وزير خارجية فرنسا يبحث في الرباط شراكة استراتيجية جديدة مع المغرب والترتيب لزيارة الرئيس شيراك

TT

بدأ دومينيك دو فيليبان وزير خارجية فرنسا امس زيارة عمل للمغرب يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين المغاربة. ومن المقرر أن يستقبل اليوم في مراكش من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس. وانطلقت مباحثات دو فيليبان مع المسؤولين المغاربة مساء أمس على مائدة عشاء في الرباط اقامها على شرفه محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب، كما يعقد الوزيران اليوم جلسة مباحثات رسمية.

ويلتقي دو فيليبان اليوم في الرباط ايضا عبد الرحمن اليوسفي،الوزير الأول المغربي المنتهية ولايته، وادريس جطو، الوزير الأول المعين، كما يعقد مؤتمرا صحافيا في ختام زيارته، ويلقي محاضرة في جامعة محمد الخامس بالرباط حول «حوار الحضارات» وستكون مناسبة يلتقي خلالها دو فيليبان بعدد من المثقفين والسياسيين والإعلاميين المغاربة.

واستنادا الى مسؤول مغربي رفيع تحدث امس لـ«الشرق الأوسط» فإن زيارة دو فيليبان، التي تعد أول زيارة له للمغرب منذ تعيينه، تجسد مستوى «الشراكة المتميزة» التي تميز علاقات البلدين، والاهمية الاستراتيجية لهاته العلاقات في المنطقة، مضيفا ان دو فيليبان سيبحث خلال زيارته تطوير العلاقات الثنائية الى مستوى تطلعات البلدين بإقامة «شراكة استراتيجية جديدة»، والترتيب لزيارة الرئيس جاك شيراك للمغرب المزمع القيام بها بداية السنة المقبلة، وايضا انعقاد اللجنة العليا المشتركة في غضون السنة المقبلة والتي أرجأ انعقادها العام الحالي بسبب ظروف الانتخابات الفرنسية.

واستنادا الى المصدر ذاته فان المحادثات الفرنسية ـ المغربية تشمل الوضع في منطقة المغرب العربي وملف الصحراء وسبل تفعيل الحل السياسي لهذا الملف.

واضاف المسؤول المغربي ان قضايا دولية ساخنة ستكون في صلب المحادثات المغربية ـ الفرنسية، ومنها الأزمة العراقية والوضع في الشرق الأوسط ومستقبل التعاون الأوروبي ـ المتوسطي، وقضايا افريقية يتصدرها الوضع في ساحل العاج.

وأبرز المسؤول المغربي ان المباحثات ستتناول ايضا وضع أجندة لمستقبل التعاون الثنائي في ظل الحكومتين الجديدتين الفرنسية والمغربية التي بات الاعلان عن تشكيلتها وشيكا. ومن المقرر أن يوقع الجانبان اتفاقيتين في إطار المنطقة التي تحظى بالأولوية في مجال التضامن. واوضح المسؤول المغربي ان الجانبين الفرنسي والمغربي سيبحثان وسائل جديدة لتفعيل الشراكة الاستراتيجية كنموذج للتعاون بين شمال وجنوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشيرا الى ان البلدين قدما نموذجا جيدا للشراكة من خلال تجربة تحويل الديون الفرنسية المستحقة على المغرب إلى استثمارات، وشكلت هذه التجربة نموذجا اخذت به فرنسا في علاقاتها مع دول أخرى جنوب المتوسط. وبدوره أخذ المغرب بهذا النموذج في تعامله مع دول الضفة الشمالية للمتوسط.