لبنان والأردن يتمسكان بمبادرة السلام العربية ويطالبان بتطبيق قرارات الشرعية الدولية

وقعا اتفاقات اقتصادية وبروتوكولات تعاون تعزز العلاقات الثنائية

TT

اكد لبنان والاردن امس تمسكهما بقرارات الشرعية الدولية وتطبيق قراراتها الرقم 242 و338 و425 و194 والأخذ بمرجعية مدريد ومبدأ «الارض مقابل السلام» واعتبارها الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كذلك اكدا تمسكهما بمبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت (مارس/آذار الماضي) بكل مندرجاتها وبالانسحاب الاسرائيلي من كل الاراضي العربية المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 والاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس وفي البيان الختامي الذي اذيع امس عقب المباحثات التي جرت في بيروت بين رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ونظيره الاردني على ابو الراغب، عبر البلدان عن «ادانتهما الارهاب بكل اشكاله وصوره». وشددا على «ضرورة التمييز بين الاعمال الارهابية واعمال المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي التي كفلتها المواثيق الدولية».

وعبر الجانبان ايضاً عن «ادانتهما للممارسات الاسرائيلية القمعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة واعمال القتل والتدمير والحصار ضد ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية التي تمثل الشعب الفلسطيني.واكدا على ضرورة قيام اسرائيل برفع الحصار ووقف النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والامتناع عن اللجوء الى القوة والتدمير والامتثال لقرارات مجلس الامن ذات الصلة.

وجاء في البيان ان الجانبين «يؤكدان التزامهما قرارات قمة بيروت وقرارات مجلس الجامعة (العربية) بخصوص العراق ورفض التهديد بضربه او استخدام القوة العسكرية ضده او المساس بكرامة شعبه ووحدة اراضيه. ويرفضان التدخل في شؤونه الداخلية، كما يؤكدان على عدم السماح باستخدام اراضيهما لشن عدوان على العراق. ويرحبان بقبول العراق عودة المفتشين الدوليين دون شروط مما يشكل خطوة متقدمة نحو حل المسائل العالقة بينه وبين الامم المتحدة. ويعتبران استجابة العراق لعودة المفتشين وتطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة منطلقاً لرفع الحصار عن العراق وشعبه».

وابدى البلدان «حرصهما التام على تطوير العلاقات الاخوية بين البلدين».

وفي مجال تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، رحب الجانبان بتوقيع الاتفاقات والبروتوكولات التالية بين البلدين: اتفاقية اقامة منطقة تجارة حرة و اتفاقية حول الحماية والتشجيع المتبادل للاستثمارات وبروتوكول تعاون فني بين مؤسسة تشجيع الاستثمار الاردنية والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات اللبنانية واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب من دفع الضرائب المفروضة على الدخل واتفاق تنفيذي حول الاعتراف المتبادل بشهادة المطابقة واتفاقية للتعاون في مجال المواصفات والمقاييس ومنح شارة المطابقة و اتفاقية الحجر الصحي الزراعي و بروتوكول التعاون العلمي الفني في مجالات الملكية الصناعية وبروتوكول تعاون في اطار تبادل الخبرات التقنية وتوحيد وتعزيز المواقف في ما يخص اتفاقيات منظمة التجارة العالمية واتفاق تعاون اعلامي واتفاق انشاء غرفة اقتصادية اردنية لبنانية مشتركة.

واتفق الجانبان على عقد اجتماعات الدورة الاولى للجنة العليا اللبنانية ـ الاردنية المشتركة في عمان خلال النصف الثاني من السنة المقبلة.

وكان الرئيس الحريري استهل الاجتماع اللبناني ـ الاردني الموسع بكلمة رحب فيها برئيس الحكومة الاردنية والوفد المرافق طالباً نقل تحياته الى الملك عبد الله الثاني والشعب الاردني، مؤكداً على مدى الاحترام والتقدير اللذين يكنهما الشعب اللبناني للشعب الاردني وملكه. وقال: «ان المرحلة هي مرحلة تحديات كبيرة يواجهها العرب وتفرض عليهم مزيدا من التعاون والتنسيق والوقوف جنباً الى جنب. والحقيقة هي ان العلاقات الاقتصادية بيننا لم ترق الى مستوى العلاقات السياسية. ونحن نتطلع الى توثيقها وخاصة في المجال السياحي... ونرى ان معظم المشاكل التي تعيق التطور الاقتصادي والسياحي بيننا هي معوقات ادارية وبيروقراطية. ونحن ندعو الى ازالتها جميعاً». ورد ابو الراغب معرباً عن سعادته في ان يكون في ما سماه «بيروت الجديدة التي تجاوزت مراحل مؤلمة من تاريخها». وقال: «ان العلاقات مميزة على مستوى القيادة بين البلدين. وهي معروفة بدفئها وصدقها». ودعا الى «تطبيق الشرعية الدولية على القضية الفلسطينية وارغام اسرائيل على سحب قواتها واقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشريف». ولفت الى ان القمة العربية التي عقدت في بيروت «قدمت الى العالم منطلقاً جديداً للسلام في المنطقة يرتكز على تطبيق الشرعية الدولية». وافاد: «ان الموضوع العراقي مقلق ويشكل مصدر تخوف كبير للعرب جميعاً لان اي استخدام للقوة العسكرية ستكون له تداعيات اقتصادية وسياسية على المنطقة برمتها. ومن هنا نرى ضرورة استكمال الحوار بين الامم المتحدة والعراق. ونأمل ان تشكل موافقة العراق على عودة المفتشين من دون شروط مسبقة مبادرة حسنة تؤدي في النهاية الى تطبيق مبادرة الامم المتحدة بكاملها وعودة العراق الى عائلته العربية والدولية». واكد على الموقف الذي اتخذه القادة العرب في قمة بيروت بضرورة السعي لتجنيب العراق والمنطقة عواقب اي ضربة عسكرية». واستقبل الرئيس اللبناني اميل لحود بعد ظهر امس ابو الراغب الذي نقل اليه تحيات العاهل الاردني وتهانيه بنجاح القمة الفرنكوفونية التي انعقدت في بيروت مؤخراً. ثم تناول البحث الاوضاع العامة في منطقة الشرق الاوسط في ضوء التطورات التي تشهدها .

وحمّل الرئيس لحود الدكتور ابو الراغب تحياته الى العاهل الاردني، مؤكداً له الحرص على تطوير التعاون القائم بين البلدين في كل المجالات. ومساء اقام الحريري عشاء رسمياً على شرف ابو الراغب في السراي الحكومي.