وزير الداخلية الفلسطيني يرحب بانتخاب متسناع والجهاد وحماس تدعوان إلى عدم المراهنة عليه

TT

رام الله ـ غزة ـ رويترز وأ.ف.ب: ابدى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مجددا استعداده للتفاوض مع اي رئيس وزراء اسرائيلي منتخب لتحقيق السلام في المنطقة. وجاء تصريحاه هذا تعقيبا على فوز عمرام متسناع برئاسة حزب العمل الاسرائيلي. وقال عرفات للصحافيين في رام الله «نحن لا نتدخل بالشؤون الاسرائيلية الداخلية وسنتعامل مع اي رئيس منتخب وايدينا ممدونا للسلام في اي وقت».

وقال عرفات انه استطاع من قبل التوصل مع قادة حزب العمل الى اتفاق سلام كما حدث في اوائل التسعينات عندما وقع على اتفاقية اعلان المبادئ مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين الذي اغتيل على ايدي متطرفين يهود انتقاما لتوقيعه اتفاقية سلام مع الفلسطينيين.

واعرب وزير الداخلية الفلسطيني هاني الحسن عن ارتياحه لفوز متسناع الضابط المتقاعد ورئيس بلدية حيفا قائلا «تربطنا بحزب العمل علاقات مهمة خلال السنوات الاخيرة وما يهمنا الآن هو وجود شريك اسرائيلي مستعد لتحقيق السلام بالتفاوض وليس بالدبابات كما تفعل الحكومة الاسرائيلية الحالية».

أما أحزاب المعارضة الفلسطينية فترى في متسناع وجها آخر لسياسية اسرائيلية واحدة خاصة وان حزب العمل كان مشتركا في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الليكودي اليميني ارييل شارون الذي اقر القيام بعمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية وغزة اودت بحياة 1670 فلسطينيا على الاقل وخلقت شعورا بالرغبة في الانتقام عند الفلسطينيين دفعتهم لتفجير انفسهم داخل اسرائيل.

وقال محمد الهندي احد ابرز قادة الجهاد الاسلامي في غزة لوكالة رويترز «من الخطأ الشديد المراهنة على اوهام لان الشعب الاسرائيلي منجرف نحو اليمين ونجاح متسناع جاء بسبب مشاكل حزبية داخلية خاصة بعدما اصبح حزب العمل تابعا وذيلا لحزب الليكود».

وقال الهندي «اننا نستهجن تصريحات المسؤولين الفلسطينيين التي ترحب وتتفاءل بمتسناع وكأنه اصبح رئيسا للوزراء في اسرائيل وكأنه رجل سلام». واشار الى ان الخارطة السياسية في اسرائيل «تتجه نحو اليمين والتطرف ولا فرق بين متسناع وشارون»، مضيفا ان حركته «لا تشارك في توزيع الوهم على شعبنا الفلسطيني».

واكد انه «في عصر حزب العمل زرعت معظم المستوطنات كما ان متسناع لم يقدم اي مشروع سياسي بل هو صاحب سياسة تكسير العظام في الانتفاضة الاولى عام 1987». واضاف ان القضايا الرئيسية والجوهرية بشأن القضية الفلسطينية كالقدس واللاجئين والدولة تحظى «باجماع صهيوني سواء لدى الليكود او حزب العمل»، داعيا الى المراهنة على «وحدة الصف الفلسطيني وحماية الانتفاضة والمقاومة والحفاظ عليها وليس على صندوق الانتخابات الاسرائيلي».

وقال اسماعيل ابو شنب احد قادة حماس ان السياسات المعلنة والبرامج الانتخابية شيء والافعال على الارض شيء آخر.

وأوضح عبد العزيز الرنتيسي المسؤول في حركة حماس ان «لا فروق جوهرية بين العمل والليكود او بين اقطاب العمل نفسه وهذا ما كان واضحا في حكومة الوحدة السابقة». وتابع «كلا الحزبين ارتكب مجازر بشعة». واضاف الرنتيسي انه «سواء متسناع او (ايهود) باراك او (شيمعون) بيريس او شارون كلهم مغتصبون لوطننا». ووصف تصريحات متسناع حول الانسحاب من قطاع غزة بأنها «تعبر عن مصلحة اسرائيلية وتبين لهم ان ارادة شعبنا في مواصلة المقاومة لا تكسر».