رحيل ألفريد اثرتون أحد «مهندسي» كامب ديفيد

TT

توفي في العاصمة الاميركية يوم اول من أمس الدبلوماسي الاميركي المتقاعد الفريد أثرتون، اثر مضاعفات اعقبت عملية جراحية استئصالية للسرطان. وكان أثرتون الذي قضى عن عمر يناهز الثمانين، والذي تقاعد رسمياً عام 1985، أحد كبار مهندسي معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978.

ولد أثرتون عام 1922 في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، وتلقى علومه الجامعية في جامعة هارفارد، ثم حصل درجة الماجستير في جامعة كاليفورنيا ـ بيركلي. وبعدما خدم في القوات المسلحة الاميركية ابان الحرب العالمية الثانية على الجبهة الاوروبية، استقر في العاصمة واشنطن، حيث التحق بوزارة الخارجية عام 1947 وتقلب في مناصبها على امتداد 38 سنة تخللتها فترة اربع سنوات عمل فيها سفيراً للولايات المتحدة في مصر، واربع سنوات أخرى تولى فيها منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا. كذلك تولى في بواكير حياته الدبلوماسية منصباً في البعثة الاميركية في العاصمة السورية دمشق. بحكم شغل أثرتون منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى وجنوب آسيا كان بين اخطر الملفات التي اوكلت اليه ملفا ازمة الشرق الاوسط والنزاع الهندي ـ الباكستاني.

ولمع أثرتون في مجال المفاوضات العربية الاسرائيلية غير المباشرة، مستفيداً من إلمامه الواسع بتاريخ شعوب منطقة الشرق الاوسط وثقافاتها، ومكامن التناقض السياسي بين العرب والاسرائيليين. وعام 1978 عيّن جيمي كارتر، الرئيس الاميركي يومذاك، أثرتون ـ المعروف عنه في اوساط الخارجية الاميركية جَلَده المدهش على العمل منذ الصباح الباكر والى ساعات متأخرة ليلاً طوال ايام الاسبوع ـ سفيراً فوق العادة مطلق الصلاحية وفوّضه بإدارة التفاوض بين العرب والاسرائيليين، وبالفعل أمضى نحو سنتين ناشطاً في دبلوماسية مكوكية بين عواصم المنطقة.

بعدها، عام 1979 عيّن أثرتون سفيراً للولايات المتحدة في القاهرة، وظل هناك حتى عام 1983 مشرفاً على ما كان في حينه أضخم بعثة دبلوماسية اميركية في اي من العواصم العالمية، ضمت 872 اميركياً ونحو 500 مصري. وإبان عمله في مصر، خلال فترة حكم الرئيس السابق الراحل، انور السادات، لعب أثرتون دوراً محورياً في تعزيز العلاقات الاميركية المصرية، بما فيها الدعم العسكري والاعانات المالية الضخمة التي بلغت سنوياً نحو 1.5 مليار دولار، وذلك في أعقاب توقيع السادات معاهدة السلام المصرية ـ الاسرائيلية في كامب ديفيد. كذلك، إبان عمل أثرتون في مصر، اغتيل السادات في شهر اكتوبر (تشرين الاول) 1981، وخلفه نائبه الرئيس الحالي حسني مبارك.