«إف. بي. آي» تتحرى علاقة أبو حمزة المصري بضابط سابق في البحرية الأميركية اعتنق الإسلام

TT

فتحت المباحث الفيدرالية الاميركية «اف. بي. اي» تحقيقات حول تورط الاصولي البريطاني المصري الاصل ابو حمزة المقيم في بريطانيا في تجنيد مسلمين أميركيين لـمنظمة «القاعدة» التي يتزعمها أسامة بن لادن، ويجيء ذلك في اعقاب اعتقال السلطات الاميركية لناشطين اسلاميين من الاميركيين السود يشتبه في انهما من اتباع بن لادن المشتبه الرئيسي في أحداث سبتمبر (ايلول) الماضي.

وضمن هؤلاء الذين اعتقلتهم السلطات الاميركية الاسبوع الجاري عبد الرحيم رامي ارشاد امام مسجد «دار الاسلام» في سياتل وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الاميركية القى محاضرة في مسجد فنسبري بارك الذي يشرف عليه ابو حمزة المصري مسؤول منظمة «الشريعة» في لندن عام 1999، تحدث فيها عن تجربة اعتناق الاسلام بعد مشاركته كضابط اتصال بمشاة البحرية الاميركية بعد حرب الخليج. وفي المقابلة التي اجرتها «الشرق الأوسط» مع الامام عبد الرحيم رامي، 31 عاما، بعد القائه المحاضرة تحدث عن النقاء الذي وجده في الاسلام ومرحلة تغيير اسمه من اندرو اندرسن الى الامام عبد الرحيم، وقراءته العشرات من الكتب الاسلامية قبل ان يفتح الله عليه باعتناق الدين الحنيف. وتتهم السلطات الاميركية الامام عبد الرحيم (يعول ثلاثة اطفال) بشرائه اسلحة عام 1999 الى شخص اسمه عثمان متهم بارتباطه بـ «القاعدة». وكانت المباحث الفيدرالية عثرت في منزل عبد الرحيم في سياتل عام 1997 على مسدسين وبندقية. وتتهم المباحث الفيدرالية الاميركية عثمان وجيمس عجامة بالارتباط بابوحمزة المصري لمحاولة تدريب اصوليين من بريطانيا في معسكرات تدريب خاصة في اوريجون. ووجهت السلطات الاميركية الى عثمان تهمة ارتكاب مخالفة تتعلق بقوانين الهجرة. وقد افرجت الشرطة الاميركية عن عبد الرحيم بكفالة، ومن المقرر مثوله امام المحكمة يوم 22 نوفمبر (تشرن الثاني) الجاري. واعترف عثمان في التحقيقات بتهمة مخالفته اقتناء اسلحة. وقالت مصادر اميركية انه يتعاون مع السلطات منذ اعتقاله اغسطس (آب) الماضي. وقال انه طلب من الامام عبد الرحيم شراء مسدس لانه لا يحمل الجنسية الاميركية، واعطاه مقابل ذلك 300 دولار . وقالت مصادراميركية مطلعة ان هناك تحقيقات موسعة فتحت في الولايات المتحدة عن انشطة الاصولي المصري الذي تتهمه اليمن بتصدير الارهاب او علاقته بمعسكرات تدريب الاصوليين في الولايات المتحدة التي اقيمت تحت مسمى «الجهاد».

من جهته قال أبو حمزة المصري المثير للجدل بسبب مزاعم عن علاقته بـ«جيش عدن ابين» الذي تورط في خطف 16 سائحا غربيا باليمن قُتل أربعة منهم عندما حاولت قوات الأمن اليمنية تحريرهم من قبضة زعيم الخاطفين زين العابدين أبو بكر المحضار نهاية العام 1999، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» امس ان ضباط مشاه البحرية الاميركية الذين جاءوا الى مسجده عام 1999، ينتمون الى جماعة الاسلام ، وان زيارتهم كانت غير سرية، والدليل على ذلك ان الامام عبد الرحيم القى محاضرة واستمع الى عدة محاضرات القاها هو شخصيا ، والدليل الثاني ان «الشرق الأوسط» التقته واجرت معه مقابلة بعد المحاضرة .

