المغرب: تشكيلة حكومة جطو تخضع للمسات الأخيرة والإعلان عنها بات وشيكا

TT

في الوقت الذي بات فيه الاعلان عن الحكومة الجديدة وشيكا، يعكف الفريق المصغر الذي قاد مشاورات تشكيل الحكومة مع الاحزاب والملك على وضع اللمسات الاخيرة على التركيبة الحكومية الجديدة قبل الاعلان عنها رسميا.

وفي سياق ذلك،سارعت الاحزاب الكبيرة، التي ستشكل العمود الفقري للحكومة المرتقبة، امس الى عقد اجتماعات طارئة لهيئاتها القيادية استعددا لساعة الحسم. وعقد حزب الاستقلال امس اجتماع مكتبه التنفيذي (اعلى هيئة تنفيذية)،كما اجتمع امس المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الاشتراكي».

وعلمت «الشرق الاوسط» أن هذه الاجتماعات وضعت اعضاء قيادة الحزبين في الصورة بعد انتهاء الاشواط الاخيرة من مفاوضات تشكيل الحكومة، التي حسمت مسألة توزيع الحقائب والقطاعات بين الاحزاب المشاركة فيها.

يذكر ان الهيئتين التقريريتين داخل الحزبين كانتا قد فوضتا امر المشاورات الى قيادتي الحزبين، وجرت الاشواط الاخيرة والحاسمة من هذه المفاوضات في مدينة مراكش، التي جمعت في اليومين السابقين جميع اشكال الطيف السياسي المغربي واركان الدولة،وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها للمغرب الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وهي الزيارة التي انتهت امس.

ورغم ان جدول اعمال الهيئتين التنفيذيتين لحزبي «الاتحاد الاشتراكي« و«الاستقلال» تضمن التنسيق بخصوص النظام الداخلي للبرلمان، وانتخابات اعضاء مكتب مجلس النواب ورؤساء اللجن البرلمانية، ومشاورات تشكيل الحكومة، الا أن النقاش ركز على النقطة الاخيرة، وآخر المعطيات المتوفرة بخصوص المشاورات مع ادريس جطو، الوزير الاول المعين.

وخلال المراحل الاخيرة من المشاورات كان التفاوض مركزا على توزيع القطاعات الوزارية بين الاحزاب التي ستشارك في الحكومة الجديدة.

وحتى يوم امس لم تتسرب اي انباء عن الاسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة. واذا كانت الاحزب الكبيرة قد تفاوضت حول القطاعات الحكومية التي ستتولاها دون ان تحدد اسماء معينة لحمل حقائبها، فان الاحزاب الصغيرة التي استبعدت من هذه المفاوضات تنتظر ما سيؤول اليها من حقائب تخلى عنها الكبار.

من جهة اخرى، خلت الصحافة المغربية امس من متابعة موضوع تشكيل الحكومة بعد ان استنفد صحافيوها سيناريوهاتهم حول التشكيلة الحكومية المقبلة. ولأول مرة وجد الصحافيون انفسهم بعيدون من مصادر اخبارهم ان لم يكونوا منقطعين عنها، ذلك ان المراحل الحاسمة من المشاورات تجري في مراكش ويقودها فريق مصغر وسط تكتم شديد.