نشطاء حقوقيون مغاربة يطالبون فرنسا برفع «سر الدفاع» عن قضية المهدي بنبركة

TT

تجمع عشرات من نشطاء حقوق الانسان المغاربة امام مقهى ليب في باريس للمطالبة برفع «سر الدفاع» عن ارشيف قضية المعارض المغربي المهدي بن بركة الذي اختطف واغتيل عام .1965 وقال امين عبد الحميد، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان في خطاب مقتضب: «الكل يعرف أن فرنسا والمغرب، و«سي إي إيه»، و«الموساد»، كانوا متورطين في اختطاف بنبركة، والآن نريد ان تظهر الحقيقة، كل الحقيقة بخصوص هذه القضية».

وكان عبد الحميد من بين 150 شخصا سافروا من الرباط الى باريس على متن حافلات مرورا باسبانيا لتخليد الذكرى 37 لاختطاف بنبركة والتنديد بالصمت المطبق على هذه القضية.

ويرى احمد بنجلون، زعيم حزب الطليعة المغربي المعارض أن ملف اختطاف واغتيال احد رموز المعارضة اليسارية بالمغرب والعالم الثالث: «لا يمكن ان يطوى الا اذا رفعت فرنسا سر الدفاع، لمعرفة الحقيقة، كل الحقيقة، وهذا مطلب اساسي بالنسبة لرفاق درب بنبركة، ولن يتخلوا عنه حتى تعرف تفاصيل من كانت لهم المصلحة في تصفية هذا المناضل الفذ».

واختطف بنبركة في 29 اكتوبر (تشرين الاول) 1965 امام مقهى ليب بالدائرة السادسة في باريس من طرف رجال امن فرنسيين في وقت كان يتمتع فيه بحق اللجوء السياسي في فرنسا.

وحسب عدد روايات وشهادات عملاء المخابرات اجانب ومغاربة، فان الجنرال محمد اوفقير هو الرأس المدبر لاختطاف واغتيال بنبركة في ظروف شابها الكثير من الغموض.

وقال احمد البوخاري، احد رجال المخابرات المغاربة السابقين، إن مقتل بنبركة وقع في الضاحية الباريسية وحضره ضباط مغاربة بمساعدة رجال مباحث فرنسيين ومراقبين عن بعد ينتمون الى جهاز المخابرات الاميركية (سي.آي.إيه). وحسب السيناريو الذي رتب لاختطاف المعارض المغربي فقد تم صنع صندوق ضخم من حديد في الرباط لتذويب جسد بنبركة في مواد كيماوية حتى لا يظهر له اي اثر، ولا تترك اي ادلة مادية للمتابعة القضائية، حسب رواية البخاري التي نشرت في كتاب صدر اخيرا في المغرب وفرنسا.

إلا ان هذه الرواية تتناقض مع قصاصات اخبار اوردها عدد من الصحافيين الفرنسيين والبريطانيين تؤكد ان بنبركة قتل في باريس ودفن جسده في ضواحي المدينة.

وأوضح عبد الحميد، الذي كان آنذاك هو واحمد بنجلون طالبين في باريس ومساندين لبنبركة: «كنت هنا لما اختطف المهدي. مرت منذ ذلك التاريخ 37 سنة ولم يتم الكشف عن الحقيقة بعد. نريد من السلطات الفرنسية والمغربية ان تضع حدا لهذا الصمت الذي يخيم على هذه القضية وعلى قضايا اخرى تتعلق بالاختطاف».

وكان عبد الحميد يشير الى زيارة الوفد الرسمي الفرنسي الذي يبدأ جولته نهاية هذا الاسبوع الى المغرب لاجراء مباحثات سياسية مع الوزير الاول المعين ادريس جطو وزعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المنتهية ولايته، احد رفاق بنبركة في المنفى بداية الستينات.

وقال عبد الحميد ان ما يريده نشطاء حقوق الانسان المغاربة والفرنسيين هو «فتح ملف الاختطاف السياسي وضمنه ملف بنبركة من طرف السلطات الفرنسية والمغربية، لطي صفحة الماضي».

وكان عبد الحميد يتحدث خلال التجمع الذي دام حوالي ساعة بحضور بشير بنبركة، ابن المعارض الراحل وشخصيات سياسية ومثقفين وعائلات عدد من المختطفين، في حفل رفعت فيه الشعارات المنددة بالاختطاف السياسي والقمع.