الدنمارك تعتقل نائب رئيس وزراء الشيشان

علماء الألمان يتحدثون عن «أفيون صناعي» أقوى 5 ملايين مرة من المورفين استخدمه الروس في عملية مسرح موسكو

TT

اعترفت الشرطة الدنماركية امس بانها اعتقلت احمد زكاييف نائب رئيس وزراء الشيشان بناء على طلب من السلطات الروسية. وكان زكاييف يشارك في اعمال المؤتمر العالمي للشيشان في العاصمة الدنامركية، مما سبب ازمة دبلوماسية بين روسيا والدنمارك التي ترأس الدورة الحالية من الاتحاد الاوروبي.

وذكرت الشرطة الدنماركية انها تلقت معلومات من السلطات الروسية تشير الى انه يشتبه في ان زكاييف ساعد في الاعداد لازمة احتجاز رهائن داخل مسرح بموسكو في مطلع الاسبوع الماضي وبالمشاركة في اعمال ارهابية اخرى في الفترة بين عامي 1996 الى عام .1999 واضافت: «وجدت شرطة كوبنهاغن ان هناك اساسا كافيا لاعتقاله، ونتوقع ان يصلنا من روسيا طلب رسمي بترحيله».

وامس ايضا قالت وكالة «ريتزو» الدنماركية للانباء ان محكمة دنماركية اصدرت حكما امس بالتحفظ على زكاييف لمدة 13 يوما. واضافت: «برر القاضي الاعتقال قائلا انه من الممكن ان يحاول زكاييف تفادي محاكمته اذا افرج عنه».

على صعيد آخر نجح أطباء مستشفى «ريشت دير ايزار» الالمانية في الكشف عن آثار غاز التخدير «هالوثان» في دماء تلميذة ورجل أعمال المانيين، كانا من ضمن الرهائن في مسرح موسكو. الا ان البروفسور توماس زيلكر، رئيس قسم التخدير في المستشفى، شكك بامكانية شل حركة هذا العدد الكبير من الرهائن والخاطفين بواسطة «الهالوثان»، وقال: «من المحتمل ان يكون الروس قد خلطوه بغاز للأعصاب قد يكون الكوليستريز».

واضاف: «ان الهالوثان تسرب الى رئات الرهائن من خلال قنوات الاوكسجين التي استخدمت بكثرة هناك لمساعدة المرضى على التنفس». ولم يستبعد ان يكون الأطباء الروس قد اعطوا الرهائن عقارا مضادا للغاز السام دون ان يعرفوا ماهية هذا الغاز، الأمر الذي أودى بحياة الكثير منهم. من ناحيته أكد البروفسور جورج فون أخن، من مستشفى مونستر، ان غاز التخدير هالوثان لن يكفي لشل هذا العدد الكبير من الناس في ثوان وان استخدم بكميات كبيرة تتراوح بين 3 ـ 5 آلاف لتر. واضاف ان استخدام المخدر بتركيز عال وبكميات كبيرة سيحتاج الى 4 او 5 دقائق لتخدير الضحايا. وأشار الى ان المانيا حظرت استخدام الهالوثان في غرف العمليات منذ عشر سنوات، بسبب تأثيره على «عملية الاستقلاب» في جسم الانسان. وتم اكتشاف هذا المخدر قبل 50 سنة، ويستطيع العلماء الكشف عن آثاره في الدم والإدرار بعد مرور 10 أيام على استخدامه.

وتوقع الخبير الالماني ان يكون الروس قد استخدموا نوعا فائق الفعالية من الافيون الصناعي يطلق عليه اسم «كارفانتالين»، اكتشفه باحث اسمه بول يانسين. ويعتبر هذا المخدر من أقوى أنواع المواد المخدرة على الإطلاق، وتفوق قوته قوة المورفين 5 ملايين مرة. ويمكن لجرعة من مليغرام واحد ان تشل فيلا بالغا في ثوان لكن ابرهارد كوخ وهو خبير طبي آخر قال: «لا يمكن استبعاد ان يكون الهالوثين قد اعطي للرهائن الذين افرج عنهم في مستشفى في موسكو لاخفاء نوع الغاز الذي استخدم». وتوفي 117 رهينة، باستثناء اثنين، بسبب الغاز الذي استخدمته القوات الروسية الخاصة يوم السبت الماضي لانهاء الحصار الذي استمر ثلاثة ايام.

