وزير الخارجية الأردني لـ«الشرق الأوسط»: أراضينا لن تستخدم لضرب العراق وأميركا تتفهم ظروفنا

TT

دعا وزير الخارجية الأردني الدكتور مروان المعشر العرب إلى التحضير جيداً للمرحلة المقبلة بجدية وعدم إضاعة الفرصة خلال الثلاثة أشهر المقبلة من خلال طرح خيار السلام بقوة، مشدداً على ضرورة وقف العمليات الانتحارية حتى لا تعطي ذريعة لقدوم حكومة إسرائيلية أكثر يمينية. وتوقع المعشر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تعلن خطة الطريق الأميركية بعد تضمينها 90% من المقترحات العربية. وجدد موقفه الرافض لاستخدام أراضيه لتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق، مؤكداً أن الولايات المتحدة «تتفهم الموقف الأردني».

وكشف المعشر النقاب عن عدم تخوف بلاده من لجوء إسرائيل لتهجير قسري للفلسطينيين باتجاه الأراضي الأردنية نتيجة ضغط أميركي. وفيما يلي نص المقابلة

* هناك دعوات لعقد قمة عربية هل تؤيدونها؟

ـ اللقاءات ضرورية لبحث جميع المستجدات على الساحة العربية وبالأخص ما يجري في العراق وفلسطين، لكن يجب التريث في عقد القمة، لا سيما وأن قمة البحرين الدورية ستعقد في مارس (آذار) المقبل، أي قمة بحاجة لتحضير جيد لتخرج قراراتها متناسبة مع المرحلة، أما دون تحضير وإعداد فقد لا تنجح القمة وتخرج بقرارات عكسية، لا أعتقد أن عقد القمم يكون هكذا من دون تحضير.

* كيف تقرأون سبب سقوط حكومة شارون؟

ـ الواضح أن سقوطها جاء لأسباب داخلية، وليس له علاقة بعملية السلام، حزب العمل كان لديه تنسيق مع الليكود، ولم يحصل الخلاف على عملية السلام

* هل تتخوفون من المرحلة المقبلة؟

ـ يجب التحضير الجيد للمرحلة المقبلة، حتى لا نفاجأ بحكومة إسرائيلية يمينية متشددة أكثر من الحالية، يجب طرح خيار السلام بقوة وشرح الموقف العربي وعلى رأسه المبادرة العربية وشرح ذلك للرأي العام العالمي

* كيف ترى تأثير الانتخابات الإسرائيلية على عملية السلام؟

ـ لم نعتمد في تحركنا على شكل الحكومة الإسرائيلية، وتمكنا رغم التشدد من تعريف الإطار العام للحل والخروج باعتراف من الولايات المتحدة بدولة فلسطينية وجدول زمني مدته 3 سنوات ونحن على وشك الإنتهاء من ترجمة ذلك إلى خطة عملية

* هل يعني أن الحكومات متشابهة بالنسبة لكم؟

ـ لا. إن وجود حكومة إسرائيلية داعية للسلام ضروري لتحريك السلام، ولا بد من عدم اضاعة الفرصة في المرحلة المقبلة ولا بد ايضاً من وقف العمليات الانتحارية حتى لا نعطي ذريعة لقدوم حكومة متشددة

* هل لا يزال الأردن يتخوف من الترانسفير؟

ـ لسنا قلقين من هذا الموضوع، نحن نرفض أي تهجير باتجاهنا أو استخدام العراق غطاء لذلك، ونعتقد أن الموضوع انتهى لوجود رأي دولي سيمنع الترانسفير

* هل لديكم ضمانات أميركية؟

ـ الإدارة الأميركية أوصلت رسالتنا إلى إسرائيل بكل وضوح بأن أمن الأردن فوق كل اعتبار

* هل تعتقد أن المبادرة العربية أحرجت شارون كما خططتم؟

ـ نعم. كان لها أثر كبير في إظهار أن العرب يريدون السلام بعكس ما كانت تدعي إسرائيل بأنها وحدها تريد السلام، واعتقد أن المبادرة كان لها تأثير على الخطاب الذي ألقاه الرئيس بوش معترفاً بدولة فلسطينية، فلولاها لكانت أحوالنا أسوأ اليوم

* لكن المبادرة العربية اختفت؟

ـ لا. لقد أصبحت إحدى ركائز الحل الأساسية حسب خطة العمل التي أعدتها اللجنة الرباعية، وهذا ما تعترض عليه إسرائيل بشدة لأنها تدرك أن المبادرة تعني انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية

* هل تستطيعون التأثير داخل اللجنة الرباعية ؟

ـ قدمنا تعديلات هامة على المسودة النهائية أُخذ بحوالي 90% منها بالتنسيق مع الأطراف العربية وعلى رأسها مصر والسعودية، ونتوقع إعلانها بشكلها النهائي في موعد قريب من نهاية الشهر الحالي وهناك تعديلات مصرية وسعودية أيضاً

