أميركا ستبدأ الأسبوع المقبل بتصوير وأخذ بصمات المقيمين من العراق وسورية والسودان وليبيا وإيران

TT

اعلنت وزارة العدل الاميركية اول من امس انها ستصور وتأخذ بصمات مواطني خمس دول اسلامية يقيمون في الولايات المتحدة بصورة مؤقتة ، في اطار برنامج جديد لتسجيل الزوار من دول تشتبه واشنطن في ان لها صلة بالارهاب. وكانت السلطات قد بدأت بالعمل ببرنامج التسجيل الجديد هذا قبل اقل من شهرين في المطارات الاميركية، حيث بدأت في تجميع معلومات مكثفة من الوافدين من العراق وايران وليبيا والسودان وسورية، الى جانب جمع معلومات من اشخاص آخرين مشتبه في علاقتهم بالارهاب. وتقرر توسيع العمل بهذا البرنامج ليتضمن تصوير وأخذ بصمات جميع الذكور الذين قدموا من الدول الخمس المذكورة الى الولايات المتحدة قبل 11 سبتمبر (أيلول) 2002 وينوون الاقامة في الولايات المتحدة حتى منتصف الشهر المقبل على الاقل. وقال مسؤولو وزارة العدل الاميركية ان هذا البرنامج سيشمل ما لا يقل عن 5000 شخص. وأوضحوا ان برنامج التسجيل يمثل جزءا من جهود بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 بغرض تحسين اجراءات مراقبة الزوار الاجانب. وفي هذه الحالة، فإن بصمات هؤلاء ستخضع للفحص لتحديد ما اذا كانوا مطلوبين في قضايا الارهاب. تجدر الاشارة الى ان برنامج التسجيل المذكور لا يشمل سوى نسبة ضئيلة جدا من عشرات الملايين من السياح والطلاب ورجال الاعمال والعمال المؤقتين الذين يصلون سنويا الى الولايات المتحدة. الا ان هذه الاجراءات تسببه في شجار دبلوماسي مع كندا. اذ تنطبق هذه الاجراءات على الذين يحملون جوازات سفر دول اخرى ،مثل سورية، اضافة الى الجواز الكندي.

وتعتبر منظمات الاميركيين العرب والمسلمين ان الاجراءات الجديدة تنطوي على تمييز عنصري. واشار حسين عبيش، المتحدث باسم اللجنة العربية الاميركية لمكافحة التمييز الى ان ايا من منفذي تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 لم يكن يحمل جنسية أي من الدول الخمس المذكورة، واضاف ان السودان فقط هو الدولة التي كانت لها علاقة بشبكة «القاعدة». ويرى عبيش ان قائمة الدول الخمس المذكورة اعدت لاغراض سياسية. من جانبها قالت جين باترفيلد، المديرة التنفيذية لـ«الرابطة الاميركية لمحامي الهجرة»، ان برنامج التسجيل الجديد سيكون عبئا على الزوار ولن يؤدى الى نتائج ايجابية تذكر. واضافت «انهم يقولون لنا ان ذلك سيحمينا من الارهابيين. ولكن الارهابيين لن يتقدموا لتسجيل انفسهم». وبموجب هذه الاجراءات فإن اي شخص لا يسجل نفسه يمكن ترحيله.

وذكر مسؤول باسم وزارة العدل انه يتم استدعاء الزائرين من الدول الخمس لان دولهم في قائمة وزارة الخارجية الخاصة بـ«الدول الراعية للارهاب». غير ان المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته اوضح ان قائمة المطلوب تسجيل اسمائهم ستزيد. واشار المسؤولون في وزارة العدل الى ان القادمين من ايران والعراق وليبيا والسودان كانت تؤخذ بصماتهم في المطارات حتى قبل العمل بإجراءات مكافحة الارهاب الاخيرة. ولكن حتى فترة قريبة لم تكن تلك البصمات تحفظ في النظام الاليكتروني الجديد الذي يستخدم للبحث عن الارهابيين. وبالاضافة الى ذلك فإن النظام الجديد يتطلب من الزائرين تقديم معلومات اكثر بكثير، من بينها ارقام هواتفهم المحمولة وتاريخ السفر.

وبموجب الاجراءات الجديدة التي سيبدأ تطبيقها في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فإن على الذكور الذين تزيد اعمارهم عن 16 سنة من الدول الخمس تسجيل اسمائهم لدى ضابط هجرة بحلول 16 ديسمبر (كانون الاول) وتقديم وثائق سفر ودليل اقامة، مثل سجل الدراسة، ويجب تصويرهم واخذ بصماتهم واجراء لقاءات معهم. وتنطبق الاجراءات على الزوار وليس على طالبي اللجوء السياسي او المهاجرين الذين يحملون «البطاقة الخضراء» التي تمنحهم الاقامة الدائمة.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»