نتنياهو يتهم شارون بتسليم ابنه عومري مسؤولية القيادة

شخصية يمينية: لا تصدق أن شارون مع الدولة الفلسطينية أو أن نتنياهو ضدها

TT

مع دخول المعركة الداخلية في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل أسبوعها قرر الأخير وزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، كسر كل الحواجز في معركته ضد منافسه، رئيس الوزراء أرييل شارون. فبعد اتهامه بأنه إذا انتخب فسيقيم دولة فلسطينية في حدود 1967 برئاسة ياسر عرفات، خرج أمس باتهام شخصي جارح له، وأظهره كأنه خرف ولا يسيطر على زمام الأمور. وقال إن القائد الحقيقي لليكود ورئيس الحكومة الفعلي هو ابنه، عومري شارون، «المعروف بصداقته مع عرفات وقربه من القادة الفلسطينيين الآخرين».

وأعلن نتنياهو أنه في حالة انتخاب شارون لرئاسة الليكود والحكومة، فإنه أي نتنياهو، لن ينضم إلى الحكومة إلا إذا تعهد شارون علنا بالامتناع عن تأييد إقامة دولة فلسطينية وبالالتزام بقرار مؤتمر الليكود قبل الأخير، القاضي برفض إقامة هذه الدولة.

وامتنع شارون عن الرد على هذه الاتهامات، وفي الوقت نفسه لم يعد يردد مقولته بأن «الدولة الفلسطينية قائمة عمليا في السلطة الفلسطينية. فهناك توجد حكومة ورئيس منتخب ووزارات ومجلس تشريعي». وفي لقائه مع رؤساء البلديات أعضاء الليكود، الليلة قبل الماضية، لم يتطرق شارون إلى هذا الموضوع بتاتا، مما يعني أن حملة نتنياهو ضده بدأت تفعل فعلها. وبدلا من ذلك أرسل شارون مساعديه ليقولوا لوسائل الإعلام إن حملة نتنياهو هذه ناجمة عن حالة انفلات عصبي، «فالرجل يقرأ استطلاعات الرأي ويصعق كل يوم من جديد، لأنه يرى أن شعبية شارون في ازدياد مستمر بينما شعبية نتنياهو في تدهور مستمر».

يذكر أن نتنياهو ما زال مصرا على أن استطلاعات الرأي تعطي شارون تفوقا بسبع نقاط (41% ـ 34%). ويقول إن الفارق كان ثماني نقاط قبل يومين. ويرد معسكر شارون بالقول : «فقط في مطلع الأسبوع زعم نتنياهو أن الفارق هبط إلى 3.5%، فكيف يدعون اليوم أنه هبط إلى 7%؟».

ويلاحظ أن اليمين الإسرائيلي الوسطي المؤيد لليكود محتار ما بين دعايات شارون ونتنياهو، خصوصا في الموضوع الفلسطيني. وعقبت الكاتبة اليمينية المعروفة أمونة ألون، على هذا الجانب قائلة: «إن أعضاء الليكود يفضلون شارون حتى الآن، الذي يتعهد بإقامة الدولة الفلسطينية، على نتنياهو الذي يتعهد بعكس ذلك. فهم واثقون بأن شارون سينقض عهده أكثر مما هم واثقون بأن نتنياهو سيفي بوعده. فإذا كان الخيار عندهم، ما بين شارون الذي يؤيد إقامة دولة معادية في قلب بلادنا لكنه ـ كما يعرفونه ـ لن يسمح بأن ينفذ هذا، وبين نتنياهو الذي يحذر من خطورة إقامة هذه الدولة المعادية ولكنه في نهاية الأمر سيخضع للضغوط الخارجية، فإن شارون هو الدذي سيفوز بأصواتهم إذ أنهم لا يصدقون شارون عندما يتحدث عن هذه الدولة ولا يصدقون نتنياهو عندما يتحدث ضد هذه الدولة».

يذكر أن أعضاء الليكود (315 ألف عضو) سينتخبون أحد المرشحين، شارون ونتنياهو، يوم الخميس المقبل. فإذا استمرت استطلاعات الرأي وثبتت على إظهار تفوق شارون، من المتوقع أن تشتعل المعركة أكثر وتتخذ طابع العداء والتجريح الشخصي. ونقل عن أحد قادة معسكر شارون أن ابنه عومري أعد ردا على حملة نتنياهو الشرسة هذه، وكاد يصدره في بيان صحافي، إلا أن خبراء الدعاية المحيطين به منعوه من ذلك. وأوضحوا أن السبيل الأفضل لمواجهة نتنياهو هو إهماله: «فإذا استمر على هذا النحو من الأخطاء والتسرع، فإنه سيقع أكثر وأكثر وسينفض عنه الجمهور أكثر وأكثر».

وعلم أن مجموعة من مؤيدي الليكود من الخارج، وبينهم رجال أعمال كبار وسياسيون سابقون، قررت التوسط لتخفيف التوتر بين المتناحرين، في الأسبوع الأخير من المعركة بينهما.