* ما هي ملاحظاتكم على الخطة؟

ـ يجب أخذها كحزمة واحدة فلا يصح أن تقبل إسرائيل الخطة وتعترض على الأساسيات مثل وقف الاستيطان أو فترة الثلاث سنوات أو آلية المراقبة والتقييم، وطلبنا أيضاً عدم السماح بالمماطلة واللجنة ستدرس كل التعديلات العربية

* هل قبلت أميركا ذلك؟

ـ نعم وافقونا على ضرورة عدم الاجتزاء، وأخبرونا أن ملاحظتنا ستُتضمن في الخطة

* هل صحيح أن الأردن سيستضيف منتصف الشهر الجاري اجتماعاً للرباعية لمناقشة الاصلاحات الفلسطينية؟

ـ هذا الاجتماع لا علاقة لنا به، هو اجتماع للرباعية وبعض الدول مثل اليابان والنرويج مهمتها متابعة الاصلاحات الفلسطينية في بعدها الاقتصادي، وهذا الاجتماع يعقد على أرضنا، لكننا لسنا طرفاً فيه

* اللجنة الرباعية هل أبلغتكم إصرارها على استبعاد عرفات من خلال الانتخابات المقبلة؟

ـ اللجنة لا تناقش هذا الموضوع، وليس هناك شخصنة في هذا الموضوع الداخلي، إنما الحديث يدور عن اصلاح سياسي فلسطيني من دون أسماء، يقود إلى دستور جديد وحكومة جديدة

* أنتم في الأردن هل لا زلتم تعتقدون أن عرفات عنوان الشعب الفلسطيني؟ ـ نحن نتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية على أساس أنها قيادة منتخبة للشعب الفلسطيني وليس من حق أحد اختيار ممثلي الشعب الفلسطيني لأن هذا اختصاص الشعب وحده

* ألا تلاحظون أن زياراتكم إلى مقر عرفات قد تراجعت في المرحلة الأخيرة؟

ـ لدينا تنسيق كبير مع الجانب الفلسطيني، لكن هنالك ظروف أمنية قللت زياراتنا، ولدينا اتصالات كبيرة خاصة حول (خطة الطريق).

* هل تتوقعون أن تغير الحرب المتوقعة على العراق نظرة الولايات المتحدة للسلام؟

ـ ليس من السهل التنبؤ فيما سيحصل إذا ما وجهت ضربة عسكرية للعراق ونحن نقول يجب حل القضية الفلسطينية بغض النظر عما سيحدث في المنطقة

* هل لا زلتم تصرون على موقفكم بعد السماح باستخدام أراضيكم لضرب العراق؟

ـ نعم. هذا موقف ثابت أوضحناه سابقاً ولا زال قائماً

* كيف ستردون على طلب أميركي بتقديم الخدمات إذا ما بدأت العمليات العسكرية ضد العراق؟

ـ الولايات المتحدة تدرك موقفنا وتقدر الظروف الأردنية ولا نتوقع مثل هذا الطلب

* وهل درستم بدائل للنفط العراقي في حال توقفه؟

ـ دائما ندرس تأمين احتياجاتنا النفطية بغض النظر عن الظروف

* هل قدمت الولايات المتحدة ضمانات في هذا المجال؟

ـ لا يوجد ضمانات واضحة حتى الآن

* هل لديكم علاقة مع المعارضة العراقية؟

ـ لا. ليست لدينا علاقة معهم، ومصير العراق بيد الشعب العراقي

* ومكاتب المعارضة في عمان؟

ـ لا يوجد مكاتب

* الا ترون ان الجامعة العربية تواجه مأزقاً شعبياً ورسمياً أدى إلى تراجع دورها؟

ـ لا أعتقد أن دورها تراجع، والحكم على التراجع ليس من خلال الجامعة، بل من خلال العمل الجماعي المشترك الذي سجل في الآونة الاخيرة إنجازات لم تكن موجودة سابقاً ولدينا تنسيق حقيقي يتم في العديد من القضايا

* استدعيتم سفيركم في قطر ولا زال في عمان هل هذا مؤشر لاستمرار توتر العلاقات مع قطر؟

ـ لا نريد تعظيم هذا الخلاف، يوجد أزمة مؤسفة حصلت لا نعتقد أن لها أسباباً مبررة ونرجو أن تزول لأنها لا تفيد قضايانا العربية

* متى سيعود سفيركم إلى الدوحة؟

ـ عندما تصبح الظروف مواتية

* هل اقتربت الوساطات من إعادة علاقاتكم مع قطر؟

ـ الحديث العلني لا يفيد في هذه المرحلة، هناك استياء شعبي أردني عارم من الحكم بالإعدام على الإعلامي فراس المجالي، والعديد من الجهات لا زالت تبذل جهوداً لإنهاء هذه القضية.