قمة الناتو تتعهد بـ«تدابير فاعلة» دعما لمفتشي الأسلحة في العراق وشيراك يشاطر بوش وبلير تحذير بغداد من مغبة عدم «اغتنام الفرصة الأخيرة»

TT

فيما اكد اعضاء حلف شمال الاطلسي (ناتو) امس استعدادهم لاتخاذ «تدابير فاعلة» دعما لجهود الامم المتحدة لنزع اسلحة العراق ولجعل العراق «يمتثل بصورة تامة وفورية وبلا شروط او قيود لقرار مجلس الامن 1441». وطالبوا بغداد «بتنفيذ كافة قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة بصورة تامة وفورية» ايضا، لكنهم لم يعلنوا اي تأييد صريح لعمل عسكري ضد بغداد، انضم الرئيس الفرنسي جاك شيراك المشارك في القمة الى الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في تحذير العراق من مغبة عدم «اغتنام الفرصة الاخيرة» للتخلص من اسلحة الدمار الشامل التي يملكها.

جاء ذلك في اعلان اصدره قادة دول الحلف الذين عقدوا قمة لهم في العاصمة التشيكية، براغ، امس. واعتبر مسؤول اميركي كبير رفض الكشف عن هويته ان الاعلان تضمن «لهجة شديدة للغاية ونحن سعداء ان يكون الحلف اتفق على هذه الصيغة». واضاف «ان ذلك يتجاوز مجرد الاعلان السياسي الذي كانت تسعى الولايات المتحدة للحصول عليه».

وقبل بدء اعمال القمة وجه الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير تحذيرا جديدا الى الرئيس العراقي صدام حسين واكدا انهما سيلجأن الى القوة العسكرية في حال لم يتخل عن اسلحة الدمار الشامل.

واعلن بوش قبل لقاء مع بلير ان «خيارنا لاول هو عدم اللجوء الى القوة العسكرية». واضاف «في حال قرر (العراق) عدم نزع اسلحته سنعمل بشكل وثيق مع اقرب اصدقائنا وبريطانيا هي اقرب الدول الحليفة، وسننزع اسلحته».

وصرح بوش للصحافيين «اتمنى ان نتمكن من القيام بذلك سلميا في حال قبل صدام حسين نزع اسلحته».

ومن جانبه اكد بلير «التصميم التام والموحد» من قبل قمة الحلف الاطلسي على ضرورة تخلص العراق من اسلحة الدمار الشامل التي يملكها تطبيقا للقرار الدولي رقم .1441 وقال «الطريقة التي سيتم بها تحقيق ذلك رهن بصدام حسين (الرئيس العراقي)». واضاف «نأمل ونرغب في ان يتم ذلك عبر عمليات التفتيش وفي حال لم يتعاون العراق فاننا سننزع اسلحته بالقوة».

واكد بلير ان هناك اجماعا بين زعماء حلف شمال الاطلسي على ضرورة نزع أسلحة العراق. وتابع «أعتقد أنه يتعين على صدام حسين كما يتضح من قرار الامم المتحدة أن ينزع جميع أسلحة الدمار الشامل. أما كيف يحدث هذا فأمر يخصه».

وفي وقت لاحق حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من جهته بغداد، مؤكدا اثناء محادثاته مع نظيره الاميركي في براغ ان عليها ان تغتنم «الفرصة الاخيرة» المتاحة لها لنزع اسلحتها قبل شن عمل عسكري ضدها، واكد انه «لا بديل امام العراق من تعاون تام وكامل مع الامم المتحدة» من اجل التخلص من كافة اسلحة الدمار الشامل لديه.

واعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا التي اشارت الى لقاء الرئيسين الفرنسي والاميركي على هامش قمة براغ ان «العراق يجب ان يفهم ان عليه اغتنام الفرصة المتاحة وان يفهم ان هذه الفرصة هي الاخيرة».

على صعيد ذي صلة اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس ان عددا من الدول الاعضاء في الناتو لم يسمها بحثت «بطريقة بناءة» مسألة المشاركة في تدخل عسكري محتمل ضد العراق. لكنه اكد «ان اي قرار لم يتخذ بعد بشأن اللجوء الى القوة. ومن المحتمل ان لا يكون ذلك ضروريا في حال قرر صدام حسين نزع اسلحته».

وقال رامسفيلد انه اذا حصل نزاع، «فان كل دولة ستقرر ما تريد القيام به وسيقرر الحلف، بصفته مؤسسة، ما يريد القيام به».

وفي برلين اعلن متحدث حكومي الماني ان بلاده كانت بين اكثر من 50 دولة طلبت منها الولايات المتحدة المساهمة في حرب محتملة ضد العراق. وقال «ستتم دراسته (الطلب الامبركي) بعناية وفقا للاسس الواضحة الخاصة بعدم مشاركة المانيا في اي عمل عسكري محتمل في العراق والتزاماتنا في اطار حلف شمال الاطلسي والاحتمالات القانونية».

وفي غضون ذلك اشارت استراليا الى انها قد ترسل عددا صغيرا من القوات الخاصة والطائرات المقاتلة والفرقاطات في اطار اي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة في العراق لكنها قالت ان واشنطن لم تطلب منها رسميا بعد اي مساعدة.

وقال رئيس الوزراء جون هوارد انه اذا طلب من استراليا الانضمام الى حملة على العراق فانها قد تلتزم بارسال قوة صغيرة مثل التي ارسلت الى افغانستان دون تعريض امن البلاد للخطر.