الجميل ينفي اتصاله بالإسرائيليين ويتخوف من ملاحقات تطاول حتى البطريرك صفير

TT

نفى الرئيس اللبناني الاسبق امين الحميل إجراءه اي اتصالات مع الاسرائىليين وزيارته السفارة الاسرائىلية في باريس للتعزية برئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين. واعتبر ان ما تم تسريبه اخيراً من معلومات عن استنابات قضائية في هذا الخصوص يأتي في سياق «نية لالغاء بعض القيادات في العمل السياسي» مبدياً تخوفه من ان تطاول الملاحقات حتى البطريرك الماروني نصر الله صفير.

وقال الجميل، في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر نقابة الصحافة: «طالعتنا مكاتب الاخبارات المنسوبة الى قوى الامن الداخلي، بمعلومات كثر اجترارها منذ 1995، وهي تركز على زيارة تعزية مختلقة للسفارة الاسرائيلية في باريس، الى ما استجد عندها من مقابلات لصحف اسرائيلية». واضاف: «نحن، اذ نسخر من هذه الافتراءات ومن التهويل بفتح الملفات كلما ضاقت حجة التصدي للقوى المعارضة، نأبى ان نقف موقف الدفاع عن خطنا الوطني في مواجهة العدو الاسرائيلي منذ ما قبل تسلم مقاليد الحكم وفيه وبعده. لقد راهنا منذ انخراطنا في العمل السياسي على العمل العربي».

واعلن انه خاض «المفاوضات العلنية برعاية دولية بهدف تأمين انسحاب اسرائيلي من لبنان. وحين شككنا بنتائج المفاوضات الغينا اتفاق السابع عشر من مايو (ايار) بقرار ذاتي، لا منة فيه لاحد.

واضاف الجميل: «لست ادري، ونحن نعيش هواجس العواصف التي تنذر بهبوب صاعق على العراق والمنطقة باكملها، ما هي الحكمة المتوخاة من التلهي بتدبيج الاخبارات الوهمية واشاعة جو من التوتر الداخلي والتجاذب الجانبي والامعان في التفسخ والانقسام، فيما الخطر الداهم يقتضي وحدة الموقف والصف تأميناً لوحدة المصير».

وسأل: «أليس من الارهاب الذهني التسلط على الرأي الآخر المعارض؟ بل هو تعارض مع النظام الديمقراطي ومقدمة الدستور، حتى اذا قامت معارضة ما لا تلبث ان ترشق بتهم اقلها الخيانة والانقلاب التآمري على السلطة والوطن، فيما الاقتصار على طبقة طاغية من الموالين هو اقرب الى الانظمة الكلية التي تلتف على النظام الديمقراطي وصولاً الى سلطة لا تتقيد بنظام».

واشار الى «الذين يسترون هذه الممارسات بمغالاة مفادها انهم يسدون خدمة لسورية او يؤمنون الدعم لها». واتهمهم بـ «ضرب العلاقة الاستراتيجية التي نريدها مميزة بين لبنان وسورية والتي يجب ان تقوم على المحبة والتضامن والثقة الصادقة المتبادلة».

واعلن الجميل: «هذه يدنا ممدودة برحابة الى جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، معارضين وموالين على السواء، اذ عندما يكون المصير الوطني مهدداً فلنكن كلنا موالين للوطن، ولنكن كلنا معارضين لكل ما يعرض مبرر وجود لبنان للخطر. واذا كانت العلاقة اللبنانية ـ السورية تعتريها بعض الشوائب، على ما اعلنه الرئيس بشار الاسد، فلنتعاون اذاً، لبنانيين وسوريين، سلطة وشعباً، على تبديد ما تلبد وارساء جو من الصفاء الثابت يرعى العلاقة الاخوية المحكومة بضرورات الحاضر والمستقبل. ان مصيرنا كلبنانيين رهن اتحادنا بلبنان الحرية والسيادة. وان وفاقنا مع السوريين كفيل بانتصارنا المشترك على كل عواصف الشرق والغرب».

واكد الجميل انه لن يغادر لبنان مجدداً مهما حصل من تطورات، وقال : «اذا ما استمرت طريقة التعاطي الحالية وكل يوم نتحف بامور جديدة معظمها ملفق، فلن توفر الاتهامات احداً. وقد تصل الى غبطة البطريرك (نصر الله صفير) والقيادات الوطنية وينتهي لبنان». ونفى الجميل ايضاً ان يكون قد باع آلاف جوازات السفر اللبنانية الى الفلسطينيين خلال توليه الرئاسة، وشدد على ان «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض لم يقطع الحوار مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود «بل جمده ريثما تنقى الاجواء لان التصرفات التي سادت بعد لقاء قرنة شهوان الايجابي جداً مع رئيس الجمهورية لا تساعد على الحوار».