الديمقراطيون يقللون من شأن هزيمتهم استعدادا للانتخابات الرئاسية عام 2004

TT

خرج الحزب الديمقراطي من انتخابات منتصف المدة في اسوأ وضع له منذ هزيمته الساحقة في انتخابات 1984 و 1994، وبدأ في عملية لملمة الاوضاع بدون رئيس او مجلس للنواب او للشيوخ، وبدون زعيم مسيطر ولا اجندة واضحة لدخول الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2004.

ويشير بعض الديمقراطيين الى ان انتخابات منتصف المدة لم تغير ميزان القوى في البلاد بصفة اساسية وتركت الولايات المتحدة منقسمة نسبيا، وهو ما حدث منذ انتخابات عام 2000. ولكن نائب الرئيس السابق آل غور، قال في مقابلة تلفزيونية «يجب الا يسيئوا تقدير مدى هذه الهزيمة. يجب اعادة التنظيم». وقال غور ايضا ان الوقت قد حان بالنسبة للديمقراطيين لان يصبحوا «المعارضة المخلصة في الواقع وليس بالاسم فقط».

غير ان تشرذم الحزب كان حول ما تعنيه المعارضة المخلصة. فقد طالب الليبراليون بإنهاء المهادنة مع بوش في رسالة الحزب، بينما حذر اتجاه الوسط من ان التوجه بعيدا نحو اليسار سيقضي على قدرة الحزب في جذب اصوات المستقلين والاصوات المتأرجحة ذات القوة الكبيرة في تحديد نتائج الانتخابات المتقاربة.

وحاول قادة الحزب تلطيف اثار هزيمة الثلاثاء بالقول، ان هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وشعبية بوش جعلت انتخابات منتصف المدة مميزة في تاريخ السياسة الاميركية، وانه بدون التنافس في ما يطلق عليه «الولايات الجمهورية» التي فاز بها بوش في انتخابات الرئاسة عام 2000، فإن الديمقراطيين كانوا في وضع غير مميز منذ البداية.

وقال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي تيري ماك اوليف «اذا تفوق علينا الجمهوريون بالامس، فقد كان تفوقا تكتيكيا وليس ايديولوجيا. وفي النهاية فإن العديد من مرشحينا لم يتمكنوا من التغلب على العضلات السياسية التي اوصلت العديد من الجمهوريين الى خط النهاية. فقد كان خلفهم رئيس في فترة حرب يحمل اعلى نسب الدعم المستمرة في استطلاعات الرأي العام في التاريخ، الذي جعل هذه الانتخابات اولويته الداخلية».

غير ان ماك اوليف حصل على دعم بسيط لوجهة النظر تلك من غيره من المرتبطين بهذا الحزب، الذين قالوا انه كان من الممكن ان يحقق الحزب الديمقراطي نتائج افضل بسبب وضع الاقتصاد والتشاؤم بخصوص توجهات البلاد.

وقد زادت نتائج الثلاثاء من حدة ازمة فراغ القيادة في الحزب بعدما اثرت النتيجة سلبا على المرشحين الديمقراطيين للرئاسة. فقد فقد غور سباقا رئاسيا لايزال العديد من شخصيات حزبه يعتقد انه كان يمكنه الفوز به بسهولة (بالرغم من انه حصل على اصوات شعبية اكثر من بوش). وفشل ديك غيبهارت في اربعة انتخابات متتالية لاستعادة مجلس النواب. وفي ظل قيادة داشل، فقد الحزب الديمقراطي السيطرة على مجلس النواب.

وقد ادت مكاسب الجمهوريين في مجلس النواب الى انتقادات فورية لغيبهارت، وطالب النائب هارولد فورد، باستقالته من منصب زعامة الحزب، وهو ما كان غيبهارت يدرسه لاحتمال دخوله سباق الرئاسة.

الا ان مساعدا لغيبهارت رفض دعوة فورد باستقالته وقال «ان هارولد فورد عضو في لجنة غور لمنصب الرئيس. وانه الشخص الذي يسعون اليه لتأدية عملهم. عندما يحتاجون لشخص ما لانتقاد غيبهارت، فهو اول من يبدي استعداده. ولكن ما يقوله ليس له اية تأثيرات عما اذا كان ديك غيبهارت سيصبح قائدة ام لا».

وذكر بعض الديمقراطيين ان نتائج هذه الانتخابات ستدفع اعضاء الحزب الى البحث عن وجه جديد لتمثيل الحزب في انتخابات الرئاسة، وهو ما يمكن ان يفيد كلا من السناتور جون ادوردز عن ولاية نورث كارولينا وجون كير عن ولاية ماساشوستس وحاكم فيرمونت هورد دين.

واوضح السناتور جوزيف ليبرمان عن ولاية كونيتكت ونائب الرئيس في انتخابات عام 2000 انه سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة اذا لم يرشح غور نفسه، وان نائب الرئيس السابق اوضح انه لن يتخذ قرارا الا قبل نهاية العام.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»