عملية السلام وعودة الحياة الطبيعية الى المنطقة اثر التوقيع على اتفاقية صلاح الدين بين الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني. كما اطلع كوشنر على نشاطات مركز شبيبة كردستان في مجال بناء المجتمع المدني والفرص التي يوفرها لتنمية المواهب والقدرات الشبابية على الصعيدين الثقافي والعلمي والانشطة الرياضية.

والقى كوشنر كلمة في مأدبة عشاء اقامها برهم احمد صالح رئيس الحكومة التي يديرها حزب طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) في السليمانية اعرب فيها عن سروره بما شاهده من تطور في الحياة اليومية لمواطني الاقليم على صعيد التمتع بالحريات الديمقراطية، مشيرا الى ان انظار العالم تتجه اليوم الى هذه المنطقة التي تترقب تغييرات مهمة في المستقبل القريب. ودعا كوشنر الشعب الكردي الى التعامل بحذر مع التغييرات القادمة في العراق، مؤكدا ان الشعب الكردي سيكون له دور مهم سواء على صعيد السلام او الصراع السياسي في عراق المستقبل. واضاف مخاطبا ابناء المنطقة «ان مستقبل العراق والمنطقة سيبنى على ايديكم فلا تترددوا في ايصال صوتكم الى العالم لانكم جزء من مستقبل المنطقة».

وكان صالح قد رحب في بداية المأدبة بكوشنر مستعرضا في كلمته جوانب مشرفة ومواقف انسانية للوزير الفرنسي السابق لدعم القضية الكردية ومساندة الشعب الكردي في ايام محنته، مشيرا الى دوره البارز في صياغة القرار 688 الخاص بايقاف قمع السكان العراقيين من الكرد والشيعة ودفع الحكم العراقي الى الحوار من اجل انهاء مأساة العراقيين.

وعزا صالح الحرية والديمقراطية التي يتمتع بها الشعب الكردي في كردستان العراق الى جهود كوشنر والسيدة دانيال ميتران والرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجر الذين ساهموا في صياغة القرار 688 الذي يعد اهم وثيقة دولية في تاريخ الشعب الكردي تصدر من هيئة عالمية لدعم قضيته، مشيرا الى ان صدور هذا القرار ساهم في اقامة المنطقة الآمنة التي وفرت بدورها فرصة اجراء الانتخابات البرلمانية وتدشين تجربة ديمقراطية في هذا الجزء من العراق.