النيابة تطلب أقصى العقوبة لرئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري في قضية الرشوة

TT

بدأت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة أمس مرافعتها في قضيتي الرشوة المتهم فيهما رئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري محمد الوكيل وثلاثة آخرين حيث طالبت بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين والتي تصل الى المؤبد، وواصلت النيابة مرافعتها أمام محكمة أمن الدولة العليا التي عقدت ثاني جلساتها أمس برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة حتى ساعة متأخرة من الليل.

وكانت المحكمة قد عقدت جلستها صباح أمس حيث استعرضت شريطي الفيديو المسجل عليهما وقائع ضبط المشرف العام على برنامج «صباح الخير يا مصر» الدكتور احمد الحسيسي أمام نادي الزهور بمدينة نصر شرق القاهرة وأثناء تلقيه مبلغ عشرة آلاف جنيه رشوة من المتهم الثالث هاني عبداللطيف الموظف بالتلفزيون واعترافه بتسليم المبلغ للوكيل. وتضمن الشريط الثاني مقابلة الحسيسي والوكيل مع المبلغ الدكتور محمد فتحي حيث ظهر في الشريط فريق من نيابة أمن الدولة العليا وعضو هيئة الرقابة الادارية وكذلك الوكيل لحظة القبض عليه وما انتابه من خوف وهلع وبكاء كما تضمن قيام رجال النيابة بتفتيش محتويات مكتبه التي تضمنت كميات كبيرة من العملات المحلية والأجنبية الى جانب كميات كبيرة من ساعات اليد من ماركات فاخرة وبعض ساعات الحائط ومجوهرات وبارفانات وملابس داخلية حريمي وهدايا متنوعة وأجهزة موبايل، وبكى الوكيل أثناء مشاهدة المحكمة للشريط، مؤكدا ان هذه الأشياء خاصة به وبأسرته وان الأموال تخصه.

واستأنفت المحكمة نظر القضية في الجلسة المسائية حيث استمعت الي مرافعة النيابة بينما قررت المحكمة وبناء على طلب الدفاع في قضية المخدرات المتهم فيها الوكيل بمفرده التأجيل لجلسة الاثنين القادم للاستماع الى شهود النفي في القضية والخاصة بضبط 8.5 جرام من مخدر الحشيش في مكتبه.

وكانت النيابة قد واجهت الوكيل وبقية المتهمين في جلسة 27 اكتوبر الجاري بالاتهامات الموجهة إليهم وكشفت عن ان الوكيل يواجه تهمتين بالرشوة، الأولى تتعلق بحصوله على 10 آلاف جنيه من الدكتور محمد فتحي عبدالدايم مقابل ظهوره في برنامج «صباح الخير يا مصر» يوم 6 يوليو (تموز) الماضي والثانية طلب وأخذ رشوة من الدكتور فاخر فؤاد جندي قدرها 3 آلاف جنيه والمتهم هو الآخر بتقديم رشوة لموظف عام مقابل الاخلال بواجبات وظيفته والظهور في برنامج «صباح الخير يا مصر» يومي 30 مارس (آذار) و22 يونيو (حزيران) الماضيين.

وبالنسبة للمتهمين الثالث والرابع (الحسيسي وعبد اللطيف) فقد اتهمتهما النيابة بالتوسط في تقديم رشوة فاعترفا بما تضمنته التحقيقات من توسطهما في تقديم الرشوة للوكيل.

وسأل رئيس المحكمة الوكيل الذي جلس في القفص وحيدا، بينما جلس الحسيسي وعبداللطيف مع بعضهما، عن الاتهامات المنسوبة إليه من النيابة فأجاب «أبدا لم يحدث» كما أنكر المتهم الثاني الدكتور فاخر الاتهامات المنسوبة إليه.

تعود وقائع القضية الى منتصف العام الحالي عندما تلقت هيئة الرقابة الادارية بلاغاً من الدكتور محمد فتحي رئيس وحدة الطوارئ والمناظير بمستشفى الدمرداش تضمن انه خلال شهر يونيو الماضي حضر إليه المتهم هاني عبد اللطيف معد ببرنامج «صباح الخير يا مصر» وطلب مقابلته بعد ان أفهمه انه معد لذلك البرنامج وعرض عليه استضافته فيه مقابل مبلغ 10 آلاف جنيه على سبيل الرشوة مقابل تسجيل هذا اللقاء، وطلبت هيئة الرقابة من الطبيب مسايرة المتهم. في ذات الوقت استصدر رجال الرقابة اذنا من نيابة أمن الدولة العليا حيث تم تسجيل بعض المكالمات التي تضمنت اتفاق المتهم والمبلغ على اذاعة اللقاء التلفزيوني على الهواء مباشرة في 6 يوليو الماضي، واثناء اذاعة البرنامج صباحا طلب المتهم تسلم المبلغ كاملا فأعطاه المبلغ مفاتيح سيارته وبالفعل توجه الى السيارة ليجد ان أعضاء هيئة الرقابة الادارية في انتظاره وألقوا القبض عليه ليبدأ تساقط المتهمين، حيث اعترف المتهم أمام النيابة انه كان سوف يعطي المبالغ للدكتور احمد الحسيسي مستشار البرنامج ومحمد الوكيل، وبالفعل تم عمل كمين امام نادي الزهور وألقي القبض على الحسيسي الذي اعترف، وأجرى مكالمة تليفونية للوكيل من هاتفع الجوال ليؤكد له ان المبلغ الخاص بالضيف جاهز وفي اليوم التالي ألقت النيابة القبض على رئيس قطاع الاخبار السابق محمد الوكيل داخل مكتبه متلبسا بمبلغ الرشوة في حضور المتهمين والمبلغ دون ان يشعر الوكيل بأي شيء واثناء تفتيش مكتبه عثر على كمية 8.5 جرام حشيش مخدر إلا ان اوراق القضية حتى الآن لم يعترف الوكيل فيها.