الحريري: تغيّر أميركي لمصلحة بيروت بنسبة 120درجة وتأييد من صندوق النقد

TT

عاد رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري من زيارته الاخيرة للولايات المتحدة بانطباع مفاده ان مواقف الادارة الاميركية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي من الاوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان تغيرت منذ زيارته لواشنطن في ابريل (نيسان) الماضي بنسبة 120درجة وليس 80 درجة كما يقال.

واوضح الحريري لزواره ان هذا التغيير ما كان ليتم لو لم تلمس واشنطن والمؤسسات المالية الدولية ان خطوات الاصلاح المالي التي تتخذها الحكومة اللبنانية هي خطوات جادة وقد بدأت تحقق نتائجها المرجوة، وذلك بعدما كان الانطباع السائد بأن لبنان سينهار خلال فترة زمنية قصيرة، الامر الذي لم يحصل.

ولفت الرئيس الحريري الى انه لمس التغيير في مواقف وكذلك في تعاطي صندوق النقد الدولي مع الوضع اللبنااني لان البحث في لقاءاته مع المسؤولين في الصندوق انطلق على غير عادة من الخطط التي وضعتها الحكومة اللبنانية للمعالجة المالية ولم ينطلق من افكار طرحها الصندوق، مما يشير الى ان هذه المؤسسة المالية الدولية ابدت تأييدها لخطط الحكومة اللبنانية وبدأت تتعاطى مباشرة مع الملف اللبناني من دون الاصغاء الى ما كان ينقل لها من جهات لا صفة رسمية لها او صاحبة مصلحة سياسية.

واشار الحريري الى ان المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم لم يطرحوا اي موقف في شأن «حزب الله» الذي تتخذ الادارة الاميركية موقفاً معروفاً منه. واشار الى ان كل ما طرح في هذا المجال خلال لقائه وزير الخارجية الاميركية كولن باول تناول موضوع مياه الوزاني، حيث ابلغ الاخير الى الحريري ان الموفد الاميركي تشارلز لاوسن سيزور بيروت في اطار مهمته المكلف بها في شأن هذا الملف بعدما جرّ لبنان كميات من هذه المياه الى عدد من قراه الحدودية. وشدد باول على معالجة هذا الموضوع في هدوء وفي اطار القانون الدولي. وبالفعل فقد التقى الحريري مساء اول من امس لاوسن الذي كرر ابلاغه موقف باول مؤيداً الموقف اللبناني الداعي الى التزام القانون الدولي في التعاطي في هذا الصدد.

ولم يلمس الحريري، حسبما نقل عنه زواره، اي اشارة او موقف اميركي اثناء محادثاته في واشنطن يشتم منه ان الادارة الاميركية تضع شروطاً معينة لمشاركتها في مؤتمر «باريس ـ 2» الذي سينعقد في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في باريس برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمخصص لتأمين قروض وضمانات قروض طويلة الاجل وبفائدة مخفوضة للبنان. وقال: «نحن نريد المشاركة الاميركية. ولم نطلب اموراً اخرى».

وعن مستوى المشاركة قال: «ان الدعوة موجهة من الرئيس الفرنسي والمهم هو المشاركة».

وكان الحريري التقى امس السفير الفرنسي لدى لبنان فيليب لو كورتييه وعرض معه التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر «باريس ـ 2». وعقب اللقاء، قال لو كورتييه: أن الجو العام حول هذا المؤتمر «هو جو ايجابي» اكده رئيس مجلس الوزراء. واضاف: «في ما يختص بنا كفرنسيين، نحن نعمل بشكل وثيق وحثيث للتحضير لهذا المؤتمر الذي سيكون مؤتمراً مهماً في حضور كبير وبمشاركة مهمة. واعتقد انه سيشكل بالنسبة الى لبنان مرحلة مهمة جداً. وبالطبع لن يتم حل كل شيء بضربة عصا سحرية. وهذا واضح. ولكنها مناسبة لايلاء الاهتمام لوضع لبنان الفعلي وللجهود التي يقوم بها. ونحن نلحظها ونلحظ تحولاً في المناخ هنا في بيروت، في اوساط رجال الاعمال والمصارف. ومن المؤكد ان الحلول ما زالت في بداياتها لكن بالنسبة للجو والمناخ السائدين قبل بضعة اشهر، اجد ان هناك تبدلاً».