رجل بن لادن في السجن الأميركي في رسالة جديدة لـ«الشرق الأوسط»: نشروا صورا ليست لي.. والإجراءات الأمنية زادت بعد توجيه الاتهامات

إنعام أرناؤوط قال إن إبراز صورته وهو يحمل السلاح باللباس الأفغاني الهدف منه التأثير على المحلفين قبل محاكمته

TT

علق انعام محمود ارناؤوط (السوري الاصل) مدير مؤسسة «البر» الدولية الخيرية المتهم بتقديم مساعدات مالية لـ«القاعدة» والذي يوصف بانه رجل بن لادن في السجون الاميركية ، والمحتجز في سجن الينوي بولاية شيكاغو منذ ابريل (نيسان) الماضي على الصور التي نشرتها «الشرق الاوسط» مع المقابلة التي اجريت معه ونشرت يوم 11 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي والتي يحمل فيها السلاح وهو يرتدي اللباس الافغاني، وقال انها ليست صورته لكن المدعي العام الاميركي استخدمها ليثبت انه كان حتى تاريخ سبتمبر (ايلول) 1988 مع قوات المجاهدين الافغان.

وقال ارناؤوط المتهم من قبل وزارة العدل الاميركية بالتزوير والابتزاز وتبييض اموال، وتسليم هبات الى مجموعات ارهابية، «ان جميع الصور الموجودة عند الاميركيين يعود تاريخها الى عامي 87 وبداية 1988». واشار الى ان ابراز الادعاء الاميركي صورة له وهو يحمل السلاح الهدف منه التاثير على المحلفين عند محاكمته.

واوضح في رسالته الثالثة التي تلقتها «الشرق الاوسط» من الزنزانة رقم 1128 من سجن شيكاغو الاميركي، ويبدو ان الرسالة فحصت من قبل ادارة السجون الاميركية قبل ان تصل الى «الشرق الاوسط»، ان صورته باللباس الافغاني وهو يحمل السلاح تناقلتها جميع المطبوعات الاميركية من خلال المجلات والجرائد ومحطات التلفزيون ومواقع الانترنت، وكذلك «الشرق الاوسط» نقلا عن ملف الادعاء الاميركي. واستغرب ارناؤوط عدم نشر اي صور له تعبر عن حياته خلال الـ 13 عاما الماضية، والاهتمام بصورته باللباس الافغاني وهو يحمل السلاح.

وارسل انعام ارناؤؤط صور اطفاله لـ«الشرق الاوسط» من زوجته البوسنية السابقة، وكذلك صور اطفاله من زوجته السورية.

واشار ارناؤوط الى ان صورته خلف قلب الدين حكمتيار القيادي الافغاني، خلال سنوات الجهاد ضد الروس، لا تعود له، وانما هناك شخص اخر في الصورة، وقال انه ايضا ليس الشخص الموجود بجانب اسامة بن لادن في الصورة التي جاءت في ملف الاتهام الاميركي. وتطرق الى تشديد الحراسة عليه بصورة غير عادية سواء داخل السجن او في طريقه الى المحكمة حيث ترافقه خمس سيارات حراسة، وتغلق قوات الامن الطرق التي يمر منها في طريقه الى المحكمة.

وكان وزير العدل الاميركي جون اشكروفت قد اعلن ان تهما بالتزوير والابتزاز وتبييض اموال وجهت الى ارناؤوط «لقيامه بتسليم هبات الى مجموعات ارهابية». وأوضح اشكروفت خلال مؤتمر صحافي عقد منتصف الشهر الماضي في شيكاغو ان وثائق في هذا الخصوص صودرت في مارس (آذار) الماضي في مكاتب المنظمة في البوسنة وقدمت هذه الوثائق ايضا الدليل على وجود صلة مباشرة بين ارناؤوط وبن لادن و«القاعدة».

واشار الى ان الاوراق التي صودرت في البوسنة تتضمن ايضا تقريرا عن الاجتماع الذي تم بموجبه تشكيل تنظيم «القاعدة» ويمين الولاء لعدد كبير من اعضاء المنظمة وملفات حول المجاهدين الذين تلقوا تدريباتهم في افغانستان باشراف بن لادن بالاضافة الى لائحة بالاثرياء الذين قدموا هبات.

واضاف الوزير الاميركي ان الوثائق التي عثر عليها في مكاتب المؤسسة الخيرية الدولية «هي اول دليل ملموس عن انشاء الشبكة الارهابية الاكثر خطورة على الارض وقسم اليمين لاعضائها»، وقال ايضا «من المخيف ان يتم اكتشاف اصول القاعدة في مؤسسة خيرية تدعي انها تقوم بعمل الخير».

وافاد ارناؤوط ان جريدة «الشرق الاوسط» نعتته بالاصولي، ولكنه يريد ان يحمد بما لم يؤت به، وهو لقب ووصف اكبر مني، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ولا أريد للناس الذين يعرفوني ان يظنوا بي كل هذا الخير». وقال انه انسان بسيط مسكين يرجو عفو الله.

