صنعاء: أميركي بين قتلى سيارة مأرب ومرافقو الحارثي عناصر خطرة من «القاعدة»

مصادر أصولية: المسؤول اليمني عبد السلام الحيلة موجود حاليا في قاعدة غوانتانامو

TT

اعلن مسؤول يمني امس ان اميركيا من اصل يمني يدعى احمد الحجازي كان بين الستة الذين قتلوا في سيارة قصفتها طائرة استطلاع اميركية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه) بصاروخ يوم الاحد الماضي في محافظة مأرب اليمنية، وذلك في اول عملية من نوعها خارج افغانستان في الحرب ضد الارهاب.

وقتل في السيارة قائد سالم سنيان الحارثي وكنيته ابو علي الذي يوصف بانه قائد عمليات تنظيم «القاعدة» في اليمن والملاحق منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع شخص آخر ما زال هاربا هو محمد حمدي الاهدل. وقال المسؤول اليمني ان التحقيقات افادت بان الخمسة الذين كانوا مع الحارثي في السيارة ليسوا مرافقين عاديين بل هم اعضاء خطيرون من تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وقالت السلطات اليمنية ان الستة شاركوا في التخطيط للهجوم على المدمرة االاميركية «كول» في اغسطس (آب) عام 2000 في ميناء عدن والذي قتل فيه 17 عسكريا اميركيا. وكان مسؤول يمني ومسؤولون اميركيون قد اكدوا وجود تعاون يمني ـ اميركي في العملية التي نفذت الاحد ضد السيارة.

وكشفت المصادر اليمنية الاسماء الحركية للعناصر الخمسة، موضحة انهم صالح ابو همام والقعقاع وابو جراح ومنير وجلال الملقب احمد حجازي. وذكرت ان «عملية بحث مكثفة تجري حاليا لالقاء القبض على محمد حمدي الاهدل (ابو عاصم) الشريك الآخر والرئيس في التخطيط والتنفيذ لعدد من الاعمال التخريبية» لاحالته الى القضاء.

وذكرت صحيفة «26 سبتمبر» التي تصدرها وزارة الدفاع اليمنية امس ان «الاعمال التخريبية التي قام بها أبو علي الحارثي، تشمل تورطه في الاعتداء على كول والانفجار الذي وقع في السفارة البريطانية بصنعاء في اليوم التالي للاعتداء على كول واسفر عن تحطم جميع نوافذها».

واوضحت ان «آخر حدث شارك فيه» كان «حرق الناقلة الفرنسية ليمبورغ في السادس من اكتوبر (تشرين الأول) الماضي عند دخولها ميناء المكلا في منطقة الضبة محافظة حضرموت»، مشيرة الى انه استخدم «قاربا مفخخا بمواد شديدة الانفجار». وقد قتل في الاعتداء شخص واحد وجرح 12 آخرون.

وقدم «المرصد الاسلامي» وهو هيئة حقوقية تتابع اخبار الأصوليين تتخذ من لندن مقرا لها معلومات اخرى عن القتلى مع اختلاف طفيف في الاسماء. مشيرا الى ان حجازي في بداية العقد الثالث من العمر من مواليد الولايات المتحدة الاميركية وهو من منطقة الضالع. واسامة (27 عاما) من منطقة ابين، ومنير (23 عاما) من منطقة ابين، وجراح (23 عاما) من منطقة ابين، ومحجن (30 عاما)، وصالح ابو همام (28 عاما) من منطقة ابين.

وقال بيان «المرصد» الذي يديره ياسر السري ان العملية العسكرية تخالف كافة الاعراف والقوانين الدولية وهي انتهاك للكرامة اليمنية سواء كان هذا بعلم السلطات اليمنية أم بدون علمها.

وافاد البيان ان الانفجار الذي حدث في السيارة ادى الى تفحم الجثث التي كانت على متنها وقد حصلت الأجهزة الامنية على بعض الوثائق واجهزة الاتصال في السيارة ومنها جهاز اتصال عبر الأقمار الصناعية «الثريا» وبعض شرائح اتصالات لهواتف «GSM» واضافت المصادر بأن عملية البحث تجري حاليا وبصورة مكثفة لالقاء القبض على المطلوب الآخر محمد حمدي الاهدل وكنيته «أبو عاصم» وهو من المتهمين بالانتماء الى «القاعدة».

