العاهل المغربي يقيم «حفل وداع» لحكومة اليوسفي الاثنين في أغادير وجطو يواصل مشاوراته لتشكيل الحكومة مع بعض قادة الأحزاب

TT

الرباط : طلحة جبريل: علمت «الشرق الأوسط» من مصادر حكومية متطابقة أن حفلا خاصا لتوديع الحكومة الحالية التي يرأسها عبد الرحمن اليوسفي، سينظم يوم الاثنين المقبل في القصر الملكي في اغادير. وكان بيان صادر عن مجلس الوزراء الذي عقد برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس في الاسبوع الثاني من الشهر الماضي في مدينة مراكش، قد اعلن ان العاهل المغربي سيقيم حفل استقبال لوداع اعضاء الحكومة الحالية في وقت لاحق.

ورأت مصادر حزبية في اقامة «حفل الوداع» لحكومة اليوسفي إشارة الى ان تعيين حكومة ادريس جطو ربما يتم في غضون الاسبوع المقبل.

ووصل العاهل المغربي امس الى اغادير قادما من مراكش. ولم تتسن معرفة ما اذا كان تنصيب الحكومة الجديدة سيتم في اغادير، ذلك انه جرت العادة ان تنصب الحكومات الجديدة في الرباط. يذكر ان الملك محمد السادس أجرى تعديلا جزئيا على حكومة اليوسفي المنتهية ولايتها في اغادير عام .2000 وفي سياق ذلك، قال مصدر قيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن الحزب لم يقدم حتى امس (الخميس) اسماء من يرشحهم للحكومة التي يعكف حالياً ادريس جطو على تشكيلها.

وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان الحزب طلب من جطو ان يقدم له الهيكلة المقترحة وعدد الحقائب التي سيتولاها الحزب اولاً وعندئذ سيقدم مرشحيه للوزارة. وكان اليوسفي، الامين العام للحزب، قد اجتمع الليلة قبل الماضية مع جطو، كما اجتمع الاخير مع عباس الفاسي الامين العام لحزب الاستقلال في مساع حثيثة للتغلب على كافة العقبات التي تحول دون إقرار التشكيلة النهائية للحكومة. ولا يستبعد ان يكون جطو قدم ايضاحات لليوسفي والفاسي حول الهيكلة المقترحة.

وكان المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي وكذلك اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عقدا اجتماعين منفصلين اول من امس في الرباط حول موضوع الحكومة.

وبخصوص لقاء الفاسي ـ جطو، قال مصدر قيادي في حزب الاستقلال فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، ان عباس الفاسي امين عام الحزب، التقى جطو بهدف معرفة الهيكلة الحكومية، قبل تقديم الاسماء التي سيرشحها الحزب للاستيزار.

وتعذر على المصدر الحديث عن فحوى اللقاء، نظرا لعدم تمكنه حتى منتصف يوم امس من لقاء الفاسي عقب انتهاء اجتماعه مع الوزير الاول المعين، لمعرفة فحوى اللقاء، بسبب حضوره بعد ذلك مأدبة العشاء التي أقامها محمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب على شرف نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان.

واجتمعت مساء امس في الرباط اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال حيث قام عباس الفاسي الامين العام للحزب باطلاع اعضائها على فحوى اللقاء الذي تم بينه وبين الوزير الأول المعين.

وشدد المصدر على ان حزب الاستقلال لم يقدم حتى مساء اول من امس مرشحيه لجطو، بيد ان مصادر حزبية متطابقة، قالت ان حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي قدما مرشحيهما للوزير الاول المعين لكنهم لا يريدان الكشف عن اسمائهم لتفادي المشاكل الناتجة عن وجود الكثير من الطامحين في الاستيزار.

وفي سياق ذلك، قال مصدر موثوق في التجمع الوطني للاحرار ان الحزب قدم مرشحيه منذ وقت طويل.

وعلمت «الشرق الأوسط» في هذا السياق ان التجمع الوطني للاحرار اقترح تعيين رئيس الحزب احمد عصمان وزير دولة (وزير دولة في المغرب مرتبة اكبر من وزير) بدون حقيبة.

ومن جهته، قال المحجوبي أحرضان، الامين العام للحركة الوطنية الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» ان حركته والحركة الشعبية، قدمتا الاسماء المقترحة للاستيزار. واردف قائلا: «لقد قدمنا عددا كبيرا من الاسماء». بيد انه لم يشر الى طبيعة الوزارات المقترحة على الحركتين.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان التهامي الخياري، الامين العام لجبهة القوى الديمقراطية التقى امس مع جطو. ولم تتسن معرفة فحوى اللقاء بينهما. ومن جهته، قال اسماعيل العلوي الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية لـ«الشرق الأوسط»، ان الوزير الاول المعين لم يطلب من حزبه تقديم مرشحين للاستيزار في حكومته. ونفس الامر بالنسبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي قال مصدر مطلع مقرب من امينه العام عيسى الورديغي، ان حزبه حتى منتصف يوم امس لم يطلب منه اقتراح اسماء للمشاركة في الحكومة المقبلة.

ورغم ذلك يبقى احتمال مشاركة احزاب «التقدم والاشتراكية» و«جبهة القوى الديمقراطية» و«الاشتراكي الديمقراطي»، واردا لعدة اعتبارات من بينها، الاحتفاظ بالغالبية السابقة، والتزام هذه الاحزاب بالوفاء والتضامن والدفاع عن الغالبية الحكومية السابقة.

ويرى المراقبون ان مشاركة هذه الاحزاب في حكومته جطو سيكسر ثنائية التنافس القائمة بين «الاستقلال» و«الاتحاد الاشتراكي» داخل الحكومة المقبلة.