واشنطن تستطلع مواقف حلفائها بشأن تشكيل قوة عسكرية تخوض الحرب ضد العراق

وزير الدفاع البريطاني: مجلس الأمن وحده المخول تقرير الرد على إطلاق العراق نيرانه على الطائرات الحليفة

TT

أكد وزير الدفاع البريطاني جيف هون أن الولايات المتحدة طلبت من بلاده المساهمة في قوة عسكرية تعتزم تشكيلها للقيام بعمل عسكري ضد العراق اذا اقتضى الامر. وأوضح ان اطلاق العراق النار على الطائرات الاميركية والبريطانية لا يشكل مبرراً لشن حرب على العراق، مشيراً الى ان تحديد كيفية الرد على السلوك العراقي من شأن مجلس الامن الدولي. ولم يجب هون الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحافي بمقر «جمعية الصحافيين الاجانب» بلندن، عن سؤال حول موقف لندن من فكرة أن اجراءات عسكرية ضد سورية وليبيا يجب أن تتلو الهجوم المفترض على العراق. ومن جهته، أبدى رئيس هيئة الأركان البريطانية الادميرال مايكل بويس الذي شارك في المؤتمر الى جانب هون، قلقه العميق من استمرار اضراب الاطفائيين، معتبراً ان ذلك يشغل الجيش عن اداء واجباته العسكرية.

وشدد وزير الدفاع البريطاني على ان «قراراً لم يتخذ بعد» بخصوص الطلب الاميركي، معتذراً عن عدم الخوض في التفاصيل التي «ستُناقش في مجلس العموم خلال الجلسة المقرر عقدها الاثنين المقبل» حول الموضوع العراقي. واعتبر ان الهدف من انشاء هذه القوة هو «أن علينا ان نكون جاهزين دائماً للاستجابة الى اي حالة طارئة»، وأن «نحافظ على استعدادنا لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1441 اذا لزم الامر». وأضاف ان «أي قرار لم يتخذ هنا أو هناك (أميركا) حول الحرب، ولم توضع خطط للحرب».

وفي رد على سؤال حول ما اذا كان «تعرض» الدفاعات الجوية العراقية للطائرات الاميركية والبريطانية في منطقة الحظر الجوي يمثل «انتهاكاً مادياً» يجيز بدء حرب ضد العراق، قال هون ان مجلس الامن الدولي هو المخول اتخاذ القرار النهائي في هذا الامر.

وسُئل هون عما اذا كان دور سورية وليبيا سيأتي بعد الانتهاء من الحرب المفترضة ضد العراق، فلم يُعلق على الامر ربما بسبب انشغاله بالاجابة على تساؤل آخر. بيد ان متحدثاً باسم مقر رئيس الوزراء توني بلير أكد لاحقاً لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة البريطانية «مشغولة حالياً بالتركيز على كيفية حمل (الرئيس العراقي) صدام حسين على تنفيذ التزاماته الدولية التي ينص عليها القرار 1441». ولدى تذكيره بأن سورية أيدت هذا القرار مما يعني انه من غير المعقول استهدافها جزاءً لها على التمسك بالشرعية الدولية، رفض المتحدث التعليق على ما اعتبره مجرد تكهنات اعلامية. وأصر هون على أن الجيش البريطاني قادر على «تأدية المهمتين» لجهة الاستعداد الدائم للتعاطي مع أي «طارئ» عراقي واخماد الحرائق المحتملة أثناء اضراب الاطفائيين. غير ان الادميرال بويس اعترف بأنه يشعر بـ«قلق بالغ حيال الفاعلية العسكرية لقواتنا المسلحة» لأن الجنود قد يُكلفون بالقيام بأعمال الاطفاء اذا قرر الاطفائيون المضي في اضرابهم المقرر بدؤه غداً لثمانية ايام. وأشار الى أنه من الصعب توفير «19 ألف جندي يوضعون في حالة تأهب للقيام بواجبات من هذا النوع (التي يؤديها الاطفائيون عادة)، ولذلك فان من الضروري جلبهم من (الوحدات المكلفة) بواجبات عملياتية». ان اضطرار الجنود الى الحلول محل الاطفائيين المضربين يعني «انهم (الجنود) لا يقومون بواجبهم بالتدرب على التصدي لأي واقع (قد تتمخض عنه الاوضاع) في المستقبل». ورأى رئيس الاركان البريطاني الذي من المقرر ان يتقاعد في غضون اشهر قليلة، ان وضع الجنود في حالة تأهب بسبب اضراب الاطفائيين، يؤثر في معنوياتهم لانهم يحرمون من اجازاتهم.

وفي هذه الاثناء، انتقد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد طريقة تعاطي الامم المتحدة مع الازمة العراقية، مؤكداً ان عدداً متزايداً من الدول ابدت استعدادها لتقديم المساعدة للولايات المتحدة في حال شنت حربا على العراق. وقلل من أهمية رأي الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بأن اطلاق القذائف على الطائرات الاميركية لا يشكل «انتهاكاً مادياً». الى ذلك، أكد مصدر مطلع في وزارة الخارجية الايطالية امس لـ«الشرق الأوسط» ان واشنطن طلبت من روما السماح لها باستخدام المجال الجوي الايطالي والقواعد العسكرية الموزعة على انحاء البلاد، وذلك في حال اندلاع حرب ضد العراق.

وأوضح المصدر نفسه ان أمر ارسال جنود ايطاليين الى العراق لن يُبحث في الوقت الراهن، مشيراً الى ان روما لن تتخذ القرار النهائي بشأن مشاركتها الا بعد ظهور نتائج الجولات الميدانية للمفتشين التابعين للامم المتحدة.

من ناحيته، اعلن رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان مساء أول من أمس أن أميركا دعت بلاده الى مساعدتها في الحرب المتوقعة ضد العراق. بيد ان الزعيم الكندي اوضح في مجلس العموم «كنا من اوائل الدول التي قالت للأميركيين انهم لا يستطيعون خوض حرب من دون دعم يوفره قرار من مجلس الامن». وقال «سنرى ما يمكننا تقديمه» للأميركيين شرط ان يتم ذلك في اطار تفويض من المنظمة الدولية.