ووصف البيان ابو علي الحارثي بانه «إسلامي» تتهمه السلطات اليمنية بأنه المسؤول الأول عن عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن من خلال بعض التحقيقات التي اجريت مع المتهمين على ذمة قضية تفجير المدمرة كول والذين تعرضوا للتعذيب، حيث كشفت مصادر التحقيق انه رجل «القاعدة» الأول في اليمن، كما يعتبر المخطط الرئيسي الذي يقف وراء حادثة المدمرة كول وحادث الاعتداء على القوات المسلحة والأمن اثناء مطاردتهم له في منطقة حصون آل جلال بمأرب.

و«ابو علي الحارثي» حسب المصادر الأصولية من مواليد 1955 بمنطقة عسيلان ببيحان بمحافظة شبوة، وهو متزوج ويعيل 6 ابناء. وهو من ابناء قبيلة: بني الحارث، وهو مزارع، وعمل في التجارة لفترة، ويمتلك مزرعة اسفل وادي بيحان، وكان يقيم بصورة دائمة في منطقة عسيلان بوادي بلحارث بمحافظة شبوة.

وقال مسؤول «المرصد الاسلامي» ان عبد السلام الحيلة المسؤول اليمني الذي زعم انه اختطف في مصر موجود حاليا في المعسكر الاميركي لأسرى «القاعدة» وطالبان في غوانتاناموا (كوبا). واوضح ان المعلومات التي تحصل عليها بخصوص الحيلة جاءت نقلا عن مصادر مقربة من عائلته. واشار الى ان الحيلة كان من المقرر ان يترشح في الانتخابات النيابية المقبلة كعضو في مجلس النواب اليمني.

وكانت المعلومات عن الحارثي التي ظهرت اثناء مطاردة قوات الجيش والأمن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قد افادت انه كان احد المرافقين لزعيم «القاعدة» اسامة بن لادن عندما كان في السودان قبل ان يتوجه الى افغانستان. وقد عاد الى اليمن بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) في واشنطن ونيويورك. واسفرت تلك المطاردات للحارثي وقيادي اخر وهو ابو عاصم الأهدل الى نشوب قتال بين قوات الجيش والقبائل بعد ان لجأوا اليها وسقط جراء ذلك العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. ويوصف الاثنان بانهما ابرز قيادات «القاعدة» في اليمن.

وقال بيان «المرصد الاسلامي» ان ابو علي الحارثي سافر عدة مرات الى افغانستان في الثمانينات وشارك في القتال ضد الروس، ومن خلال سفرياته تعرف على اسامة بن لادن وتطورت علاقته معه واصبح واحدا من المقربين اليه والذين تولوا حراسته في فترة من الفترات وظل على ارتباط مستمر معه، ثم سافر الى السودان ابان اقامة بن لادن هناك، وتفيد المعلومات بأنه اصيب في ساقه خلال تلك الفترة وتم تركيب مسمار له ظل موجودا في ساقه حتى لقي حتفه في حادثة تفجير السيارة يوم الاحد الماضي.

واضاف ان ابو علي الحارثي سافر عدة مرات الى دول الخليج وخاصة الامارات العربية المتحدة لغرض التجارة وقد سجن هناك في عام 1997 لمدة ثلاثة اشهر.

ووصف «المرصد الاسلامي» الذي يديره السري الذي اقام في اليمن لمدة ست سنوات قبل قدومه الى بريطانيا لطلب اللجوء السياسي منتصف الثمانينيات العملية العسكرية ضد سيارة «ابو علي الحارثي» بانها عملية اعدام «حقيقية خارج نطاق القضاء قامت بها الادارة الاميركية وهي عملية غير قانونية مع سبق الاصرار والترصد يتم تنفيذها بأمر من السلطات الاميركية وتتحمل السلطات اليمنية المسؤولية ان وفرت لهم القيام بذلك». وتطالب مصر بتسلم السري بعد ان صدر ضده حكمان غيابيان من محاكم عسكرية بالاعدام والسجن المؤبد.

وطالب «المرصد» بايقاف المسؤولين اليمنيين المشتبه في مسؤوليتهم عن هذه العملية ووقفهم عن ممارسة عملهم اثناء التحقيق. وطالب بأن تتاح لأقارب الضحايا سبل الحصول على معلومات ذات صلة بالتحقيق، كما ينبغي ان يتاح لهم حق تقديم الأدلة. وينبغي توفير الحماية من التخويف والانتقام للمتظلمين والشهود والمحامين، وغيرهم ممن لهم صلة بالتحقيق.