استفتاء جبل طارق يقرر مستقبل المستعمرة البريطانية

السلطات الإسبانية تعارض بشدة الاقتراع وترفض نتائجه مسبقا

TT

افتتحت ابواب الاقتراع في جبل طارق الساعة الثامنة من صباح الخميس للاستفساء حول «هل توافق على مبدأ تقاسم السلطة على جبل طارق بين المملكة المتحدة واسبانيا؟».

وقد توجه الوزير الاول في حكومة جبل طارق بيتر كاروانا، الساعة الحادية عشرة للتصويت، وهو من اشد معارضي مشاركة اسبانيا في حكم جبل طارق، وكان قد طلب من المواطنين المشاركة والتصويت بـ«لا». وتعارض اسبانيا اجراء مثل هذا الاستفتاء لانها على علم بان النتيجة ليست في صالحها، ويتوقع ان تكون النتيجة «لا» باغلبية مطلقة. واعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاتيوس الاربعاء الماضي، بان اسبانيا وبريطانيا متفقتان على رفض نتائج الاستفاء، وانه «ليس في نية المملكة المتحدة تغيير موقفها منه». الا ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كان قد صرح في وقت سابق «ان بريطانيا لا تستطيع ان تتقاسم السلطة مع اسبانيا على جبل طارق دون الحصول على موافقة المواطنين فيه يشار الى ان جبل طارق مستعمرة بريطانية تقع جنوب اسبانيا واكتسبت اسمها من اسم القائد العربي طارق بن زياد الذي عبر المضيق عام (92هـ/711م)، ثم سقطت نهائيا بيد الاسبان عام 1462، ثم استولى عليها الانجليز عام 1704. وتبلغ مساحتها ستة كيلو مترات، وسكانها خليط من الانكليز والاسبان والمغاربة واقليات شرقية.

وتوقعت مصادر في جبل طارق ان تكون نتيجة الاستفاء الذي جرى امس كاسحة لصالح رفض سكان هذه الصرخة تقاسم السيادة وهو الاقتراح الذي يتم تداوله بين لندن ومدريد خلال مفاوضات متعثرة وطويلة.

وقالت مصادر محلية عبر اتصال هاتفي ان الاقبال على التصويت كان كثيفاً وان اغلبية كبيرة جداً صوتت ضد اقتراح تقاسم السيادة.

وكان بيتر كاروانا رئيس الحكومة جبل طارق قد اعلن ان سكان الصخرة سيرفضون تقاسم السيادة وان نتيجة الاستفاء ستبين ذلك. وقال «ان تقاسم السيادة ليس حلاً لان اسبانيا ستطالب بفرض سيادة كاملة بعد ذلك على الصخرة.. وان مسألة تقاسم السيادة لم تنجح في اي مكان في العالم وبالنسبة لنا ستجعلنا عبيداً يشرف عليهم سيدان» على حد قوله. وقال كاروانا «نحن نرفض الحلول والصفقات الجاهزة وتقسيم السيادة مفهوم خاطئ وغير عملي.

ويوجد حوالي 1200 مغربي يعملون في الصخرة وهم غير معنيين بالاستفتاء نظرا لانهم لا يحملون جنسية جبل طارق، لكن مصادر مغربية في الصخرة تم الاتصال بها هاتفيا ً قالت انهم «شاركوا» في الحملة من اجل التصويت بـ«لا» لمشروع اقتسام السيادة، وفي ذهنهم ما يمكن ان يحدث في سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا في شمال المغرب.

وكانت مدريد ولندن دخلتا في مرحلة نقاش جدي لموضوع اقتسام السيادة الذي تعارضه بشدة غالبية سكان جبل طارق بما في ذلك اقتسام السيادة على القاعدة العسكرية التي لعبت دوراً مهماً ايام الامبراطورية البريطانية.

وكانت لندن قالت في وقت سابق انها لن تغير من وضع السيادة على جبل طارق دون الحصول على موافقة السكان في استفتاء للرأي، لكن هذا الموقف لا يشمل الاستفتاء الحالي.

يذكر ان استفتاء مماثلا اجري قبل 25 عاما اظهر ان 99 في المائة من الناخبين يفضلون بقاء وضعهم كمستعمرة بريطانية، ولا يتوقع ان يتغير هذا الموقف الآن.