الإخوان المصريون يبحثون الاستعانة بأطباء من الخارج لعلاج مرشدهم العام

TT

بينما وصفت مصادر داخل جماعة الاخوان المسلمين ـ المحظورة ـ الحالة الصحية للمرشد العام للجماعة مصطفى مشهور بأنها ميؤوس منها، اكد مشهور مصطفى مشهور نجل مرشد الجماعة لـ«الشرق الاوسط» ان هناك تحسنا نسبيا طرأ على حالة والده، وان حالته لم تهبط لنحو اقل من ذلك، مشيرا الى ان جميع اجهزة جسمه بدأت تعمل بانتظام.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الجماعة تبحث خلال هذه المرحلة استدعاء أطباء من الخارج للاشراف على حالة مرشد الاخوان خلال هذه المرحلة غير ان الامر ما زال قيد البحث.

وقالت مصادر ان عددا من اطباء الاخوان بدأوا في متابعة الحالة وانهم لاحظوا خلال أمس وجود تحسن طفيف عليها وان اجهزة الكلى بدأت تعمل بانتظام وان تدهور الحالة بالصورة التي كانت عليها اول من امس كان بسبب بعض الادوية التي لم تكن فعالة فتم وقفها، مشيرا الى ان الجلطة التي اصيب بها مرشد الاخوان لم يصحبها نزيف وهو ما جعل الموقف اقل خطورة نسبيا.

وكان المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر قد اصيب الثلاثاء الماضي بجلطة في جذع المخ ـ حسب التقرير الطبي ـ بعد انتهائه من صلاة العصر في المسجد المجاور لمنزله بشارع جسر السويس بمصر الجديدة، ونقل على اثرها الى مستشفى النزهة الدولي القريب من مطار القاهرة في ازمة وصفها بعض المقربين منه بأنها قد تكون الاخيرة في مسيرة حياته حسب المعلومات الطبية.

ومنذ دخول مرشد الاخوان المستشفى توافد على زيارته جميع اعضاء مكتب ارشاد الجماعة وعدد من بعض القوى السياسية وافراد عائلته، وعلى رأسهم رئيس هيئة قناة السويس الاسبق مشهور أحمد مشهور ابن عم مرشد الاخوان، وابناؤه الاربعة ـ رجل و3 سيدات ـ في وقت باتت تخيم فيه على الجماعة اجواء حزن بالغة الاسى.

ورغم هذه الاجواء باتت الجماعة ترتب نظريا لما بعد مرحلة مصطفى مشهور وكيفية الترتيبات لنقل منصب المرشد العام لمن يخلفه والذي تؤكد كل التوقعات منحه لنائب المرشد المستشار مأمون الهضيبي، 82 عاما، اقوى رجال الحرس القديم واكبر اعضاء مكتب الارشاد سنا حسبما تنص اللائحة خاصة وان فرص اتاحة الفرصة لاجراء انتخابات لاختيار مرشد جديد ستكون غاية في الصعوبة بسبب المتابعات الامنية.

غير ان مصادر مطلعة داخل جماعة الاخوان كشفت انه لن يكون من الضروري اجراء انتخابات في هذه المرحلة أو اختيار مرشد عام جديد، والعمل قد يتم وفقا للائحة بأن يستمر نائب المرشد العام في ادارة الجماعة دون ان يتم الانتخاب وتأجيله لظروف افضل من ذلك، نافية استحالة تكرار مبايعة سريعة لمرشد عام جديد مثلما حدث في بيعة المقابر التي تولى بها مصطفى مشهور منصبه وقت دفن المرشد السابق حامد أبو النصر والمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين مصطفى مشهور هو من مواليد شهر اكتوبر (تشرين الاول) 1921 اي انه اكمل عامه الواحد والثمانين خلال شهر اكتوبر الماضي وينتمي لقرية السعديين بمركز مينا القمح محافظة الشرقية، وهو خريج كلية العلوم بجامعة القاهرة وكان متزوجا من ابنة عمه التي توفيت قبل سنوات قليلة وله اربعة ابناء.

