حلف شمال الأطلسي يتسع شرقا في براغ تحت مظلة أميركية

قمة تاريخية في العاصمة التشيكية الشيوعية سابقا لدعم الحملة الدولية ضد الإرهاب

TT

تنطلق صباح اليوم في العاصمة التشيكية براغ قمة تاريخية لحلف شمال الاطلسي (الناتو) وسط اجراءات امنية مشددة يحضرها قادة ورؤساء 45 دولة من دول العالم. ومن المتوقع ان يتوسع الحلف شرقا بقبول انضمام سبع دول من اوروبا الشرقية ليرتفع العدد من 19 عضوا الى 26 دولة عضو. مشروع امتداد وتوسع الحلف شرقا، حثت عليه الادارة الاميركية منذ اكثر من عامين بهدف ضمان استقرار اوروبا وتفرغها لاهدافها الاستراتيجية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، اذ للمرة الاولى يوجد هناك جنود اميركيون في بلغاريا وجورجيا واوزبكستان وطاجيكستان وكيرجيستان. وخلال الاشهر 15 الماضية لوحظ انتشار القواعد الاميركية على طول حدود البحر الاسود تقريبا الى الحدود الشمالية للصين.

وستعمل الدولة المضيفة التشيكية، المتوقع انضمامها، على إبهار الاميركيين، والرئيس جورج بوش الذي كان من بين اول قادة «الناتو» الذين وصلوا اول من امس الى براغ، بعرضها لمهارات وحدتها الخاصة والمتخصصة في السلاح النووي والبيولوجي والكيماوي الموجودة بقاعدة وارسو في بريزينا.

وستستعرض حكومات دول الحلف الـ19 خلال القمة التي تستغرق يومين العديد من الموضوعات الدولية المهمة والحساسة التي تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية حولها. كما تتوقع هنا بأن تشهد القاعات المغلقة مناقشات حادة بين قادة الحلف في ظل وجود اختلافات في الرأي حول عدد من الموضوعات الموجودة في اجندة الاجتماع والتي يأتي في مقدمتها موضوع دور الحلف في مكافحة الارهاب الدولي ورغبة معظم دول الحلف في ان يكون هناك دور رسمي وفعال للحلف في مجال مكافحة الارهاب الدولي وان يقتصر الامر على الولايات المتحدة فقط التي استأثرت بهذا الدور الفترة الماضية وخاصة في افغانستان. ووضحت تلك الرغبة لدى دول الحلف في المقترح الذي تقدمت به كل من هولندا والمانيا بأن يتولى الحلف مسؤولية حفظ السلام في افغانستان عقب انتهاء فترة القيادة الالمانية ـ الهولندية المشتركة التي سوف تبدأ في فبراير (شباط) القادم. والمقترح لاقى صدى ايجابياً داخل مقر الحلف ببروكسل اذ اعربت مصادر داخله عن استعداد الحلف للقيام بأول دور رسمي وفعال في مجال مكافحة الارهاب الدولي خارج نطاق دول الحلف. وجاء المقترح ليلقى ترحيباً من واشنطن وكندا ودول اوروبية اخرى، الا انه في نفس الوقت قوبل بتحفظ من دول اخرى وخاصة فرنسا. وهو الامر الذي يعطي مثالاً للاختلافات في الرأي والتي يمكن ان تشهدها مناقشات قادة الحلف.

ومن الموضوعات الهامة الاخرى، يوجد موضوع العراق وسط ورود تقارير تشير الى ان واشنطن حرصت على ان يحتل الملف العراقي صدارة الموضوعات لرغبتها في الحصول على تأييد ودعم من دول الحلف لموقفها من المسألة العراقية وخاصة في ظل معارضة المانيا وبلجيكا وفرنسا ودول اخرى لعملية ضرب العراق.

وسوف يقرر القادة مسألة توسيع الحلف وذلك بانضمام سبع دول جديدة وهي رومانيا وبلغاريا وسلوفينيا وسلوفاكيا والمجر وثلاث دول من البلطيق وهي لاتفيا واستونيا وليتوانيا، وهي تعتبر اكبر عملية توسيع يقوم بها الحلف منذ نشأته عام 1949. وفيما يتعلق بالدولتين الاخريين المرشحتين للحصول على عضوية الحلف وهما مقدونيا والبانيا فسوف يقرر القادة استمرار دعم ومساندة الدولتين خلال الفترة القادمة لتحقيق كل الشروط اللازمة للحصول على العضوية خلال مرحلة مستقبلية اخرى.

ومن الموضوعات الهامة الاخرى التي تتضمنها اجندة الاجتماعات مسألة تعزيز قدرة الجيوش الغربية على التحرك المشترك، ومن ثم ضرورة اصدار قرار بانشاء قوة انتشار سريع يمكن استنفارها بسرعة.

بالاضافة الى ذلك يواجه قادة الحلف التزامات تتعلق بتعزيز قدراته الدفاعية لمواجهة التهديدات الكيماوية والبيولوجية والاشعاعية الى جانب التزامه بضرورة وجود علاقات جيدة مع روسيا التي كانت تشكل العدو الاول للحلف في الماضي، والآن اصبحت ترتبط به باتفاقيات ومعاهدات موقعة من الجانبين.