السعودية: تحقق مع 100 من العائدين من أفغانستان وأخذت إفادات 700 آخرين

الأمير نايف: تأكدنا أن المعتقلين في المغرب ينتسبون إلى تنظيمات

TT

كشف الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ان التحقيق جار مع اكثر من 100 ممن عادوا من افغانستان للاشتباه في علاقتهم بتنظيم «القاعدة»، مضيفا ان حوالي 700 من العائدين قد اخذت افاداتهم.

وأكد الامير نايف في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي امس عما اذا كان لدى سلطات الامن اية هواجس حيال وجود عناصر في السعودية لها علاقة بتنظيم «القاعدة» قائلا: «ماودي ان هذه العناصر بالجهادية، لكن للاسف انهم مسلمون وعرب ولا استبعد وجود احد في السعودية ويؤلمنا كثيرا عندما نلقي القبض على مواطن».

واضاف في هذا السياق قائلا «يوجد افراد قدموا وخضعوا للتحقيق وانما ليس بالاعداد المبالغ بها، وهي لا تصل الى الآلاف، وربما هم خضعوا لأخذ الافادات وهم لا يتجاوزون المئات، وكحد اقصى فان عددهم 700، ولكن من هم موجودون على ذمة التحقيق اكثر من المائة بقليل».

وأكد وزير الداخلية بعد حضوره جلسة مجلس الشورى لمناقشة النقل العام ونقل الحجاج جاهزية سلطات الامن لمواجهة أي أمر. واوضح في هذا الخصوص قائلا «وكون تأتينا معلومة فهذا امر وارد ولكن ليس بالشكل الذي يقال ونحن لا نستبعد اي شيء، ولا نستبعد اي حدث، لدينا المتابعة ودائما مستعدون لمواجهة أي أمر كان».

كما أكد على ضرورة ان يعود المواطن الذي انجرف وراء هذه التيارات ان يعود عن الخطأ، موضحا ان المساعدة ستقدم للعودة عن الخطأ.

وحول القضية الارهابية التي بمقتضاها قبض على المواطن السعودي السحيم، وما اذا كان القبض عليه له علاقة باعتقالات الكويت الاخيرة قال الامير نايف «لا شك ان له علاقة بعمل ارهابي ومطلوب منذ مدة وتأكدنا انه موجود في السعودية ولم يكن بودنا ان يصاب بشيء وان يسلم لكن هذا ما حصل».

وامتنع الامير نايف عن تحديد كافة التفاصيل حول هذه القضية، وقال: «وكوننا نحدد كافة التفاصيل فهذا لا يمكن ان يظهر الا بعد انتهاء التحقيقات حول علاقته بما حصل في الكويت وكل شيء متروك لوقته».

وفيما يتعلق بتأخر صدور بيان الداخلية بشأن القبض على السحيم، قال وزير الداخلية: «هذا صحيح ومن اجل ذلك تركنا مجالا لأن جزءا من الخبر خاطئ ونعرف مصدر هذا الخبر الخاطئ، وطبعا وكالات الانباء مستعدة ان تنقل اي شيء اذا تأخرت جهة، وهذا التأخير غير مقصود وانما اردنا استكمال بعض الامور لاذاعة خبر متكامل، وهذا ليس عذرا للتأخير، والمفروض ان يذاع المتوفر وهو الصحيح، وهو بالقبض على المطلوب ونحن حريصون على هذا الامر».

وحول ما يتردد في الصحف البريطانية عن تعذيب بريطاني متهم بالتفجير وقتل مقيم الماني في السعودية، قال الامير نايف «نحن نرفض التعذيب رفضا باتا لاننا نعرف الحقيقة كاملة وقولهم لا يغير من الحقيقة شيئا».

واشار الامير نايف الى ان الحصول على الجنسية السعودية له شروط، وذلك في رد على سؤال عن صحة اعتزام الرياض منح الجنسية لحوالي 26 ألفا من ابناء القبائل الحدودية. واضاف في هذا الصدد قائلا «كل من تتوفر فيه هذه الشروط يكون مؤهلا للحصول على الجنسية، ولكننا لسنا مندفعين في مسألة التجنيس».

