واشنطن تنتظر من هونغ كونغ تسليم باكستانيين وأميركي من أصل هندي عرضوا على عملاء «إف.بي.آي» مقايضة مخدرات بـ4 صواريخ ستينغر

TT

اعلن مسؤولون اول من امس ان السلطات الاميركية احبطت مخططين منفصلين لاستخدام اموال مخدرات في شراء اسلحة لارهابيين بما في ذلك محاولة قام بها مواطن اميركي وباكستانيان لمقايضة اطنان من الهيروين والحشيش بصواريخ «ستينغر» كانوا يخططون لبيعها لشبكة «القاعدة». وفي القضية الثانية، قال مسؤولون بوزارة العدل انهم افشلوا مخططا آخر لميليشيات يمينية كولومبية حاولت شراء اسلحة من اوروبا الشرقية بقيمة 25 مليون دولار وتسديد قيمتها نقدا وبالكوكايين. وتعكس الحالتان الجهود الجادة التي تبذلها السلطات الاميركية لرصد تدفق اموال المخدرات والاموال الاخرى التي يستخدمها الارهابيون في شراء السلاح وتمويل نشاطاتهم. وقال وزير العدل الاميركي، جون آشكروفت، ان ثمة حلقة وصل قاتلة بين الارهاب وتهريب المخدرات تشكل خطرا جديا على الامن الاميركي. من جهته، قال آسا آتشينسون رئيس قسم محكافحة المخدرات خلال مؤتمر صحافي شارك فيه آشكروفت وروبرت مولر مدير مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف.بي.آي) ومسؤولون آخرون «لقد تعلمنا واثبتنا ان تهريب المخدرات والارهاب ينطلقان من نفس الغابة ويخططان في نفس الكهف ويتدربان في نفس الصحراء».

ووجهت السلطات الاميركية في القضيتين تهمة تقديم الدعم المادي لمجموعات ارهابية، وهي التهمة التي باتت جانبا مهما في حرب وزارة العدل الاميركية ضد الارهاب داخل الولايات المتحدة. هذه التهمة، التي نادرا ما استخدمت قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وجهت الى متهمين من ضمنهم جون ووكر ليند، الذي اعترف بمساعدة حركة طالبان بالاضافة الى اعضاء خلايا تابعة لشبكة «القاعدة» في لاكاوانا في نيويورك وبورتلاند واوريجون وديترويت وسياتل. وحسب وثائق رسمية نشرت اول من امس في سان دييغو اول من امس وجهت السلطات رسميا في 30 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي لمواطنين باكستانيين وشخص ثالث حاصل على الجنسية الاميركية يقيمون في منيابولس تهمة محاولة عرض 5 اطنان مترية من الحشيش و600 كيلوغرام من الهيروين على عملاء سريين تابعين لـ«إف.بي.آي» مقابل اربعة صواريخ «ستينغر». وخلال سير الصفقة، طبقا لما ورد في الوثائق، فإن المتهمين الثلاثة «ابلغوا العملاء الذين التقوهم في هونغ كونغ بأنهم كانوا يعتزمون بيع صواريخ ستينغر المضادة للطائرات الى حركة طالبان مشيرين الى انها لا تختلف عن القاعدة». وقال آشكروفت ان الاحاديث التي دارت خلال الاجتماعات بين الطرفين قد سجلت. تجدر الاشارة الى ان المعتقلين، وهم الباكستانيان سيد مستجيب شاه ومحمد عابد افريدي، وإلياس علي واميركي من اصل هندي لم يكشف عن اسمه، قد اعتقلوا بعد الاجتماع المذكور الذي عقد في 20 سبتمبر الماضي. واوضح مسؤولون ان المتهمين مثلوا الثلاثاء الماضي امام محكمة في هونغ كونغ تنظر في طلب تسليمهم الى الولايات المتحدة. اما بالنسبة لقضية كولومبيا، التي يطلق عليها «عملية الارهاب الابيض»، فقد بدأت قبل 13 شهرا وانتهت بتسجيل وقائع الاجتماعات واللقاءات مع العملاء السريين التابعين لـ«اف بي آي» وادارة مكافحة المخدرات في كل من لندن وبنما سيتي وجزر العذارى «فيرجين آيلاندز»، حيث ناقش المتهمون الاربعة مقايضة المخدرات بالسلاح. وكان يفترض ان يذهب السلاح الى ميليشيا متهمة بالمسؤولية عن مئات الاغتيالات اضافة الى مذابح وعمليات اختطاف. وسبق ان ادرجت وزارة الخارجية الاميركية هذه المنظمة في قائمة المنظمات الارهابية في سبتمبر .2001 واوضحت السلطات الاميركية ان المتهمين الاربعة كانوا يعتزمون مقايضة ما قيمته 25 مليون دولار نقدا وفي صورة كوكايين بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف بالاضافة الى 9000 بندقية وقاذفات قنابل وحوالي 300000 قنبلة يدوية و300 مسدس وحوالي 53 قطعة من الذخيرة.

الجدير بالذكر ان عينات من السلاح عرضت على ممثلي الميليشيا الكولومبية باستخدام برنامج «باوار بوينت». وفي وقت لاحق عرض العملاء الاميركيون عينات حقيقية من السلاح لمعاينتها وفحصها من جانب المشترين وذلك خلال اجتماع في سانت كروا. والمتهمون في القضية هم كارلوس علي روميرو فاليرا واووي جينسين، وكلاهما من هيوستن، الى جانب مواطنين كولومبيين هما سيزار لوبير، المعروف بـ«القائد نابو»، وآخر غير معروف الهوية يدعى «القائد ايميليو». ووجهت التهم الى الاربعة بمحكمة هيوستن الفيدرالية بتهمة التآمر لتوزيع الكوكايين وتقديم دعم مادي وموارد لمنظمة ارهابية الى جانب مخالفات اخرى يمكن ان تصل عقوبتها الى السجن مدى الحياة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»