انضم مشهور الى جماعة الاخوان المسلمين عام 1938 وهو طالب في الدراسة الثانوية وانضم الى التنظيم الخاص للجماعة منذ نشأته عام 1940 وتخرج في الجامعة عام 1942 وعمل بهيئة الارصاد الجوية كراصد جوي حتى عام 1977 ولم يرتق في مناصب وظيفية بسبب سنوات حبسه المتوالية التي وصلت الى 18 عاما متفرقة وكان حادث سيارة الجيب عام 48 هو اول الحوادث الذي كشف على اثره التنظيم الخاص للجماعة ـ الذي يعد بمثابة الجناح العسكري للتنظيم ـ عندما القت السلطات المصرية القبض بطريق الصدفة على مجموعة من الاخوان اتهمت بالتخطيط للقيام بأعمال عنف ضد مؤسسات واشخاص في المملكة المصرية وشملت القضية 32 متهما كان مشهور الثاني في لائحة الاتهام لها.

وضمت القضية اسماء بارزة للجماعة حيث كان المتهم الاول في القضية عبد الرحمن السندي مسؤول التنظيم الخاص ومؤسسه، وجاء بعده مصطفى مشهور وتلاهما محمود الصباغ الذي انفصل عن الجماعة بعد ذلك واصدر كتابا بعنوان «حقيقة التنظيم الخاص» واحمد زكي حسن واحمد محمد حسنين عضو مكتب الارشاد الحالي واحمد عادل كمال الذي انفصل عن الجماعة فيما بعد.

وحسب المعلومات عن علاقة مشهور بمؤسس الجماعة حسن البنا فانها تؤكد انه لم يكن من المقربين منه وليس بينهما ذكريات كثيرة وذلك بسبب انخراط مشهور في التنظيم الخاص الذي كان دائما يتوارى عن الاعين للحفاظ عليه ووقع حادث مقتل حسن البنا اثناء وجود مشهور في السجن في قضية سيارة الجيب حيث قضى حكما بالحبس لمدة ثلاث سنوات.

وخرج مشهور من سجنه بعد ان قضى عقوبة في حادث السيارة الجيب واعتقل عام 54 بعد حادث المنشية بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر بالاسكندرية مع معظم قيادات وكوادر الاخوان، وقضى مشهور حكما بالقضية لمدة عشر سنوات خرج بعدها عام 64 ليعاد اعتقاله بعد اقل من عام أي عام 65 في قضية سيد قطب. ورغم انه لم يوجه إليه أي اتهام محدد الا انه قضى نحو 6 سنوات وافرج عنه بقرار الافراج الذي اصدره الرئيس الراحل انور السادات عن المعتقلين ولم تصدر ضدهم احكام أو نفذوا احكامهم.

وبدأ مشهور يظهر على الساحة الاعلامية في اعقاب وفاة مرشد الاخوان الاسبق حسن الهضيبي في نوفمبر 73، وكان مرافقا دائما للمرشد التالي عمر التلمساني. واسس مع التلمساني مجلة الدعوة التي صدرت عام 76 وظل يكتسب فيها من خلال الباب التربوي وكل ما يتعلق بالامور التربوية داخل الجماعة.

وقبل اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام 81 التي اعقبها اغتيال الرئيس السادات كان مشهور قد غادر مصر الى الكويت وحصل على اقامة بها يظل ينتقل لمدة خمس سنوات ما بين الكويت والسعودية وبعض الدول الاوروبية، حتى عاد الى مصر بعد أن هدأت الاوضاع عام 86 وذلك في اعقاب وفاة عمر التلمساني ووفقا لمصادر داخل الجماعة فإن عمر التلمساني اوصى قبل وفاته بتولية مصطفى مشهور مرشد الاخوان الا ان مشهور رفض ذلك ورشح حامد أبو النصر للمنصب واكد ان المسؤولية الجسيمة للمرشد العام ستعيقه عن تقديم جهوده التربوية لخدمة الاخوان وعاد مشهور الى المنصب الذي رفضه بعد عشر سنوات حيث تولى أبو النصر عام 86 وتوفي بداية عام 96 وصعد مشهور الى منصب المرشد العام في سابقة كانت الاولى من نوعها في تاريخ الاخوان حيث تمت مبايعته أثناء دفن ابو النصر في المقابر، لذلك سميت بيعته ببيعة المقابر رغم ان مشهور لم يكن اكبر اعضاء مكتب الارشاد سنا لان الهضيبي يكبره بعام ولكن الهضيبي حسم الجولة لعدم تصاعد ازمة وبايعه امام الجميع فقام الجميع بمبايعته.