وزير الطاقة يعتبر مؤتمر «باريس ـ 2» هدية لتخفيف خدمة الدين اللبناني

TT

اعتبر وزير الطاقة والمياه محمد عبد الحميد بيضون ان مؤتمر «باريس ـ 2 » هو حدث استثنائي للبنان وهو هدية حقيقية من الناحية المادية لتخفيف خدمة الدين. واشار الى ان الجهد الاساسي سينصب بعد «باريس ـ 2» باتجاه الموازنة وعمليات التخصيص والتسنيد والمحافظة على عجز في الموازنة بمستوى 25 %. وقال بيضون: «اليوم علينا 30 مليار دولار دين فوائدها حوالي خمسة آلاف وسبعمائة مليون، بينما ما تجمعه واردات الدولة لا يتجاوز 500 مليون. وللسنة المقبلة يترتب علينا 5700 مليون فائدة للدين العام فكيف ندفعها وحتى الآن لم نتحدث عن كيفية دفع رواتب الموظفين؟ لذلك فإن السؤال الحقيقي هنا ولكي نستطيع دفعها علينا ان نزيد واردات الدولة والجباية وهي ايضاً لا تكفي ونحن نريد عناصر تسمح لنا بتخفيف فائدة الدين العام ومن هنا ولدت فكرة باريس - 2».

واضاف: «نحن كدولة نستدين حالياً بفائدة 14%. واذا اطلعنا على مجمل ديننا خلال السنة الماضية بالعملة الاجنبية كانت الفائدة حوالي 11% وبالتالي 16% ومتوسط الفائدة على الدين 14%. نحن اليوم نطلب من الدول الكبرى مثل اوروبا واميركا عبر صندوق النقد لأن الخزانة الاميركية لا تفتح خزائنها الا لاسرائيل. وايضاً نطلب من الاشقاء العرب بدل ان نستدين بـ 16 و14 و11 في المائة فإننا نطلب الاستدانة بفائدة اربعة او خمسة في المائة. وهذا الامر يتطلب جهداً استثنائياً لأن مثل هذا العرض يطرح في وقت يعتبر فيه لبنان من الدول ذات المخاطر الائتمانية المرتفعة».

وافاد بيضون: «اليوم تأتي هذه الدول لتجتمع من اجل لبنان لتقول انها تضمن كل دين بحدود ثلاثة مليارات او خمس مليارات دولار بـ 5% او ان هذه الدول ستقرض لبنان مباشرة خمسة مليارات دولار وبذلك نكون وفرنا فائدة سنوياً حوالي 400 الى 500 مليون دولار وذلك يعني ان هناك مؤتمراً ينعقد ليقدم للبنانيين هدية هي 500 مليون دولار سنوياً على فترة تمتد لعشرين سنة تقريباً. لذلك فإذا قمنا بمقارنة نرى ان ما يحصل اليوم لم يحصل لأي دولة في العالم الا لاسرائيل التي حصلت من اميركا على ضمانات قروض في المرة الاولى بـ 10 مليارات دولار للاستيطان والآن تحصل على ضمانات قروض لكي لا تدفع فائدة مرتفعة».

ولفت بيضون الى «ان ما فعلته اميركا لاسرائيل مرة وكان عليه اشتراط سياسي ايضاً تفعله الآن الدول الكبرى للبنان ولولا موضوع العراق لما مشى الاميركيون في هذا المشروع. وكما هو معلوم في الماضي ان المعاناة كانت منهم. ولكن للاميركيين اليوم مصلحة في ان يظهروا للعرب انهم يساعدونهم».

واعتبر بيضون مؤتمر «باريس ـ » حدثاً استثنائياً للبنان «وهو هدية حقيقية من الناحية المادية للبنان ليس لنبدأ تخفيف خدمة الدين العام فحسب، انما ايضاً لنزيل من امام أعيننا شبح خوف هو الخوف من خفض قيمة الليرة اللبنانية خصوصاً ان الصندوق الدولي كان دائماً ينصح الحكومة اللبنانية بخفض قيمة الليرة. وكانت الحكومة ترفض ذلك، لأن في ذلك عصراً حقيقياً لأصحاب المداخيل المحدودة والمتدنية والذين هم موظفو القطاع الخاص. وبخفض الليرة فإن القوة الشرائية كانت ستنهار».