وقال لـ«الشرق الاوسط» في الرسالة، التي سبقتها رسالتان، قرئت جميعها وفحصت من قبل خبراء ادارة السجون الاميركية، ان الحراسة المفروضة عليه شددت بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير العدل الاميركي لاعلان الاتهامات الموجهة اليه، واضاف انه حتى الخروج من زنزانته الانفرادية في الدور ال 11 بسجن شيكاغو الى الحمام او «قفص الرياضة» يتطلب حراسة ثلاثة وضابط كبير الرتبة، اما التنقل بين الزنزانات نهارا فهو من المحرمات».

واضاف ان الحراسة المفروضة عليه عند ذهابه الى المحكمة تضاعفت فبدلا من ثلاث سيارات زادت الى خمس سيارات مع مزيد من اغلاق الطرق التي يمر منها موكب الحراسة المتجه الى المحكمة.

واوضح انه منذ 11 اكتوبر الماضي مثل امام المحكمة مرتين. واشار الى ان الهدف من ظهور صورته كثيرا في الاعلام الاميركي قبل الانتخابات المحلية هو الحصول على اعتماد اكبر للميزانيات الجديدة المتعلقة بما يسمى الحرب ضد الارهاب . واشار الى انه في انتظار تعيين قاض جديد من قبل الحكومة للنظر في القضية لان الحكومة مازالت لا تريد اسناد القضية للقاضية التي برأته من قبل من تهمة «الحنث باليمين».

واشار ارناؤوط الى ان التهم التي اسندها اليه وزير العدل الاميركي في المؤتمر الصحافي هي بنفس الاثباتات عن التهمة الاولى، الحنث باليمين والتي الغيت من قبل مرتين. ووصف الاتهامات الاميركية بأنها «افتراءات، ما أنزل الله بها من سلطان»، وقال ان تهمة الحنث باليمين «كانت مجرد تهم بالكذب، في وثيقة من 35 صفحة، اما التهم الاخيرة المعقدة فقد جاءت في 26 صفحة، لا تستند على واقع قانوني مصدق» وكشف ارناؤوط عن نوعية الاتهامات الجديدة فقال ان ملخصها كالتالي:

ـ ماكينة اشعة اكس الى المجاهدين الشيشان عام .1995 ـ شراء آلات لكشف الالغام في نفس العام للمقاتلين الشيشان.

ـ مؤسسة البر الخيرية ساعدت ممدوح سالم (احد اعوان بن لادن) بسفره الى البوسنة وضيافته هناك لمدة ثلاثة ايام. ممدوح ممدوح سالم مسجون في اميركا بمحاولة قتل حارس في السجن ضمن خطة لأخذ رهائن وتتهمه النيابة العامة الاميركية بأنه كان عضوا في «مجلس شورى» منظمة «القاعدة»، وهو المجلس المسؤول عن توجيه الاوامر بتنفيذ هجمات من بينها تفجيرا السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا. وتقول المصادر الاميركية ان سالم (43 عاما) وهو سوداني الجنسية عراقي الاصل وكنيته بين الاصوليين «ابو هاجر العراقي»، كان كبير مساعدي أسامة بن لادن وانه حاول الحصول نيابة عنه على مواد تستخدم لتطوير الأسلحة الكيماوية ـ المدعو انعام ارناؤوط له علاقة مع بن لادن في الثمانينات.

المدعو انعام ارناؤوط له علاقة بقلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي الافغاني في عام .1992 ـ المدعو انعام استخدم هاتفاً متصلاً بالاقمار الصناعية يعود لحكمتيار عام .1992 ـ موقع القوقاز على الانترنت طلب من قرائه مساعدة «مؤسسة البر الدولية الخيرية» بالتبرعات عام 2000، لانها تساعد المجاهدين الشيشان.

ـ مكالمة للمدعو انعام مع مدير مكتب البر في البوسنة واسمه (منيب زاهيركيتش) في شهر مارس (اذار) الماضي يحثه فيها على كيفية التعامل مع السلطات البوسنية ـ محادثه هاتفية مع مدير مؤسسة البر الخيرية في باكستان واسمه (هارون عابد) وهو افغاني يطلب منه ترك افغانستان والعودة الى العاصمة كابل.

ـ علاقة الاستاذ عادل بترجي في تأسيس لجنة البر الخيرية، ثم منظمة البر وعملها بعد ذلك والربط بين هذه العوامل.

ـ تقديم وثيقة تتعلق بالتهمة الاولى المعروفة باسم «الحنث باليمين» بان «انعام لم يساعد ارهابيين او عسكريين او مجرمين».

واشار ارناؤوط الى انه لا يريد التعليق على التهم الاميركية، ولكن الصاق المدعي الاميركي به تهمة التآمر من الشائعات المعروفة لاي قضية يصعب عليهم اثباتها في المحاكم، اما تهم التزوير وتبييض الاموال والابتزاز وتبييض الاموال، والحقائق ستظهر للجميع يوما ما. وقال انه ما زال مؤمنا بقضاء الله وقدره، ومعترفا بعدل القانون الاميركي، حتى في الظروف الحالكة التي يمر بها.