واشنطن تبلغ مصر مجددا قلقها من مسلسل صبحي و64 عضوا في الكونغرس يبعثون برسالة إلى مبارك

التلفزيون المغربي يتراجع عن بث المسلسل ويعزو قراره إلى أسباب غير سياسية

TT

صعدت الولايات المتحدة من حملتها للضغط على السلطات المصرية بسبب بثها عبر تلفزيونها الرسمي حلقات المسلسل المثير للجدل «فارس بل جواد»، بدعوى انه يحض على معاداة السامية وكراهية اليهود.

وتلقى الرئيس المصري حسنى مبارك أول من أمس خطابا موقعا من نحو ستة وأربعين عضوا في الكونغرس الأميركي أعربوا خلاله عن اهتمامهم العميق بمنع إذاعة هذا المسلسل الذين زعموا أنه يحض على معاداة السامية وكراهية اليهود. وطالب النواب الرئيس مبارك بإدانة الرسالة التي يحملها العمل الدرامي التلفزيوني (فارس بلا جواد) وما تنطوي عليه من تحريض على ازدراء اليهود وكراهيتهم لكن مصادر في الرئاسة المصرية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس مبارك لا يعتزم الاستجابة للحملة الدعائية الإسرائيلية الشرسة ضد المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان محمد صبحي، مؤكدة أن الرئيس مع منح الفنانين كامل الحرية للتعبير عن أفكارهم بشكل موضوعي وصادق في إطار الالتزام بالقوانين العامة وعادات وتقاليد المجتمع المصري ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الرئيس المصري ردا على الأصوات الأميركية والإسرائيلية التي تطالبه بالتدخل لمنع عرض المسلسل. ولوح أعضاء الكونغرس في رسالتهم الى إمكانية تعرض العلاقات المصرية الأميركية لأزمة في هذا الصدد حيث قالت الرسالة «إن تحريض المصريين على كراهية اليهود ومعاداتهم على هذا النحو سوف تزيد من التوتر وتجعل من التعاون بين القاهرة وواشنطن أمرا أكثر صعوبة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن صفوت الشريف وزير الاعلام المصري رفض مجددا امس الاستجابة لمساع مكثفة قام بها السفير الأميركي في القاهرة ديفيد ووليش في محاولة لاقناعه بإعادة النظر في قرار إذاعة المسلسل والتدخل رسميا لمنع اذاعة بقية حلقاته التي ستنتهي بنهاية شهر رمضان المبارك.

من جهته تراجع التلفزيون المغربي (القناة الاولى) عن عرض المسلسل المصري فارس بلا جواد لكن ادارة التلفزيون عزت قرار التراجع الى أسباب غير سياسية.

وكان التلفزيون المغربي قد وزع كتيباً قبل اسبوعين يعلن عن عرض المسلسل خلال شهر رمضان حيث كان من المقرر ان يبث يومياً في منتصف الليل قبل ان يتم التراجع عن ذلك. وجاء في الكتيب ان «احداث المسلسل تدور في اطار كوميدي في اعقاب حرب 1948 حيث سنتعرف على حافظ نجيب، وهو كهل يبلغ 75 سنة ويروي لنا ذكرياته المرتبطة بتاريخ المنطقة التي تبدأ من عام 1855 مروراً بالاستعمار البريطاني والاحداث التي عرفتها مصر ومنطقة الشرق الاوسط».

وقال محمد السراج الضو، مدير البرمجة في التلفزيون «لم نتعرض لاية ضغوط لعرض هذا المسلسل لكننا ارتأينا ايقافه بعد ان وجدنا أنه شديد المحلية ويتطرق لأمور لا تثير اهتماماً لدى المشاهد المغربي». واوضح ان التلفزيون تسلم بالفعل عشر حلقات من المسلسل، وهي حلقات لا تتعرض لبروتوكولات حكماء صهيون التي أثارت الجدل. واضاف الضو «الحلقات الاولى ذات طابع مسرحي ومحلية جداً ولا تغري بالمشاهدة"ولم يتسن الحصول على ايضاحات من السفارة الاميركية في الرباط حول ما اذا كانت تدخلت لايقاف بث المسلسل في التلفزيون المغربي ام لا واشار الضو الى ان ادارة البرامج قررت تعويض مسلسل «فارس بلا جواد» بمسلسل آخر هو «الأصدقاء» من بطولة فاروق الفيشاوي. وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قد عادت اول من امس للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع واحد للتعليق على مسلسل فارس بلا جواد واعتبر أنه في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط فان من شأن هذا المسلسل أن يعرقل هذه الجهود مع الأسف الشديد. وشددت على أن وزارة الخارجية الأميركية قلقة من التقارير الإعلامية التي تحدثت عن استناد المسلسل إلى كتاب يتضمن مزاعم كاذبة بشأن الحقيقة التاريخية لبروتوكولات حكماء صهيون التي وصفتها بأنها مستند مزور لتبرير العنف ضد اليهود. واكدت ان السفارة الاميركية في القاهرة ستتابع المسلسل الذي بدأت اذاعته اول من امس مشيرة الى ان وزير الاعلام صفوت الشريف قال ان الحكومة المصرية لن تسمح ببث اي مضمون معاد للسامية.

وانتقد نبيل عثمان رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات الحملة الدعائية التي يتعرض لها المسلسل، وطالب هؤلاء الذين يشنون هجوما حادا ضده بعدم الحكم على مضمون المسلسل قبل بثه ومعرفة محتواه.

وهذه هي المرة الأولى التي يتسبب فيها أحد المسلسلات الرمضانية التلفزيونية التي يبثها التلفزيون الرسمي المصري في إثارة احتجاج الولايات المتحدة واللوبي اليهودي.

وطلبت واشنطن من معظم العواصم العربية التي تعاقدت على شراء حلقات فارس بلا جواد عدم إذاعة المسلسل.