كتائب القسام تعلن مسؤوليتها عن مقتل 11 إسرائيليا بتفجير حافلة في شارع مكسيكو في القدس الغربية

حماس تعتبر العملية الرد الخامس على مقتل قائدها العسكري وتهدد بالمزيد والسلطة الفلسطينية تدينها وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لوقف إطلاق النار

TT

قتل امس 11 اسرائيليا واصيب 47 اخرين جراح 8 منهم على الاقل بليغة في عملية تفجيرية جديدة في حافلة في القدس المحتلة هي الاولى من نوعها في المدينة منذ اكثر من 3 اشهر. واعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية وقالت انها هي الرد الخامس على اغتيال اسرائيل لقائدها العام صلاح شحادة في حي الدرج في مدينة غزة في قصف جوي في 23 يوليو (تموز) الماضي اسفر عن قتل 16 فلسطينيا اخر 9 منهم من الاطفال. وقالت الكتائب في بيانها الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه «تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام عن الرد الخامس على هذه المجزرة بعد ردها الرابع في الكمين الأول لعملية الخليل البطولية قبل أيام واضاف «إن كتائب الشهيد عز الدين القسام إذ تزف لأمتنا هذه العملية الاستشهادية البطولية تؤكد على ما يلي: أولاً إن هذه العملية تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال وتسديداً لفاتورة حساب اغتيال القائد العام وشهداء حي الدرج التي لم يسدد العدو سوى الجزء اليسير منها والقادم أشد واعظم بإذن الله ثانياً نهدي هذه العملية للاخوة المعتقلين في السجون النازية الصهيونية مؤكدين لهم أننا مصممون على طريق الجهاد والاستشهاد حتى تحرر الأرض ويعودوا إلى بيوتهم وأهلهم ثالثاً ندعو إخواننا العرب والمسلمين أن يدعو لإخوانهم المجاهدين في فلسطين بأن يمكن الله لهم من رقاب عدوهم وشل اقتصاده وتدمير أركان دولتهم الدعية رابعاً نؤكد أن مسيرة الجهاد والاستشهاد مستمرة على كل شبر من أرضنا المغتصبة ما دام هناك احتلال وجرائم، وهي غير مرتبطة بزمان أو مكان، إنما مرتبطة بزوال الاحتلال عن أرضنا ورغم ان البيان لم يتطرق الى اسم منفذ العملية وهي السياسة المتبعة منذ تنفيذ اسرائيل لسياسة هدم منازل اسر منفذي العمليات التفجيرية، الا انه علم ان المنفذ هو نائل عزمي أبو هليل (عاما) من بلدة بيت عوا قرب دورا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقطن بلدة الخضر في بيت لحم منذ 6 اشهر. وقال البيان ان منفذ العملية تمكن من اختراق «كافة الحواجز العسكرية الصهيونية وتحدي الاف الجنود الصهاينة في قلب عاصمتنا المغتصبة نحو الهدف المخطط له في شارع ما يسمى مكسيكو ليصعد الحافلة رقم 20 التابعة لشركة ايغد الصهيونية ليفجر جسده الطاهر في الجزء الامامي من حافلة المغتصبين الصهاينة».

وادانت السلطة الفلسطينية العملية كما هي العادة في كل عملية تفجيرية مؤكدة انها تدين قتل المدنيين سواء كانوا فلسطينيين ام اسرائيليين. ودعت مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار بوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وتوعدت القيادة في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» بانها «لن تتساهل او تصمت مع منفذي هذه العمليات وعملية القدس التفجيرية ضد المدنيين الاسرائيليين بل تعتبرها مساسا خطيرا باخلاقنا وقيمنا ومبادئنا». ودعا البيان الى «الاجماع العالمي على ان استهداف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين او من اي جنسية اخرى هو ارهاب يجب ادانته دون هوادة».

ودعت السلطة في بيانها «مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة واتخاذ قرار حاسم لوقف اطلاق النار وارسال قوات مراقبين دولية على وجه السرعة لكافة المناطق الفلسطينية». وطلبت منه مساعدتها في «اعادة بناء اجهزتها الامنية لتكون قادرة على كبح جماح هذه العمليات ومنفذيهاالذين يتجاهلون عن سبق قصد وتصميم مصالح شعبنا ومدى الضرر الذي تلحقه هذه العملية (الانتحارية بالقدس) بقضية شعبنا على كافة المستويات».

وادان البيان في الوقت نفسه «وحشية العدوان الاسرائيلي وقتل المدنيين الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال» مشيرة الى معاناة الشعب الفلسطيني «جراء هذا العدوان».

ورغم هذه الادانة الواضحة اتهم الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي رعنان غيسين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتمويل مثل هذه العمليات كما حمله المسؤولية ايضا رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت الذي زار موقع العملية حال وقوعه واكد ان العملية من «اصعب العمليات التي وقعت اخيرا».