وتقول روسيا انها تحيط نوع الغاز الذي استخدمته بالسرية حتى لا تساعد المتمردين على تدبير هجمات في المستقبل. والهالوثين مخدر كان يستخدم على نطاق واسع حتى منتصف الثمانينات.

وقال فون ماير: «لم يعد يستخدم تقريبا بسبب اثاره الممتدة على الجسم.. العقار تصعب السيطرة عليه». وقال الكسندر فرشباو السفير الاميركي لدى روسيا اول من امس ان السرية التي يحاط بها نوع الغاز تسببت في وفاة الكثيرين بسبب صعوبة علاج الضحايا. وكان هناك اميركي بين الرهائن الذين توفوا. وقالت السلطات الطبية الروسية ان 245 ناجيا ما زالوا في المستشفى منهم 16 في حالة حرجة. وقال فرشباو ان الولايات المتحدة تعتقد ان الغاز له صلة بالافيون.

وبدوره قال اولريتش جوش خبير المواد المخدرة الالماني من المستشفى الجامعي بمدينة ليوبيك الشمالية ان الغاز قد يكون ثاني اوكسيد الكربون في ظاهرة معروفة باسم «حادث المخزن».

واضاف: «ان حجرة كبيرة محكمة الاغلاق مثل مخازن الاعلاف التي يتركز فيها ثاني اوكسيد الكربون بسبب التخمر وسوء التهوية قد تتحول الى مصيدة للموت».

وبحسب تقديرات رئيس قسم التخدير في العيادة التي عولج فيها الرهينتان في ميونيخ، البروفسور ايبرهارد كوكس، فان مادة هالوثان ليست المادة الوحيدة التي استخدمتها القوات الروسية للافراج عن رهائن مسرح موسكو. وقال: «هذه المادة ليست مخصصة لتخدير هذا العدد من الناس في قاعة كبيرة الى هذا الحد».

وقال توماس زيلكر، الاختصاصي الالماني بعلم السموم والذي تابع حالة الناجيين الالمانيين: «تم استخدام غاز لنشر المخدر بشكل سريع داخل القاعة، واستخدم المخدر، من جهة اخرى، بكمية هائلة». والمفعول الرئيسي لمادة هالوثان يتمثل في منع عمل الجهاز العصبي انطلاقا من قشرة الدماغ ونزولا حتى النخاع الشوكي. ويتسبب ايضا بضغط على المراكز التنفسية ويخفض ضغط الدم.

وغادر الرهينتان الالمانيان، وهما شابة في الثامنة عشرة وتاجر في الثالثة والاربعين، مستشفى ميونيخ مساء الاثنين الماضي بصحة جيدة ولم يحتاجا لمزيد من العلاج. لكن توفيت رهينتان سابقان ليل الثلاثاء الماضي ليرتفع بذلك الى 119 عدد القتلى اثر الهجوم الذي وضع حدا لعملية احتجاز 800 رهينة بمسرح في موسكو.

وفي لندن قالت وزارة الدفاع البريطانية امس انها تسعى للتعرف على هوية الغاز الروسي الذي استخدم في مسرح موسكو. واضافت انها ستقوم باجراء فحوص لدم وملابس البريطانيين الذين كانوا بين الرهائن، للتعرف على الغاز الذى استخدمته القوات الروسية خلال عملية اقتحامها للمسرح.

وفي موسكو قال يوري شيفتشينكو وزير الصحة الروسي امس ان الغاز الغامض الذي استخدم يوم السبت الماضي في ازمة الرهائن بمسرح موسكو اساسه الفنتانيل. ويذكر ان السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو قد اعرب عن اعتقاده يوم الثلاثاء الماضي ان الغاز هو غاز الفنتانيل، وهو مخدر قوي مستخلص من الافيون، ويستخدم التخدير.

من ناحية اخرى قال وزير الخارجية الهولندي ديهوب سخيفر ان حكومة بلاده طلبت من السلطات الروسية ايضاحات حول نوعية الغاز الذي استخدم في مسرح موسكو. واشار الى مقتل مواطنة هولندية تدعى ناتليا زيروف كانت ضمن المحتجزين بسبب الغاز الروسي الغامض.