بريطانيا تهدي الأردن 400 دبابة وبرلمانيون يثيرون مخاوف من التسرب التكنولوجي

TT

اثارت هدية عسكرية وافقت الحكومة البريطانية على تقديمها للاردن جدلا في اوساط مجلس العموم البريطاني ومتخوفين في البرلمان من التسرب التكنولوجي للعراق، في ظروف متوترة كالتي يشهدها الشرق الاوسط. فقد تسبب قرار وزير الدفاع البريطاني جيفري هون باضافة 114 دبابة طراز تشالينجر واحد الى «الصفقة المجانية»، التي ابرمت قبل سنتين وشملت 288 دبابة و112 سيارة اسناد مصفحة، في اثارة جدل. وتعزو وزارة الدفاع تحركها الى ان الدبابات اصبحث عبئا على ميزانيتها. ومصدر الجدل ان الصفقة المجانية الاولى تمت بموافقة من اعضاء البرلمان البريطاني، بينما ساد التكتم والسرية «المنحة الثانية». اذ لم يستشر وزير الدفاع جيفري هون، اعضاء البرلمان في ما اقدم عليه، مكتفيا باطلاعهم عبر رسالة بعث بها اليهم يعتذر فيها عن تعذر طرحه «الهدية» للسؤال والمساءلة في مجلس العموم. وحتى ان كانت الهدية شاملة لدبابات قديمة، استخدمت خلال حرب الخليج الثانية ضد العراق مطلع التسعينات، الا انها تعتبر الجيل الاول من دبابات القتال «تشالنجر» التي تحمل، بحسب المعترضين، قدرا كبيرا من التكنولوجيا التي قد تتسرب عبر الاردن الى العراق. وقال متحدث في وزارة الدفاع البريطانية في لندن امس لـ«الشرق الاوسط» ان الوزارة لم تعد في حاجة الى هذا الطراز، كون بريطانيا انتقلت لاستخدام الطراز الحديث من ذات الدبابات التي تعرف بـ«تشالنجر اثنين». والهبة البريطانية للاردن جاءت لتشجيع «السياسة الخارجية للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني»، وتمت قبل ان يتدهور الوضع الامني في الاراضي المحتلة، وقبل ان يستجد الحديث عن حرب اخرى ضد العراق، وحتى قبل ان تجد المنطقة نفسها في دوامة «الحرب ضد الارهاب». وبحسب محتوى الرسالة الوثيقة التي اشارت اليها صحيفة الغارديان البريطانية فان حجم الصفقة الاولى شمل قبل عامين 288 دبابة و112 سيارة اسناد مصفحة، واضيفت لها الآن 114 دبابة قتال و19 دبابة للتدريب. واضافت بأن ارسال دبابات الصفقة الاولى تمت كاملة بحلول منتصف الشهر الجاري. فى حين قال ناطق باسم هون لـ«الشرق الاوسط» ان الهدية الجديدة ستصل عمان بحلول عام 2004، مشيرا الى «ان الهدية ستصل الى اصحابها رغم الضجة التي تثيرها في اروقة البرلمان ولا مجال للعدول عنها». وعن خشية البعض من التسرب التكنولوجي، قال «لقد تمت هذه الصفقات بتأكيدات صارمة من طرف القوات الاردنية التي تعهدت انه لا مجال للتسرب التكنولوجي في اي شكل من الاشكال الى دولة اخرى الا بعد اطلاعنا». واردف «ولقد سبق ان هدينا دولا اخرى في السابق عتادا عسكريا ولا نرى مانعا في ذلك».

وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، الح «زعيم» المعارضين في مجلس العموم للصفقة مانزيز كامبل متحدث الشؤون الخارجية في حزب الاحرار على الحكومة البريطانية «بضرورة تقديمها تقييما لهدية الدبابات التي قدمتها للاردن». وقال منزيز انه سيكتب خطابا لوزير الخارجية جاك سترو لحصوله على تقييم لتأثير هذه الدبابات على الوضع الراهن في الشرق الاوسط».

ورفض ناطق باسم الخارجية امس التعليق مشيرا الى ان المسألة تعني وزارة الدفاع والصفقات العسكرية ولا تعني الوزارة في شيء، رغم اعترافه بوجود عدد من الخطابات تستفسر عن الامر. وقال انوش اهتشامي الخبير في شؤون الشرق الاوسط في جامعة درهام بشمال انجلترا في تعليق لـ«الشرق الاوسط» ان الدبابات المرسلة رغم انه سبق واستخدمت فانها تظل دبابات مقاتلة متطورة.