موراتينوس يكشف عن تنسيق أوروبي ـ أميركي مع الأمم المتحدة لإيجاد تسوية لنزاع مياه الوزاني

TT

اكد المبعوث الاوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس، خلال مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت امس، ان الامم المتحدة يجب ان يكون لها «الدور الاساسي للوصول الى تسوية سياسية» لمسألة النزاع اللبناني ـ الاسرائيلي حول مياه الوزاني التي يتمسك لبنان بحقه في ضخ حصته منها. وأمل موراتينوس «ان يبقى الوضع هادئاً»، مشيراً الى انه «من مصلحة الجميع تسهيل استعادة الهدوء السياسي والسير قدما في المفاوضات الدبلوماسية».

وأوضح المبعوث الاوروبي انه اكد للرئيس اللبناني اميل لحود «ان الظرف مؤات لتجديد عرض السلام الذي نجح لبنان في جعل المشاركين في القمة العربية (في بيروت في مارس/ آذار الماضي) يتبنون مبادرته». واعتبر انه «قد يكون امراً مشجعاً ان تستمع اسرائيل الى نداء متجدد للسلام صادر عن العالم العربي في وقت تمر فيه بفترة انتخابية».

وقد جرت مباحثات لحود ـ موراتينوس في القصر الجمهوري، وصرح المبعوث الاوروبي عقبها: «لقد هنأت الرئيس على نجاح القمة الفرنكوفونية، وهذا دليل جديد على ان لبنان وفى بالتزاماته وهو قادر على مواجهة التحديات. فلقد كانت سنة جيدة بالنسبة الى لبنان. وهو نجح على جبهتين، القمة العربية، اولاً، ثم القمة الفرنكوفونية بعد ذلك.... ولقد اغتنمت فرصة هذا اللقاء، لأؤكد للرئيس لحود ان الظرف مؤات ربما لتجديد عرض السلام هذا، خصوصاً في الوقت الذي تعرف فيه اسرائيل فترة انتخابية... وهذا بامكانه تشجيع مختلف قادة اسرائيل وحضهم على التقدم في مسيرة السلام. ولقد بحثت ايضاً مع الرئيس لحود دور الاتحاد الاوروبي داخل اللجنة الرباعية، وارادته في حصول تقدم، على صعيد خارطة الطريق من الآن حتى نهاية ديسمبر (كانون الاول) المقبل».

واشار الى انه تم ايضاً بحث مسألة المياه «مع التأكيد ان الدور الاساسي في هذا الاطار يجب ان يكون للامم المتحدة للوصول الى تسوية سياسية. والاتحاد الاوروبي مستعد لتقديم مساهمته السياسية والتقنية لتسهيل التوصل الى اتفاق سياسي مستقر. ونحن نأمل، وفق هذه الروحية ان يبقى الوضع هادئاً، فنحن جميعاً بحاجة الى الهدوء». وقد أكد الرئيس اللبناني ان لبنان ينتظر رأي الامم المتحدة في التقرير الذي رفعه اليها حول مياه الوزاني وذلك «لتحديد حصته من مياه هذا النبع». وابلغ موراتينوس ان لبنان «متمسك بمرجعية الامم المتحدة للبت في مسألة المياه في الجنوب استنادا الى القرارات والمواثيق الدولية».

وأوضح موراتينوس ان خبير المياه الاوروبي لم يضع تقريراً حول مياه الوزاني «بل هو وضع افكاراً شخصية وتقنية هي في طور النقاش، ولم تتم الموافقة عليها بعد من قبل الاتحاد الاوروبي». وقال: «ان الاتحاد الاوروبي يلحظ وقائع معينة، تاركاً للأمم المتحدة مهمة البحث في التفاصيل، وبذل مساعيها من اجل تقريب وجهات النظر، ومحاولة التوصل بطريقة حبية الى حل، تحت مظلتها».

وحول تصريح وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو بأن خارطة الطريق الامنية «لم تعد بوارد التنفيذ، لأن الاهتمام الآن منصب على الوضع في العراق»، قال موراتينوس: «لم التق بعد وزير خارجية اسرائيل الجديد، ولكن يمكنني القول انه من خلال خبرتي السابقة مع نتنياهو حين كان رئيساً لوزراء اسرائيل فانني اتمتع بعلاقات جيدة معه، وهو يثق بي. وقد اوكل الي مهمات كثيرة. وانا متأكد أن العلاقات ستبقى جيدة... وآمل ان اراه الاسبوع المقبل حين ازور اسرائيل، لأتعرف الى نظرته حول خارطة الطريق الاميركية، ونحن من موقعنا كاتحاد اوروبي، لا نزال نعمل لبلورة هذه الخارطة. وكما سمعت فإن الاميركيين ايضاً لا يزالون يعملون على بلورتها».

ومن القصر الجمهوري انتقل موراتينوس الى مقر رئاسة البرلمان حيث اجرى مباحثات مع رئيس المجلس نبيه بري قال انها تناولت في جزئها الاول قضية مياه الوزاني ـ الحاصباني، وان الرئيس بري عرض الاتفاق الذي يود ان تضعه الامم المتحدة سريعاً للتوصل الى حل نهائي وواضح بدعم اوروبي واميركي. وعما اذا كان لبنان يستفيد من «خارطة الطريق» الاميركية لمعالجة النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، قال موراتينوس: «لبنان سيستفيد من تحقيق السلام الدائم مع اسرائيل. ويجب ان يكون هناك سلام شامل في المنطقة اذا كنا نريد سلاماً. وخارطة الطريق كانت تركز على المسألة الفلسطينية. ولكن لم تستثن المسار اللبناني والسوري. ونحن نشجع السوريين والاسرائيليين واللبنانيين لكي يدخلوا في مفاوضات في اسرع وقت ممكن. وهذا ايضاً يعتبر من ضمن خارطة الطريق».

وكان موراتينوس قد استهل محادثاته مع كبار المسؤولين بلقاء مع وزير الخارجية محمود حمود، وبعد المحادثات سئل اذا كانت شملت «خارطة الطريق» الاميركية، فقال: «اولاً انها ليست اميركية. ان خارطة الطريق فكرة الرباعية الدولية».

وسئل موراتينوس اذا كان هناك تحفظات لبنانية حيال «خارطة الطريق» فقال: ليست هناك تحفظات بل هناك بعض التباين والتشديد على بعض العناصر التي ارادوا ان تضاف في ملفات العمل، وعلى سبيل المثال هناك موضوع يهم لبنان كثيراً وهو موضوع اللاجئين وتوضيح نقاط اخرى تتعلق بمفاوضات الوضع النهائي ومسائل المستوطنات والتوطين ومسائل اخرى كان سبق للاتحاد الاوروبي ان اشار اليها في اطار عمله البناء مع الاطراف الاخرى في الرباعية الدولية.

وقد التقى موراتينوس مساء امس رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري واجرى معه مباحثات تركزت عى المواضيع والتطورات الراهنة.