الليكود يرحب بفوز متسناع ويعتبر أن توجه «العمل» نحو اليسار المتطرف سيسهل هزيمته

TT

رحب حزب الليكود الحاكم في اسرائيل بالفوز الساحق الذي حققه عمرام متسناع على منافسيه في حزب العمل المعارض، ورأى فيه تسهيلا للفوز عليه بمعركة الانتخابات العامة في 28 يناير (كانون الثاني) المقبل. فقال المقربون من رئيس الوزراء، ارييل شارون، ان حزب العمل ذهب يسارا بشكل متطرف عندما اختار لرئاسته الجنرال السابق متسناع. بينما قال بنيامين نتنياهو ان المعركة الان باتت واضحة جدا. فهناك معسكران: احدهما يؤيد قيام دولة فلسطينية برئاسة ياسر عرفات، يضم متسناع وشارون، والثاني يعارض الدولة الفلسطينية وسيطرد عرفات. «وهذا هو معسكري انا، ولذلك فانني سأفوز برئاسة الليكود والحكومة».

وكان متسناع قد فاز بنسبة 53.9 في المائة من اصوات اعضاء حزب العمل، بينما مني بن اليعزر بهزيمة اكبر مما كان متوقعا، فاكتفى بنسبة 38.7 في المائة، وحصل حايم رامون على 7.4 في المائة فقط من الاصوات.

ورغم اعلان بن اليعزر انه سيحافظ على معسكره داخل الحزب لكي يواصل النضال من اجل برنامجه السياسي، ويمنع متسناع، من حرف الحزب الى اليسار بهذا الشكل المتطرف، فقد توجه متسناع اليه داعيا اياه الى وحدة الصف، وخوض المعركة كعائلة واحدة ضد الليكود، وتعهد له بوضعه في المرتبة الثانية في لائحة الحزب الانتخابية وباعفائه من المنافسة. وظهر متسناع وبن اليعزر ورامون معا امام نشطاء الحزب، فجر امس اثر ظهور النتائج شبه الرسمية كنوع من التظاهر بالوحدة. ولكن هذا المشهد لم يتمكن من اخفاء الخلافات الحادة.

ويذكر ان نسبة التصويت للانتخابات الداخلية في حزب العمل بلغت 64 في المائة، وهي رقم قياسي في تاريخ الانتخابات الداخلية لهذا الحزب. وبلغت النسبة 80 ـ 90 في المائة من الاصوات العربية. وفاز متسناع بأكثرية الاصوات في المدن الكبرى وفي الكيبوتسات وعدد من القرى. وفاز بن اليعزر بـ 90 في المائة من اصوات اعضاء الحزب الدروز و70 في المائة من اصوات المستوطنين التابعين لحزب العمل ونصف اصوات الناخبين المسلمين والمسيحيين.

واعلن متسناع، بعد فوزه، انه متمسك بالخط السياسي الذي طرحه عشية الانتخابات وسيسعى للفوز بانتخابات الكنيست المقبلة وتشكيل الحكومة، بواسطة جلب اصوات الناخبين من جميع الطوائف والشرائح الاجتماعية اليهود والعرب. وقال: «حزب العمل يشق الان طريقا جديدا في اسرائيل لم يسبق ان شقه من قبل، هو طريق الاستقامة الشخصية والصدق مع الجمهور وعدم خداعه بالشعارات الكاذبة. فنحن نعاني من ازمات رهيبة في كل المجالات، خصوصا الامن والاقتصاد. وعلينا ان نقول الحقيقة للمواطنين، وهي اننا اذا انتظرنا حلولا من خصومنا واعدائنا الفلسطينيين، فان الاوضاع ستتدهور اكثر. علينا ان نأخذ زمام المبادرة بأنفسنا ونتخذ الخطوات اللازمة لازالة الاحتلال. فاذا وجدنا شركاء لنا بين الفلسطينيين نقيم السلام معهم. واذا لم نجد، ننسحب من طرف واحد ونقيم جدارا فاصلا الى حين ينتخب الشعب الفلسطيني قيادة قابلة للسلام معنا. وفقط بالسلام نحل مشاكلنا الاقتصادية. ونتفرغ لتوحيد صفوفنا كشعب يهودي، شرقيين وغربيين متدينين وعلمانيين. ونتعايش بسلام مع جيراننا العرب».

ويوجد بين متسناع وارييل شارون حساب طويل وقديم. فقد بدأ خلافهما في فترة اخلاء مستوطنة ياميت في سيناء، حيث كان شارون وزيرا للدفاع واتهمه بالتعامل بقسوة زائدة مع المستوطنين. واختلف معه في حرب لبنان ايضا، وكتب رسالة مطولة ضده الى رئيس الحكومة، مناحيم بيغن. وبعد الكشف عن مجازر صبرا وشاتيلا هدد متسناع بالاستقالة من الجيش طالما بقي شارون وزيرا للدفاع. واستدعاه بيغن وطلب منه الاعتذار لشارون، واوضح له انه هو ايضا ليس راضيا عن سياسة شارون، لكن هذه المسألة تخص الحكومة وحدها وليس الجيش. ويقال ان شارون، بعد هذه الحادثة، لم يترك وسيلة الا واستخدمها لعرقلة تقدم متسناع، لكنه لم يفلح.

* ضربة اخرى لنتنياهو

* ولم يمض سوى بضعة ايام على اعلان وزير الدفاع، شاؤول موفاز، في ترك معسكر نتنياهو والانضمام الى معسكر ارييل شارون، في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود اليميني الحاكم، حتى جاءت ضربة ثانية لمعسكر نتنياهو. اذ اعلن رئيس بلدية القدس، ايهود اولمرت، تأييده هو الاخر لانتخاب شارون رئيسا لليكود.

واصدر نتنياهو بيانا غاضبا على هذا الاعلان قائلا ان شارون واولمرت عقدا صفقة مشينة تقضي بأن يعلن اولمرت تأييده علنا مقابل وعد من شارون بتعيين اولمرت وزيرا للخارجية في حكومته المقبلة.

ورد اولمرت على ذلك بقوله انه قرر دعم شارون لانه، عندما هزم الليكود بقيادة نتنياهو، وتحطم، تولى شارون مهمة انقاذه واعادة بنائه وجعل منه حزبا حاكما. واليوم توجد احتمالات كبيرة ليفوز الليكود تحت قيادة شارون بأربعين نائبا، بينما نتنياهو جلب له 19 مقعدا فقط في الانتخابات الاخيرة.

* مرشح ثالث لرئاسة الليكود

* وتقدم موشيه فايغلين، رئيس عصابة اليمين المتطرف «زو اريتسينو» (هذه بلادنا)، بطلب رسمي لترشيح نفسه لرئاسة حزب الليكود منافسا للمرشحين الوحيدين شارون ونتنياهو.

ويقود فايغلين هذه العصابة التي تحاول فرض الصلاة اليهودية في باحة الاقصى ويدعو الى ترحيل الفلسطينيين من وطنهم. ويضع في برنامجه السياسي بندا يدعو الى العودة لنظام «العمل العبري» الذي كان سائدا في فلسطين مع بداية الاستيطان اليهودي وبموجبه طرد العرب من اماكن عملهم ليحل اليهود محلهم.

وكان فايغلين قد نجح في ادخال 135 عضوا في المجلس المركزي لليكود (من مجموع 2700 عضو). وعقب احد وزراء الليكود على ترشيحه لرئاسة بالقول «انه عار على حزبنا».