بطاركة الشرق الكاثوليك: لا مبرر للحرب على العراق مهما كانت الأسباب والادعاءات

TT

اعتبر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ان مقاومة الارهاب «امر واجب وضروري»، لكنه لاحظ «ان من الخطأ الفادح تقسيم البشر الى محوري الشر والخير». وحذر من ان الحرب على العراق «تهدد بتفجير الوضع في بلداننا كافة» داعياً الى «اعادة العدل والسلام» الى مدينة القدس «بموجب قرارات الشرعية الدولية».

ولفت مجلس البطاركة، في بيان اذيع امس في ختام مؤتمر استمر خمسة ايام الى ان لبنان «لا يزال يعاني من خلل سياسي وديون باهظة ما قسم اللبنانيين الى فئات طائفية حتى وصل الانقسام الى داخل الطائفة الواحدة» مشيراً الى «استغلال بغيض للنظام الطائفي مما تسبب بخلق جو من التشنج المقلق».

ولاحظوا ان الشعب اللبناني «يقاسي من فقدان حاد في فرص العمل حمل الكثيرين من الشبان من جميع الطوائف ومن حملة الشهادات الجامعية العليا الى هجرة قد لا تعقبها عودة». واملوا «ان يستعيد لبنان كامل عافيته ويعود الى سابق عهده في السيادة والحرية والكرامة والامن والازدهار والسلام».

وحول الوضع العراقي لاحظ البطاركة الكاثوليك في بيانهم «تفاقم الوضع الانساني في العراق بسبب الحصار الغاشم. وبدلا من رفع الحصار يهدّد العراق بحرب جديدة. وقد اخذت انباء هذه الحرب تهدد بتفجير الوضع في بلداننا كافة. ولهذا نرى من واجبنا ان نعلن انه لا شيء يمكنه ان يبرر الحرب مهما كانت الادعاءات او الاسباب. لهذا نرى في هذه الحرب خطراً داهماً لا بد من وقفه واستبداله بالطرق السلمية لحل النزاع. ونلاحظ ازدواجية وعدم مساواة في المطالبة بتطبيق القرارات الدولية. ومن العدل ان تتعامل الاسرة الدولية بميزان واحد مع شعوب المنطقة. كما ان تجريد بلد من الاسلحة المدمرة يجب ان يرافقه تجريد المنطقة كلها بما فيها اسرائيل».

وحول الوضع الفلسطيني جاء في بيان البطاركة الكاثوليك «ان الاوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني اوضاع لا انسانية لا يجوز لضمير ان يصمت عليها. وان الاستمرار في ظلم الشعب الفلسطيني وفرض الاحتلال عليه لن يؤدي يوماً الى السلام».

وتحت عنوان «الحرب على الارهاب» اعتبر البيان «ان مقاومة الارهاب امر واجب وضروري. ولكن القضاء على اسبابه وجذوره اوجب واكثر ضرورة، لان المظالم التي تصيب الشعوب والافراد قد تدفع المظلومين الى ردود الفعل الناقمة وتصل احياناً الى حد الارهاب... وانه لمن الخطأ الفادح تقسيم البشرية الى محورين، محور الشر ومحور الخير».

واشار البيان الى انه «في خضم الهلع الذي يصيب البشرية اليوم، سمعنا بعض المسيحيين من اليمين المتطرف في اميركا يطلقون تصريحات مهينة وخطيرة بحق الاسلام والمسلمين ...انهم بذلك يتعدون على كرامة كل ديانة ويؤيدون ظلم شعب لشعب ويناقضون روح المسيحية ويشوّهون وجهها».