المخابرات الروسية: محتجزو رهائن مسرح موسكو كان بحوزتهم 110 كيلوغرامات من المتفجرات

TT

اعلن فلاديمير يرومين، نائب مدير معهد علم التحقيق الجنائي في اجهزة الاستخبارات الروسية، امس ان المقاتلين الشيشان الذين احتجزوا نحو 800 شخص رهائن في مسرح بموسكو الاسبوع الماضي، كانوا يحملون اكثر من 110 كيلوغرامات من المتفجرات. واضاف انهم فخخوا المسرح باسطوانتين تتسع كل منهما لما يعادل 25 كيلوغراما من مادة «تي.إن.تي» شديدة الانفجار، ووضعتا وسط القاعة وفي المقصورة العليا.

وقال: «كان بحوزتهم 25 حزاما من المتفجرات، تحمل النساء الانتحاريات في المجموعة قسما كبيرا منها، وكان كل من هذه الاحزمة يحتوي على شحنة ناسفة من حوالي كيلوغرامين من المتفجرات من نوع «هيكسوجين» (مادة متفجرة) مع كيلوغرام من شظايا الفولاذ». واضاف: عثر المحققون في المكان على 16 قنبلة يدوية دفاعية مربعة الاضلاع من طراز اف ـ1، و89 قنبلة يدوية الصنع مجهزة بشحنات قاذفات «آر بي جي ـ 5».

وعلى صعيد الاوضاع الصحية للرهائن السابقين ذكرت مصادر طبية ان 184 منهم ما زالوا في المستشفيات في موسكو بعد ستة ايام من انتهاء عملية احتجازهم التي قتل في ختامها 119 شخصا معظمهم بسبب الغاز الذي استخدم خلال الهجوم. واضافت ان ثمانية من هؤلاء الاشخاص حالتهم خطرة.

وكان 468 من الرهائن السابقين قد غادروا المستشفيات واوضحت المصادر ان بعض الرهائن الذين غادروا المستشفيات عادوا اليها للحصول على العلاج من جديد، بدون ان توضح عددهم.

وعلى الصعيد السياسي طالبت روسيا استونيا امس باغلاق المركز الثقافي الشيشاني في العاصمة تالين، استنادا الى القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي حول ادانة العملية الاخيرة فى موسكو. وحرصت موسكو في معرض ذلك على الاشارة الى ارتياحها لقرار اذربيجان باغلاق المركز الثقافي الشيشاني في باكو، الذي طالما كان يسمى بممثلية الشيشان في اذربيجان.

واشارت مصادر روسية الى محاولات الولايات المتحدة للاستفادة من الوضع الراهن في روسيا. واشارت مصادر روسية الى ان الاحداث الاخيرة في كل من اذربيجان وارمينيا تكشف حجم التقارب بين هاتين الجمهوريتين والولايات المتحدة، دون اعتبار لاحتمالات غضب موسكو. واضافت ان ادوارد شيفارنادزه رئيس جورجيا اصدر تعليماته بتسليم الولايات المتحدة 15 من المقاتلين الذين تمكنت القوات الجورجية من اعتقالهم خلال العملية المضادة للارهاب التي قامت بها في وادي بانكيسي، ومنهم اثنان من قيادات الحلقة الوسطى للقاعدة، وتم ارسال هؤلاء المحتجزين الى قاعدة «غوانتانامو» الاميركية في كوبا، في الوقت الذي لا يزال شيفارنادزه يرفض تسليم ثمانية من المقاتلين الشيشان الذين تطالب بهم موسكو.

وكشفت مصادر رسمية عن ان الاجتماع الاخير لرؤساء مجموعة «جوام»، التي تضم جورجيا واوكرانيا واذربيجان ومولدوفا، والذي عقد في باكو اخيرا، تناول بالتفصيل ابعاد المشاركة الواسعة النطاق لواشنطن في العمليات التي تستهدف مكافحة الارهاب في بلدان المجموعة، وهو ما يعني عمليا تغلغل الاجهزة الامنية الاميركية في نشاط الاجهزة الامنية لهذه الدول.

ويعرب المراقبون في موسكو عن مخاوفهم من احتمالات ان تشمل خطط واشنطن منطقة شمال القوقاز، خصما من رصيد روسيا في هذه المنطقة. وثمة ما يشير الى احتمالات لجوء الولايات المتحدة الى آليات التغلغل الاقتصادي من خلال استعدادها لاستثمار الكثير من الاموال لاعادة اعمار الشيشان، وهو ما قد يكون دعما اضافيا لالياتها العسكرية والسياسية في منطقة شمال القوقاز .