الاستخبارات الألمانية: سعاة نقلوا أخيرا مادة سامة بين مجموعات تابعة لشبكة «القاعدة» في أوروبا

TT

تتعقب السلطات الالمانية آثارا تقود محققيها الى التثبت من ان المانيا كانت وما تزال إحدى المحطات المفضلة لنشاط مختلف المجموعات التي ترتبط بمنظمة «القاعدة». وفي حين تحدث هانز ـ يوزيف بيت، رئيس قسم الإرهاب الدولي في الاستخبارات الالمانية (بي ان دي)، عن وجود نحو 100 أصولي تدربوا في افغانستان وهم مستعدون لتنفيذ اعتداءات في المانيا، ذكرت صحيفة «اكسبريس» اليومية ان هجمات 11 سبتمبر (ايلول) في اميركا مولت جزئيا من حساب مصرفي الماني.

وفي حديثه عن مصادر الخطر على اوروبا والمانيا، قال بيت في ندوة أقامها «الاتحاد الالماني الأطلسي» ببرلين مساء اول من أمس «علينا ان نفكر في ابي مصعب الزرقاوي دائما حينما يتعلق الأمر بنشاط موجه ضد اوروبا عموما وضد المانيا بوجه خاص». وأكد بيت ان الزرقاوي، الذي فقد ساقه في القتال في «الجهاد»، يختفي في مكان ما من الشرق الاوسط وان الاستخبارات الالمانية وقعت على آثار له تقود الى المانيا. واعتبر خبير الإرهاب الالماني الزرقاوي عنصر الصلة الأساسي بين منظمة القاعدة و«خلية التوحيد» التي اعتقل أفرادها في فرانكفورت مطلع العام الجاري بتهمة التحضير لهجمات في المانيا. وحسب مصادر الاستخبارات الالمانية، أصبح الزرقاوي أحد أهم مخططي عمليات القاعدة ومن خبرائها القلائل بشؤون الأسلحة البيولوجية والسموم. وسبق للسلطات التركية ان كشفت في يوليو (تموز) الماضي محاولة تهريب مادة سامة الى تركيا، مموهة بشكل علب مرهم، ويعتقد ان الزرقاوي كان المخطط لها. ووصف بيت الزرقاوي بانه «في قمة نشاطه حاليا».

ولاحظ خبراء الاستخبارات الالمانية ان منظمة القاعدة أعادت بناء هيكلها التنظيمي وصارت ترتكز في عملها على نوع من العمل التنظيمي اللامركزي الذي يتيح لها العمل في مجموعات مستقلة لا تعتمد على المنظمة «الأم» في التمويل والمعلومات. وتستخدم منظمة القاعدة حاليا عددا من «السعاة» الذين يتحركون بين مختلف المجاميع المستقلة بهدف توفير الحد الأدنى من الصلات التنظيمية. ورصدت الاستخبارات الالمانية حديثا عن «نقل مادة سامة» بين المجاميع العاملة في اوروبا بواسطة هؤلاء السعاة. وحسب تقديرات بيت، ينشط في المانيا نحو 100 أصولي ممن تلقوا التدريبات العسكرية في افغانستان ومن المستعدين لممارسة أعمال العنف. ونجحت النيابة الاتحادية الالمانية العامة من خلال حملاتها الخاطفة و«الوقائية» ضد بعض المجموعات في إفشال بعض الهجمات قبل وقوعها. وتقع المانيا خارج منطقة الخطر حاليا، حسب تقديرات بيت، «لكننا نسمع عن تهريب المزيد من الإرهابيين الى المانيا».

من ناحيتها ذكرت صحيفة «اكسبريس» الواسعة الانتشار في عددها امس ان هجمات 11 سبتمبر (ايلول) قد تم تمويلها جزئيا من خلال حساب مصرفي الماني. وذكرت، استنادا الى مصادرها الخاصة، ان الطيار الانتحاري المفترض مروان الشحي تلقى تحويلات قدرها 100 الف يورو خلال فترة إقامته في المانيا وان هذه الاموال حولت له من دولة الإمارات واودعت في حسابه المصرفي بهامبورغ بصورة «منحة» دراسية. وأشارت الصحيفة الى ان شرطة الجنايات الاتحادية أبلغت محكمة هامبورغ، التي يحاكم امامها المغربي منير المتصدق، بأن الشحي مول كلفة تدريباته على قيادة الطائرات من هذه الأموال. وتعتقد الاستخبارات الغربية بأن الشحي قاد الطائرة التي صدمت البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر (ايلول) .2001