أهالي 30 معتقلا لبنانيا في العراق يطالبون بالكشف عن مصيرهم... ولو كانوا أمواتا

TT

بـ«امل محزن» ينتظر اهالي 30 لبنانياً معتقلين في العراق اخبارهم التي انقطعت منذ سنوات طويلة من دون ان يستطيعوا معرفة مصيرهم لان السلطات العراقية لا تعترف بوجودهم.

وقد شكلت قضية هؤلاء المعتقلين ازمة انسانية واجتماعية لعائلاتهم التي اصبحت مستعدة، بعد مرور الاعوام، لاستقبال خبر مقتلهم. وقد تجمع بعض هؤلاء امس في مقر نقابة الصحافة اللبنانية للاعلان عن معاناتهم حاملين صوراً قديمة باهتة الالوان لاحبائهم وذكرى مشوشة عن اب او اخ لا يعرفون هل سيلتقونه يوماً ام لا.

وتقول نسيمة دهيني شقيقة نصيف ابراهيم دهيني المعتقل في العراق منذ عام 1980: «انهم اموات.. نريد ان نعرف، فقد تعبنا من الانتظار بأمل محزن». ودهيني كان خياطاً شاباً يعمل في العراق. وقد اعتقلته السلطات العراقية لدى عودته الى العراق براً بسيارة جديدة كان اشتراها من لبنان واتهمته بتهريب اسلحة الى المعارضين مرسلة من قبل حركة «امل» و«حزب الدعوة» كما قالت الصحف العراقية التي نشرت «اعترافات» دهيني الذي اعتقل شاباً لم يتجاوز الـ18 سنة واحتفل اهله بميلاده الـ43 في غيابه.

ورغم تشكيكها بالرواية العراقية، تستغرب نسيمة دهيني عدم محاكمة شقيقها والاعلان عن مكان وجوده المجهول منذ ذلك التاريخ.

وتقول فاطمة ياسين زوجة الشيخ طالب الخليل (مواليد 1944) المدرس في حوزة العلوم الدينية في النجف ان اخبار زوجها الذي كان يدرس ويدرّس في الحوزة انقطعت عقب الانتفاضة الشعبية ضد النظام العراقي في مارس (آذار) 1991، علماً انه كان في الحوزة منذ عام 1969 وقد وصل الى مرحلة «البحوث الخارجية» التي تقربه من درجة الاجتهاد في الفقه الاسلامي. وقد كبرت عائلته المؤلفة من 11 شخصاً ليصبح في غيابه جداً لـ11حفيداً لم يروه او يتعرفوا اليه.

ومثله ايضاً الشيخ علي جعفر (مواليد 1946) الذي كان يقيم في العراق منذ عام 1964 وهو مدرس في الحوزة اعتقل مع نجله علي (مواليد 1979) وهو طالب في ثانوية النجف، علماً ان بين المعتقلين اللبناني صبحي خليل حيدر الذي اعتقله العراقيون خلال غزو الكويت في عام 1990.

والمعتقلون جميعاً من الطائفة الشيعية. وقد اعترف احد ذويهم بأن الاهالي مقتنعون تقريباً بانهم قتلوا جميعاً وانه لهذا لا تعترف السلطات العراقية بهم. لكن اهالي المعتقلين يريدون تأكيداً رسمياً بهذا الواقع اذا كان حقيقة، لان استمرار الوضع على ما هو عليه يخلق تعقيدات عائلية وانسانية كبيرة.

وتحدث رئيس اللجنة الوطنية لدعم المعتقلين اللبنانيين في العراق حسين جعفر في المؤتمر الصحافي فقال: «ان مأساة آبائنا واخواننا المعتقلين في العراق منذ اثني عشر عاماً تثير فينا القلق والحيرة بسبب عدم معرفة اي شيء عن ظروف اعتقالهم، لا سيما انه لم توجه اليهم اي تهمة ولم تجر لهم اي محاكمة، ولم نبلغ بالطرق الرسمية عن اماكن اعتقالهم. في الآونة الاخيرة، تلقينا نبأ الافراج عن المعتقلين في العراق بفرحة وامل وتوقعنا وصول الاهل من المعتقلات وان يرد العراق بعضا من جميل لبنان الذي وقف ويقف وقفة رجل واحد مع العراق وشعبه، وسرعان ما تلاشى هذا البارق- كما المرات السابقة في مهرجانات العفو المتكررة في العراق».

واشار الى ان وزير خارجية العراق محمد سعيد الصحاف اقر في العام 1999 امام وسائل الاعلام في بيروت بوجود معتقلين لبنانيين وبانه سوف يعمل على اطلاق سراحهم «ولم نحصل على اي نتيجة وتوالت زيارات المسؤولين اللبنانيين والعراقيين بين بيروت وبغداد وبلغت ذروتها في الآونة الاخيرة... وكأن ملف المعتقلين اللبنانيين لا يعني احداً». وناشد رؤساء الجمهورية اميل لحود ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء رفيق الحريري العمل من اجل عودة المعتقلين بأسرع وقت.

وأوضح جعفر ان هناك 35 معتقلاً في لوائح وزارة الخارجية اللبنانية اطلق منهم 5 على دفعتين بينهم ثلاثة اطلقوا بعد العفو وكانوا محكومين في قضايا مدنية ومعروف مكان سجنهم، واوقفوا بعد العام 1997وقال: «ان اهالينا في مكان آخر لا معلومات عنهم ولم تستطع الهيئات الدولية معرفة مكانهم والاتصال بهم».