اوضح ابو حمزة المصري انه غير خائف من السلطات الاميركية، وقال انه لن يبطل دينه او دعوته الى الله من اجل الاميركيين. وقال ان اميركا هي التي تخاف من الاسلام او اي تحرك دعوي، «وبالتالي فهي تتعقب الدعاة سواء في اميركا او خارجها». وقالت مصادر اميركية «اذا ما تم جمع ادلة كافية ضد الأصولي المصري الذي يحمل الجنسية البريطانية، فان الولايات المتحدة يمكن ان تتقدم بطلب لترحيله لمحاكمته هناك». وتغطي التحقيقات كذلك طائفة من الانشطة بما فيها الدور المفترض للفرنسي من اصل مغربي زكريا موساوي الخاطف المفترض رقم 20 في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) وعلاقته بابو حمزة المصري.

واشار ابو حمزة الى ان الاميركيين يرفعون سيفا حادا، ضد كل ما هو اسلامي، ولا يقابل هذا السيف الا بـ«جزرة» من جانبنا. وتحدث ابو حمزة المصري عن اصولي ثالث تعتقله السلطات الاميركية كان مسؤولا عن موقع «انصار الشريعة» في الولايات المتحدة، وهو جيمس عجامة، 36 عاما، الذي اعتقل الاثنين الماضي «كشاهد مادي» في تحقيق يجري في شمال فرجينيا في انشطة ارهابية في الولايات المتحدة وقال ان الهدف هو جمع اكبر عدد من افادات شهود الاثبات ضده لادانته. وتعتقد المصادر الاميركية ان جيمس عجامة، واسمه قبل اعتناقه الاسلام جيمس تومسون تعرف على فيروز عباسي في مسجد ابو حمزة المصري بمنطقة فنسبري بارك بشمال لندن، قبل ان يصطحبه الى معسكرات التدريب التابعة لابن لادن في افغانستان.

وأشار الى ان السلطات الاميركية بدأت في التحرش بعجامة بعد ان انشأ موقعا على الانترنت اسمه «اوقفوا اميركا المجرمة»"، وهجموا على منزله، ولكن عجامة استسلم لحماية اطفاله الذين كانوا بالداخل، وتزعم المصادر الاميركية ان عجامة حمل كومبيوترا شخصيا هدية من ابو حمزة المصري الى جماعة طالبان العام الماضي وقال ان الاجهزة الامنية الاميركية تحاول الضغط على نظيرتها البريطانية، لايجاد ثغرة لتوقيفه طبقا للقوانين الصادرة في بريطانيا اخيرا، ولكنهم لم يجدوا حتى الآن سوى الابواب الخلفية عبر الاعلام الاميركي. وحول اتهامه بانشاء معسكرات لتدريب الاصوليين في الولايات المتحدة قال ابو حمزة «معسكرات التدريب غير ممنوعة أساسا في اميركا، ولكن ترويجهم دعايات تقول اننا انشأنا معسكرات تحت مسمى الجهاد الهدف منها تخويف الاميركيين غير انني لم ارسل احدا الى اميركا، ولكنني اتحدث عن الاسلام بكل جوانبه، بما فيه اعداد المسلم لنفسه ومعاونة المسلمين في كل مكان، بالاضافة الى التدريب والدفاع عن النفس» وأوضح: انني لا اعمل بصورة تنظيمية، بل ابلغ ما هو في القرآن والسنة.

وطبقا لقائمة التهم الموجهة الى عجامة فانه قد اقر بأنه شارك في معسكرات تدريب تابعة لشبكة «القاعدة»، كما يواجه ايضا تهمة محاولة إنشاء «معسكر تدريب على الجهاد» في منطقة ريفية بولاية اوريغون الاميركية عام 1999وتنظيمه مناقشات اسلامية هناك وفي سياتل كانت هناك نوايا «المشاركة في معسكرات تدريب للجهاد في افغانستان».