السفير الإسرائيلي في القاهرة يعتبر السلام لا يزال قويا مع مصر رغم العواصف

TT

بينما كانت إسرائيل تحتفل بالذكرى الخامسة والعشرين على الزيارة الدراماتيكية التي قام بها الرئيس المصري الراحل انور السادات للقدس المحتلة، كان ثمة فتور إعلامي ورسمي ملحوظين في مصر في إحياء هذه المناسبة التي كانت علامة فارقة ليس فقط في تاريخ مصر المعاصر ولكن أيضا في منظومة النظام الإقليمي والقومي العربي.

وخصصت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحات واسعة للاحتفال بالذكرى، أعادت إلى الأذهان نص الخطاب التاريخي الذي ألقاه السادات أمام الكنيست الإسرائيلي، كما أجرت عدة لقاءات مع مسؤولين ودبلوماسيين مصريين من أبرزهم مصطفى خليل رئيس الوزراء الأسبق، والذي رافق السادات في زيارة القدس بالإضافة إلى ايهاب الشريف القائم بالأعمال المصري في تل أبيب. ونقل راديو إسرائيل عن خليل قوله ان مصر والعرب سيقيمون علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا التزمت بعملية السلام، وعلى اسرائيل أن تتفاعل مع مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت خلال شهر مارس (آذار) الماضي. واضاف: «لا يمكن إقرار السلام الشامل والدائم إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967».

لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية انتقدت بشدة حديث إسرائيل عن السلام في ظل عدوانها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني، وقالت: «في الوقت الذي تحتفل فيه إسرائيل بذكرى زيارة السادات للقدس، وتذيع كلماته عن السلام فان آلة الحرب الإسرائيلية تطلق صواريخ الطائرات والدبابات ونيران الأسلحة والرشاشات على معظم مدن وقرى الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وقال جدعون بن عامي السفير الإسرائيلي الحالي في القاهرة والذي يحمل رقم سبعة في تسلسل السفراء الإسرائيليين الذين عملوا في العاصمة المصرية في مقال نشرته «صحيفة يديعوت احرونوت» ان السلام بين مصر وإسرائيل ما زال متينًا ووطيدًا، رغم العواصف التي شهدها من كل نواحيه. واضاف ان من يتابع تاريخ العلاقات بين إسرائيل ومصر يلاحظ بشكل واضح أنها خلال العشرين عامًا الأخيرة، شهدت المد والجزر، اللذين بلورا ما يدعى في اللغة السياسية المصرية «نظرية البارومتر». بكلمات أخرى، «درجة حرارة السلام» للعلاقات الإسرائيلية ـ المصرية، التي قيست (؟) بدقة على يد مصر، ارتفعت وانخفضت كالرقاص، بحسب وتيرة التقدم والتراجع أو الجمود في الاتصالات الجارية على المسار الإسرائيلي ـ الفلسطيني ضمن مسيرة السلام. واستعرض جانبا من الخسائر التي تعرضت لها العلاقات المصرية الإسرائيلية حيث قال «ان حوالي نصف مليون إسرائيلي كانوا، منذ عهد قريب، يزورون مصر كل سنة. وكان هؤلاء يهتمون كثيرًا بتاريخ مصر العظيم، ويتوقون للتعرف على جيرانهم من قريب. كما أقيمت علاقات تجارية وأبرمت صفقات، رغم أنها لم تكن على نطاق واسع، وذلك بسبب الطابع المختلف لاقتصادينا، وتميز التعاون الزراعي بين الدولتين، حيث حظي بتقدير كبير من جانب مصر». وقال: «في السنتين الأخيرتين لحقت أضرار كبيرة بهذه العلاقات أيضًا، على خلفية الجو السلبي والمعاداة التي تسببت بها الانتفاضة الفلسطينية في أرجاء العالم العربي ضد إسرائيل».