ونفى وزير الداخلية تبلغ الرياض بامكانية الافراج عن 30 من السعوديين المعتقلين في غوانتانامو، متمنيا الافراج عن السعوديين جميعا، وموضحا ان هذا مطلب للسعودية، الا ان القرار بيد السلطات الاميركية.

وفيما يتعلق بالمفاهيم التي تروج في الخارج من ان الدول العربية بحاجة الى تغيير البيئة، قال: «من المستحيل ان يقبل او ان يتم او ان يأتي شيء من خارج هذه البلاد. البيئة صالحة ونقية ونظيفة من كل الشوائب وهم قادرون على تنظيم امورهم واصلاح انفسهم باي شيء. والاصلاح موجود منذ ان اسس الملك عبد العزيز هذه الدولة وجمع كلمتها مع ابناء هذا الوطن والبناء مستمر».

وحول سؤال عن السعوديين المعتقلين في المغرب وما جاء في التحقيقات التي اجريت معهم من ان المجموعة الارهابية كانت تستهدف منشآت حيوية في جدة وتبوك، قال: «نحن تأكدنا انهم منتسبون لهذه التنظيمات».

وكان الامير نايف قد ارتجل كلمة خلال لقائه باعضاء مجلس الشوى اكد فيها ان شرف وجود بيت الله ومسجد رسوله في السعودية يلقي بمسؤوليات كبيرة تجاه المسلمين. وقال: «وهذا يجعلنا نتفانى في سبيل خدمتهم وراحتهم وتمكينهم من اداء الحج في جو آمن وفي نفس الوقت نسهل لهم كل التحركات وان نجعل اقامتهم اقامة مريحة والدولة تبذل الكثير في سبيل راحة الحجاج ولذلك لا ارى ان هناك فصلا بين الدولة والمواطنين العاملين في خدمة الحجاج».

واضاف قائلا: «كلنا يعلم ان اهل مكة كانوا في صدر الاسلام يستضيفون الحجاج ولكن ظروف الزمن تغيرت وان كان لا بد ما هو موجود الان بما فيه النقل سواء النقل من خارج المملكة او داخلها لكن هذا لا يجعلنا ننسى الاساس في ان لا يجعل الحج مجال استغلال انما هي خدمات يجب ان يأخذ كل واحد حقه ويستفيد استفادة معقولة هذه نقطة هامة يجب ان يتحلى بها كل مواطن سعودي».

ودار النقاش حول اهمية نقل الحجاج بسهولة ويسر لجعل المناسك تؤدى في مواعيدها من غير تعطيل او تأخير وبأقل قدر من المشقة للحجاج. وتطرق النقاش لفوائد ابقاء النقابة العامة لنقل الحجاج وعيوب مقارنة بفوائد انشاء شركة مساهمة بديلا عن النقابة لان الهدف هو تيسير اداء النسك في اوقاتها المشروعة من غير تضحية بمصلحة المواطن الراغب في الاستثمار في هذا المرفق.

وتناول النقاش مشكلة الناقل الخارجي حيث كثيرا ما تقصر شركات الطيران وغيرها من وسائل النقل في واجباتها تجاه الحاج في هذا المجال وجرى اقتراح نظام يعالج سلبيات الوضع الحالي بحيث يحدد مشروع النظام مسؤوليات الناقل وواجباته حيال الحاج ومن ذلك توفير المقاعد الكافية للحجاج في الاوقات المناسبة قدوما وعودة بحيث لا يعاني الحاج من الانتظار او الاضطرار للتخلف في المملكة. كما دار حوار مفتوح بين الامير نايف واعضاء المجلس حول عدد من الموضوعات والقضايا.

وحضر الجلسة الامير نواف بن نايف بن عبد العزيز ورئيس مجلس الشورى الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد ووزير الحج الاستاذ اياد بن امين مدني.

=