وهدد غيسين بان اسرائيل «ستواصل عملية تفكيك السلطة الفلسطينية». وقال غيسين الذي كان يتحدث لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» «سنتحقق من انه في وسعنا الاستمرار في تفكيك هذا الكيان الارهابي واستبداله بشيء او بشخص يكون مستعدا لان يكون شريكا في السلام».

واضاف ان رئيس السلطة الفلسطينية «ياسر عرفات يدين ويؤمن في الوقت نفسه الاموال للتنظيم (حركة فتح) وكتائب شهداء الاقصى (جناحها العسكري)». ومضى يقول «طالما ظلت هذه السلطة قائمة فلن يكون هناك فرص لاقامة دولة فلسطينية». وقامت اسرائيل فور وقوع العملية باعتقال شقيق منفذها وابنه عمه في دورا بالخليل. واعتقلت قوات الاحتلال نادر عزمي موسى أبوهليل شقيق نائل وابن عمه مراد زياد موسى أبوهليل في بلدة دورا.

واجتاحت قوات الاحتلال فجر امس حي هندازة في مدينة بيت لحم واعتقلت عدداً من المواطنين هم الشيخ خضر عبيات وثلاثة من أشقائه وهم جمال وسمير وطالب اضافة الى عبد الحميد عبد الله النواورة. ونقل المركز الفلسطيني للاعلام في موقعه الالكتروني، عن شهود عيان قولهم إن جنود الاحتلال أجبروا سكان المنازل التي دوهمت على خلع ملابسهم بعد إخراجهم وإيقافه ساعات طويلة في العراء. ويتوقع ان تقوم قوات الاحتلال بعملية واسعة النطاق في بيت لحم كرد على العملية. وسيكون ذلك اول عملية اقتحام للمدينة منذ تفاهم «غزة وبيت لحم اولا) الذي توصل اليه وزير الداخلية الفلسطيني السابق عبد الرزاق اليحيى مع الاسرائيليين في اغسطس (اب) الماضي.

ويسود التوتّر الشديد بيت لحم وضواحيها، بعد أن أحكمت قوات الاحتلال إغلاق منافذها ودفعت بحشدٍ كبيرٍ من آلياتها.

ووقعت العملية في الحافلة رقم 20 من حافلات شركة ايغد الاسرائيلية في الساعة 7.15 في شارع مكسيكو في القدس الغربية. وتمكن منفذ العملية من الصعود الى الحافلة التي كانت تغص بالركاب عبر الباب الأمامي دون أن يلفت انتباه أحد. وقام بتفجير حزام ناسف كان يلفه حول جسده في الحافلة بينما كانت تمر في حي كريات مناحيم جنوب غرب القدس الغربية على مقربة من مقر الشرطة التي قامت بإغلاق منطقة العملية تحسباً لوجود المزيد من المواد المتفجرة، وبدأت بأعمال تمشيط واسعة في المنطقة.

وحسب مصادر طبية اسرائيلية فان جميع من كانوا في الحافلة اما قتلوا او اصيبوا. وقد وقع الحادث في ساعة الذروة من الصباح في الوقت الذي كان فيه سكان المنطقة في طريقهم الى اعمالهم. وعبرت الشرطة الاسرائيلية وجهاز المخابرات العامة الاسرائيلية «الشاباك» عن صدمتها لوقوع العملية في القدس. واكد الجنرال شلومو اهارونشكي المفتش العام للشرطة الاسرائيلية في حديث مع الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية انه لم يتلق تحذيرا محددا حول العملية.

يذكر ان جهاز «الشاباك » يدعي انه قد تلقى اكثر من مائة وثمان وخمسين تحذيرا حول نية حركات المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات ضد اهداف الاحتلال. ويزعم الشاباك ايضا انه احبط نحو 85 عملية كانت على وشك التنفيذ في الاونة الاخيرة.

الى ذلك نقل المركز الفلسطيني للاعلام عن عزمي أبو هليل والد منفذ العملية المفترض قوله إنه «حمد الله وشكره عندما سمع نبأ استشهاده في سبيل الله». وأشار أبوهليل الذي عمل بائعاً للخضار في سوق بيت لحم القديم إلى أنه رأى ابنه آخر مرة ظهر اول من أمس بعد أن أدّى ابنه الصلاة في مسجد عمر بن الخطاب في بيت لحم ثم طلب منه أن يذهب لرؤية أحد أصدقائه وانقطعت الأخبار عنه منذ تلك اللحظة حيث حاول الاتصال في هذه الليلة على هاتفه الخليوي ولكنه فشل في ذلك وردّاً على أسئلة الصحافيين الذين تجمّعوا في منزله في بلدة الخضر قال أبوهليل إنه لا يعرف إلى أي تنظيم ينتمي ابنه ولكنه لا يفرّق بين أي منها لأن الحرب مع الكيان الصهيوني حرب عقائدية.

ونائل ابو هليل هوالخامس في الترتيب بين من الاشقاء والشقيقات. وقالت والدته «إن سقوط الشهداء وارتكاب الاحتلال لسلسة جرائم متتالية وما زالت مستمرة هو الذي دفع ابنها للقيام بعمليته».