..وينظم ابتداء من منتصف الشهر الحالي دورة لتدريب الصحافيين استعدادا للحرب المحتملة في العراق

TT

في إشارة أخرى الى أن الحرب مع العراق باتت وشيكة، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اول من امس إنها ستشرع بتقديم تدريب خاص للصحافيين الذي سيغطون الحرب يتضمن تعليمات عن كيفية الوقاية من الأسلحة الكيماوية. وجاء في مذكرة وجهتها الوزارة إلى وكالات الأنباء إنه «بينما لم يتخذ أي قرار بعد حول مستقبل العمليات فان الحكمة تملي علينا ان نخطط لوضع الإعلام ضمن وحدات عسكرية».

وتم التخطيط للحصص التدريبية التي ستستمر أسبوعا واحدا كي تبدأ في منتصف الشهر الحالي، في قواعد بفرجينيا ونيوجرسي وجورجيا وفي مواقع خارج اميركا لم يكشف عنها. وقال مسؤولو «البنتاغون» إنهم يتوقعون حضور مئات الصحافيين من الولايات المتحدة ومن خارجها لهذه الحصص التي وصفت بأنها الأولى من نوعها. وأضاف المسؤولون أن الحصص التدريبية ليست إلزامية، وتم وضعها استجابة لاستفسارات من المنظمات الإخبارية حول مدى إمكانية التغطية الاعلامية للحرب المحتملة مع العراق. وصدرت المذكرة عن المتحدثة باسم «البنتاغون» فكتوريا كلارك وجاء فيها أن الوزارة «ملتزمة بشكل كامل بتوفير أقصى الحرية للمراسلين كي يغطوا وحداتنا العسكرية في ساحات القتال».

وكان موضوع حرية الوصول إلى مواقع القتال واحدا من نقاط التوتر بين الإعلام و"البنتاغون»، خصوصا أثناء حرب الخليج الثانية سنة 1991 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي. واشتكى المراسلون آنذاك من أن حريتهم قيدت بشكل لم يسبق له مثيل من حيث الأماكن التي يريدون الوصول إليها أو الأخبار التي يُسمح لهم بتغطيتها. لكن مسؤولي «البنتاغون» برروا ذلك بنقص في الثقافة لدى الصحافيين في ما يخص القضايا العسكرية، إضافة إلى أنهم كانوا غير مزودين بالعدة الضرورية كي ينضموا للوحدات العسكرية ويغطوا المهمات الحربية. كذلك، كان هناك توتر كبير بين المراسلين والقادة العسكريين في الأشهر الأولى من الحرب في أفغانستان. وفي حادثة واحدة، حاول أحد مراسلي صحيفة «واشنطن بوست» تفحص موقع تم قصفه لكن جنودا أميركيين منعوه عبر التلويح بالسلاح من الوصول إلى ذلك الموقع.

ويشكل العراق مخاوف خاصة بالنسبة للمراسلين بسبب وجود تهديد الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وحذر تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية اخيرا من وجود «احتمال كبير» لأن يستخدم صدام حسين أسلحة من هذا النوع في حال غزو القوات الأميركية العراق. ونتيجة لذلك، قال «البنتاغون» إنه سيوفر تدريبا وتعليمات حول الأجهزة التي يجب استخدامها للوقاية من هذه الأسلحة. وستقدم الحصص الدراسية المبادئ الأولية للنجاة وتقديم المساعدة الأولية، إضافة إلى توفير معلومات عن أنظمة السلاح الأساسية والإجراءات العسكرية. وشددت المذكرة أيضا على ضرورة أن يتمتع المراسلون بصحة جيدة لأن «هذا التدريب سيكون قويا من الناحية الجسدية ويتضمن مسيرات طويلة عبر الطرق وتدريبات اللياقة البدنية».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط