باريس: الكرة الآن في الملعب العراقي بعدما أثمرت جهودنا تغييرا في الموقف الأميركي

وزير الخارجية الفرنسي حث صدام على التجاوب مع القرار الوشيك لمجلس الأمن

TT

في اقوى اشارة على التوافق الذي تحقق الاسبوع الماضي بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن مشروع القرار الجديد المفترض ان يصدره مجلس الامن اليوم بشأن العراق اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان امس ان باريس تعتبر ان «الكرة باتت الآن في ملعب العراق» الذي عليه الامتثال لمطالب الاسرة الدولية في مجال ازالة الاسلحة.

وردا على سؤال للاذاعة الفرنسية «اوروبا 1» وبينما كان الدبلوماسيون في نيويورك يضعون اللمسات الاخيرة على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا اول من امس شدد الوزير الفرنسي على ضرورة ان يحترم الرئيس العراقي صدام حسين بنود القرار الجديد.

وقال الوزير الفرنسي ان «الكرة الآن في الملعب العراقي وعلى العراق الامتثال للشرعية الدولية». واضاف «لا اقول اليوم ان الحرب لن تقع بل اقول يمكن تجنبها ويعود الى صدام حسين امر تنفيذ الموجبات الواردة في القرار».

واوضح دو فيلبان ان «صدام حسين امامه مهلة سبعة ايام لقبول القرار وعليه بعد ذلك ان يقدم تقريرا (عن ترسانته) خلال ثلاثين يوما»، في اشارة الى البرنامج الزمني المحدد في مشروع القرار.

وقال الوزير الفرنسي ايضا «نرغب في توضيحات، ولا سيما حول البنود التي تتحدث عن تلقائية اللجوء الى القوة» مشيرا الى موقف فرنسا الثابت المعارض لاي لجوء تلقائي الى القوة في حال عدم تنفيذ العراق للقرار.

واعلن دو فيلبان «ان مجلس الامن يبقى الممر الاجباري لاي مرحلة، ولكننا نرفض خصوصا اي بند ينص على تلقائية اللجوء الى القوة». وكرر القول «نعتقد انه بالامكان تحسين هذا النص. نرغب ان تكون الامور اوضح ما يمكن ان تكون» مشيرا مع ذلك الى اعتقاده «ان هذا النص هو اليوم قريب للغاية من توازن صحيح». واكد دو فيلبان «ان عملية التصويت قد تتم قبل نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل» معربا عن الامل في «ان يعود المفتشون بأسرع ما يمكن» الى العراق..

ومن جانبه شدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك على ان «تعديلا اخيرا سيكون مفيدا» في مشروع القرار الاميركي ـ البريطاني من اجل تبديد «بعض نقاط الالتباس» المستمرة حول مسألة اللجوء الى القوة.

ونقلت المتحدثة باسم الاليزيه كاترين كولونا عن شيراك قوله خلال لقاء له مع رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني في روما امس «نحن في المرحلة الاخيرة من المفاوضات. لقد تم ادخال تحسينات كثيرة ونحن من دون ادنى شك على مقربة من الهدف».

وتابع شيراك «لا يزال هناك بعض الالتباس وسيكون من المفيد ادخال تعديل اخير» معتبرا ان الاجماع في مجلس الامن «سيكون له مزايا كثيرة لانه سيتيح الظهور بشكل فعال وتوجيه رسالة واضحة الى العراق بأن الوقت قد حان للتعاون».

واضاف شيراك «نحن نعمل بهذه الذهنية. ولا بد من ان تكون الامور واضحة الى اكبر حد ممكن بشأن مسألة اللجوء الى القوة».

واعلن مارك غروسمان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية امس ان مشروع القرار المقدم الى مجلس الامن «متطابق» مع الاهداف الاساسية للرئيس الاميركي جورج بوش. وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة المغربية، الرباط، ان الولايات المتحدة ما كانت لتقدم «مشروعا لا يكون متطابقا مع الطروحات التي عبر عنها الرئيس بوش في خطابه الذي القاه في الثاني عشر من سبتمبر (ايلول) امام الامم المتحدة».

واضاف المسؤول الاميركي ان الاهداف التي حددها الرئيس بوش تتضمن خصوصا «نزع سلاح العراق من دون نزاع» و«تعزيز مجلس الامن».

وفي لندن شكك رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في امكان التوصل الى اتفاق في مجلس الامن قبل بداية الاسبوع المقبل وفق ما اعلن الناطق باسمه امس.

وقال الناطق خلال مؤتمر صحافي ان «رئيس الوزراء يقر باننا لم نتوصل تماما الى نتيجة حتى الان بشأن قرار الامم المتحدة». واضاف ان بلير «ليس واثقا في اننا سنتوصل الى نتيجة اليوم (امس) او غدا (اليوم) او الاثنين».

وفي بغداد اعتبرت صحيفة شبه حكومية نافذة ان مشروع القرار الاميركي ـ البريطاني غير مقبول، مشددة على انه يفتح الباب امام حرب جديدة في منطقة الخليج.

ورأت صحيفة «بابل» التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ان النص الاميركي «مشروع فاشل عدواني (...) ينم عن حقد واضح وعدوانية مبيتة (...) هدفه الاول الغاء جهود ومعاناة العراق وتعاونه احد عشر عاما مع مجلس الامن».

واضافت الصحيفة في اول رد فعل على مشروع القرار انه «ينم عن حقد واضح وعدوانية مبيتة وجاء مليئا بما يتوجب علينا ان نفعل ونقدم ويلوح في كل الاحوال باستخدام القوة».

واكدت الصحيفة ان «الرائحة التي تشم من مضامين هذا المشروع هو اننا مهما قدمنا وسنقدم فان النتيجة واحدة هي العدوان علينا».