الملك محمد السادس يستقبل وزير الخارجية الفرنسي ومسؤولا صينيا

TT

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في القصر الملكي في مراكش مباحثات مطولة مع دومينيك دو فيليبان، وزير الخارجية الفرنسي.

وشارك في المباحثات عن الجانب الفرنسي برنار ايميي مدير قسم افريقيا الشمالية والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، وكريستوف فارنو مستشار الوزير الفرنسي الملكلف شؤون افريقيا الشمالية والشرق الأوسط، وفريديريك غراسيي، سفير فرنسا بالرباط. وشارك عن الجانب المغربي، محمد بن عيسى، وزير الخارجية، والطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة (وزير الدولة) في الشؤون الخارجية والتعاون، وحسن أبو أيوب سفير المغرب في فرنسا.

كما استقبل الملك محمد السادس امس ايضا، يان وين تشانغ نائب وزير الخارجية الصيني، المكلف شؤون افريقيا وآسيا الغربية.

ومن جهته، التقى دو فيليبان امس في الرباط، عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المنتهية ولايته، وادريس جطو الوزير الأول المعين ، كما اجرى مباحثات مع نظيره المغربي محمد بن عيسي.

واكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان مباحثات دوفيليبان مع المسؤولين المغاربة تركزت حول أجندة التعاون والشراكة بين البلدين في المرحلة المقبلة. كما شملت تطورات الأوضاع في الملف العراقي والشرق الأوسط، اضافة للوضع في المغرب العربي.

وفي لقاء فكري عقده أمس في جامعة محمد الخامس في الرباط، حضره حشد من الأكاديميين والسياسيين المغاربة، دعا دو فيليبان إلى نهج استراتيجية عالمية شاملة تقوم على التضامن الدولي وحوار الحضارات لمواجهة التطرف والإرهاب وتناقضات العولمة والفوارق بين الشعوب وبين المناطق وبين الفئات داخل الشعب الواحد. مشيرا الى ان فرنسا ضاعفت برامج مساعداتها المخصصة للتعاون الدولي، وتشجع اصدقاءها في جميع انحاء العالم على المضي قدما في الاصلاحات الاقتصادية والديمقراطية. واضاف ان منظمة الفرنكفونية يمكنها ان تلعب دور الجسر الانساني والثقافي بين الشعوب والحضارات في عالم يعيش حالة «جفاف ثقافي».

وشدد وزير الخارجية الفرنسي على تغليب منطق الشرعية الدولية على نهج القوة لمعالجة الأزمة العراقية، لكنه دعا العراق الى الامتثال للقانون الدولي ومتطلبات عمل هيئة مفتشي أسلحة الدمار الشامل التي قال بشأنها ان فرنسا تنتهج سياسة صارمة في سبيل منعها في العالم.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ان السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتأتى بالقوة بل من خلال سلام عادل يخرج الشعب الفلسطيني من تعسف الاحتلال ويخرج الشعب الاسرائيلي من دوامة العنف والعمليات الانتحارية.

وأشاد دو فيليبان بقيم التسامح والسلام التي يتميز بها الإسلام. وقال ان مصير شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط يتوقف على تفعيل قيم التعايش والتسامح التي تنص عليها الديانات السماوية الثلاث التي ينتمي اليها سكان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. واستشهد دو فيليبان خلال محاضرته بأدبيات الحوار بين الحضارات التي تغنى بها مفكرون وشعراء مسلمون وعرب عبر التاريخ وآخرهم محمود درويش.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ان المغرب يشكل نموذجا للتعايش والتسامح بيت الأديان وهو بلد غني بتنوعه اللغوي والإثني وبموقعه المفتوح على آفاق متنوعة، منوها بالدور التاريخي الذي لعبه الملك الراحل محمد الخامس قبل نصف قرن عندما دافع عن اليهود المغاربة الذين كانوا مهددين بتصفيات وابادة من قبل النازيين.

واختتم دو فيليبان محاضرته التي لقيت اهتماما واسعا في أوساط الطبقة السياسية والفكرية المغربية، بتقليد صديقه الشاعر المغربي محمد بنيس رئيس بيت الشعر، وسام الآداب والفنون الفرنسي.