.. والمرصد الإسلامي في لندن يربط بين قضية اختفاء المسؤول اليمني وخلية «القاعدة» في ميلانو

TT

ربطت منظمة اصولية في لندن بين قضية المسؤول اليمني عبد السلام علي عبد الرحمن الذي قالت صنعاء انه اختفى في ظروف غامضة في مصر واتهمت عائلته السلطات المصرية باحتجازه وبين القضية التي سميت بخلية ميلانو التي اتهمت بانها تعمل لحساب منظمة «القاعدة». وكررت المنظمة الاصولية الاتهامات للسلطات المصرية باختطاف المسؤول اليمني وهو عضو لجنة مركزية في الحزب اليمني الحاكم ـ المؤتمر الشعبي العام. كما اكدت وجود علاقة بين اختفاء المسؤول اليمني ووجود الاصوليين المصريين في اليمن.

وقال بيان صادر عن المرصد الاسلامي، وهو هيئة معنية بقضايا الاصوليين تتخذ من لندن مقرا لها، ان السلطات المصرية لديها معلومات امنية مسبقة عن طريق بعض العملاء عن عدد الاصوليين المصريين وكذلك «الافغان العرب» الموجودين في صنعاء وبقية المدن اليمنية.

واشار البيان الى ان المسؤول اليمني عبد السلام عبد الرحمن عمل على مساعدة السلطات اليمنية خلال السنوات الأخيرة على ترحيل حوالي الف من الافغان العرب الى خارج اليمن، وكان من بينهم العشرات من المصريين وفي نفس الوقت عمل على عدم تسليمهم لبلدانهم، لذا لم تنس له السلطات المصرية ذلك وانتقمت منه على حد قول بيان المرصد. واضاف البيان: نحن في «المرصد الاسلامي» علمنا أن عبد الرحمن معتقل منذ الشهر الماضي وأنه تعرض للاستجواب من أعلى الجهات الأمنية في مصر وتم ابلاغ مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي بالقاهرة بالأمر، وتم السماح لجهات تحقيق غير مصرية بالتحقيق معه واطلاع جهات اخرى على التحقيقات.

وزعم البيان «ان خيوط ما يسمى بـ«المؤامرة» بدأت منذ أن قامت السلطات الايطالية حسب زعمها بالتنصت على ما يسمى خلية ميلانو واخضعت التسجيلات الى الكثير من التدقيق وأبلغت السلطات الايطالية السلطات الاميركية بفحوى هذه المحادثات. وكان من ضمن هذه المعلومات أن هناك يمنيا زار المتهمين في ايطاليا في اغسطس (آب) 2000، وتحدث عن خطط لهجوم كبير تستخدم فيه طائرات ومطارات، مع العلم أن هذه الأجهزة تقع في أخطاء كبيرة عند تحليلها للكلام وذلك نتيجة اختلاف الثقافة واللغة، ففي كثير من الاحيان تقع الشرطة في خطأ تفسير احاديث عادية حول شراء فواكه وخضروات على أساس انها عبارات مشفرة لنشاطات ارهابية».

وواوضح البيان الاصولي حسب وثائق حصلت عليها الأجهزة الأمنية الاميركية أنه في واحدة من هذه المكالمات تحدث يمني مع مصري مقيم في ايطاليا بخصوص «ضربة ضخمة ضد اعداء الاسلام تشمل طائرات في السماء»، مضيفاً انها ضربة سيكتب عنها في كل صحف العالم.

وتابع اليمني قوله «ستكون ضربات من النوع الذي لا ينسى، ستكون عملية مرعبة وجرى الحوار في اغسطس في سيارة من طراز «سيتروين» كان يقودها عبد القادر محمود السيد وكنيته «أبو صالح» وهو مصري لاجئ في ايطاليا وكان قد استقبل اليمني عبد السلام علي عبد الرحمن في مطار بولونيا.

واضاف البيان طبقا لنصوص المعلومات التي تضمنها تقرير الادعاء الايطالي ضد المتهمين في ميلانو أن اليمني عبد السلام بدأ بالحديث عن الأميركيين قائلاً «هم يعتقدون أنهم أسود، لكنهم خونة، هم يعتقدون أنهم قوة العالم، لكننا سنقوم بهذا العمل ضدهم أولا، ثم سنرى».

وهذه المحادثات المسجلة ظهرت وغيرها خلال محاكمات ما يعرف بـخلية ميلانو الذين تعرضوا لمراقبة مكثفة وتسجيلات مستمرة من قبل الشرطة الايطالية عامي 2000 و2001.

وقال البيان ان التقارير الأمنية الايطالية تبين ان عبد السلام كان يسافر بجواز سفر دبلوماسي يمني، وطبقا للتقارير كذلك، فان محادثة «مهمة للغاية» جرت يوم 12 فبراير (شباط) 2001 وكانت تلك المكالمة من هاتف عبد القادر السيد «أبو صالح» الى هاتف اليمني عبد السلام الا ان شخصاً آخر رد اسمه عبد الوهاب. وحسب مصادر مكافحة الارهاب الايطالية فان عبد الوهاب كان على علاقة بمصري يعمل في ايطاليا وبعث بالمعلومات الموجودة لديه الى مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي. وتعتقد مصادر الامن الايطالي ان اليمني تعرف على المصري عبد القادر السيد «ابو صالح» اثناء وجوده في اليمن وبقي على اتصال معه بعد مجيئه وقد تمكن عبد القادر السيد الذي يعتبر الشخصية الرئيسية في تحقيقات ميلانو، من الفرار من ايطاليا الى افغانستان خلال ملاحقة الشرطة له في يوليو (تموز) من العام الماضي وقالت السلطات انه قتل في افغانستان.

وزعم البيان الاصولي ان السلطات المصرية قامت بعملية اختطاف وتسليم وخدمة مقابل خدمات مشابهة قامت بها الاستخبارات الاميركية وبعض الأجهزة الأوروبية لصالحها مثل اختطاف وتسليم طلعت فؤاد قاسم (ابو طلال القاسمي) من كرواتيا ومحمد الظواهري من الامارات ورفاعي طه (المسؤول العسكري للجماعة الاسلامية» من سورية وشباب مصري من باكو وألبانيا وغيرها.