سلطات الاحتلال تجبر العمال الفلسطينيين على القدوم للعمل بـ «قباقيب» وتحظر عليهم ارتداء المعاطف حتى في الشتاء

عامل فلسطيني في غزة لـ«الشرق الأوسط»: يعاملوننا كالحيوانات

TT

كشف عمال فلسطينيون في المناطق الصناعية المقامة في مناطق المعابر الحدودية في انحاء قطاع غزة المختلفة عن ان سلطات الاحتلال اجبرتهم اخيرا على القدوم الى اماكن عملهم بقباقيب والزمتهم بعدم ارتداء معاطف شتوية حتى في الوقت الذي يكون فيه البرد قارسا، فضلا عن منعهم من احضار الطعام من البيت.

وقال عامل فلسطيني يعمل في المنطقة الصناعية في منطقة «ايرز» شمال القطاع مكتفيا بتقديم نفسه كيحيى، ان ارباب العمل الاسرائيليين ابلغوا جميع الفلسطينيين العاملين في المنطقة بهذه التعليمات. واضاف يحيى، 37 عاما، في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان كثيرين من العمال الفلسطينيين يتعرضون لنوبات من الاسهال وآلام البطن بسبب التعرض للبرد القارس في الساعات الاولى من الفجر.

وتساءل يحيى قائلا «كيف ستكون عليه الامور عندما تهطل الامطار في المنطقة؟ هل بامكان اي انسان ان يعمل على هذا النحو؟». واكد يحيى ما نشره موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» الالكتروني حول هذه التعليمات. ونوه بان اصحاب المصانع الاسرائيليين سحبوا مفاتيح ابواب المصانع من مديري العمل ورؤساء الاقسام الفلسطينيين في هذه المصانع.

وقال يحيى ان قوات الاحتلال العاملة في المناطق الصناعية ابلغت العمال بان أي عامل لا يلتزم بالتعليمات الجديدة سيمنع من العمل في المنطقة. واكد ان جنود الاحتلال المتمركزين في المنطقة يتعاملون بكثير من القسوة مع العمال الفلسطينيين الذين يصلون للعمل في هذه المناطق. واضاف انهم «يعاملوننا كالحيوانات».

وتابع القول ان التعليمات العسكرية الجديدة ستعمل على تآكل الاجور التي يتقاضونها، حيث انه بعد شهر رمضان سيكونون مطالبين بشراء الطعام من المطاعم الاسرائيلية في المنطقة وهي مطاعم اسعارها مبالغ فيها جدا مقارنة مع تكلفة الطعام الذي يعده العمال في بيوتهم او يشترونه من مطاعم غزة، فضلا عن تدني مستوى الاجور اصلا. وادعت مصادر قيادة الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة ان الاجراءات الاسرائيلية جاءت لمنع حركات المقاومة الفلسطينية من تهريب وسائل قتالية الى المناطق الصناعية واستخدامها في المس بالجنود وباصحاب العمل اليهود. ونقلت «يديعوت احرونوت» عن ضباط في جيش الاحتلال قوله انه بعد ان نجح عدد من العمال بتهريب وسائل قتالية الى المستوطنات في قطاع غزة اضطررنا لاتخاذ اجراءات تكفل عدم تمكنهم من ذلك. وادعى الضابط ان حركات المقاومة تحاول تجنيد بعض العمال لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاهداف العسكرية والمدنية الاسرائيلية في هذه المناطق.

يذكر ان المخابرات العامة الاسرائيلية (الشاباك) تحاول ابتزاز العمال الفلسطينيين وتجنيدهم للعمل لصالحها. واكد عدد من العمال لـ«الشرق الاوسط» ان ضباط المخابرات الاسرائيلية عملوا اخيرا على تكثيف محاولات الابتزاز عبر ربط حصول العمال على تراخيص العمل باستعداهم للتعامل معها.