القذافي يتمسك بقراره الانسحاب من الجامعة العربية

TT

اكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي امس عزمه على سحب بلاده من جامعة الدول العربية في ختام لقاء في طرابلس مع الرئيس المصري حسني مبارك.

وقال القذافي في تصريح صحافي قبل مغادرة مبارك «لم يحصل جديد بعد ان تقدمت بطلب الانسحاب». واضاف «ان قرار الانسحاب خطير الا اننا مضطرون لذلك». وتساءل «لماذا نبقى في عضوية جامعة غير فعالة؟»، مشددا على ضرورة «تطبيق ميثاق الجامعة والدفاع العربي المشترك والوحدة العربية الاقتصادية».

من جانبه اعلن الرئيس مبارك انه اتفق مع العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية على ضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية وان تعمل مؤسساتها بكل جدية، وان نعمل جميعا من أجل صالح الموقف العربي.

واضاف مبارك في تصريح للصحافيين عقب مباحثاته مع العقيد القذافي «تناولنا الموقف العربي ونحاول دائما التوصل الى اتفاق وتفاهم عربي شامل بالنسبة للوضع في الاراضي الفلسطينية والعراق وتجنيب المنطقة الحرب».

وحول جولته في الدول الثلاث، المغرب وتونس وليبيا، أشار الرئيس مبارك الى انه شرح الموقف لقادة هذه الدول بالنسبة للقضية الفلسطينية والتهديد بشن عدوان على العراق، مؤكدا ان «كل القادة متفهمون للموقف وإننا جميعا نسير في اتجاه واحد».

وقد عاد الرئيس مبارك الى القاهرة أمس قادما من ليبيا مختتما جولته في المغرب العربي التي بدأت يوم الاثنين الماضي واستمرت اربعة ايام وشملت المغرب وتونس والجماهيرية الليبية والتي تأتي في اطار الاتصالات والمشاورات التي تجريها مصر مع القيادات العربية.

وأجرى الرئيس مبارك محادثات مع زعماء الدول الثلاث محمد السادس وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي تناولت تطورات قضية الشرق الاوسط والتصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة وتطورات الأزمة العراقية والمشاورات الجارية بمجلس الأمن حول هذا الموضوع، الى جانب انسحاب ليبيا من جامعة الدول العربية، وهو أحد أبرز الموضوعات التي تم التركيز عليها خلال لقاء الزعيمين مبارك والقذافي حيث عبر الرئيس المصري عن انزعاجه الشديد لطلب ليبيا بالانسحاب، مؤكدا أهمية استمرار طرابلس وأداء دورها الريادي والفاعل في مواجهة ما تتعرض له الأمة العربية من عدوان وتهديدات.

الى ذلك أكد صفوت الشريف وزير الاعلام المصري أن جولة الرئيس مبارك المغاربية تمثل جزءا من تحرك أوسع يقوم به ويشمل دولا عربية أخرى من أجل بلورة رؤية عربية مشتركة حيال القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والمسألة العراقية.

واكدت مصادر ليبية ومصرية أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي استجاب لطلب الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما امس في طرابلس بتأجيل طلب ليبيا الانسحاب من الجامعة العربية لبعض الوقت لإتاحة الفرصة أمام الجهود والاتصالات العربية الرامية إلي تعزيز العمل العربي المشترك وبلورة موقف عربي جماعي حيال القضايا العربية الرئيسية وخاصة القضية الفلسطينية والأزمة العراقية.

وأوضحت المصادر ان مبارك «ابدى انزعاجه الشديد » من الطلب الليبي الذي عزته طرابلس الى «نفاد صبرها» حيال ما تعتبره «عجزا عربيا» عن التصدي لللقمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على ايدي القوات الاسرائيلية والتهديدات العربية بضرب العراق.